Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

طه العامري: مجزرة النصيرات وتحرير الرهائن الأربعة!

مؤسف أن يتمادى بعض المحللين العرب في تصويرهم لمجزرة مخيم النصيرات في قطاع غزة التي ارتكبها الجيش الصهيوني وتحرير أربعة رهائن صهاينة من يد المقاومة وفيما ذهب الكيان وجيشه وقادته ومستوطنيه يحتفلون ويعتبرون الأمر انجازا وانتصارا لجيش الكيان المهزوم، ذهب بعض المحللين العرب في تحليلاتهم يتماهون مع الطرح الصهيوني وفي الحقيقة ان ما حدث في مخيم النصيرات كان هزيمة وهزيمة أمنية واستخبارية وعسكرية واخلاقية وإنسانية، نعم هزيمة متكاملة الأركان وقع فيها الكيان وجيشه وأجهزته وقادته السياسيين والعسكرين والاستخبارين والأمنيين والأسباب عديدة تؤكد هذه الحقيقة منها على سبيل المثال لا الحصر :

أن هذه العملية أو المجزرة قد تم التخطيط لها منذ أكثر من اسبوعين.. وفي سبيلها وضف القادة الصهاينة علاقتهم في خلاف علني لإيهام العالم عن عمق الخلافات فيما بينهم.. ان هذه العملية قام بها جيش يوصف بأنه الاعظم في المنطقة والأكثر قدرة واقتدار على احتلال دول المنطقة مجتمعة خلال ساعات.. استعان هذا الجيش الاسطوري بكل اسلحته البرية والبحرية والجوية، إذ شاركت بالعملية الطيران الحربي والمروحي والمسير، والاقمار الصناعية الأمريكية والبريطانية والصهيونية، بحريا شاركت قوارب عسكرية ومدفعية، وبريا أكثر من ثلاثين دبابة حديثة، وأكثر من عشرة ألف جندي من الجيش والشرطة والقوات الخاصة إضافة إلى كتيبة الموساد وكتيبة من الشاباك وكتيبة من قوات اليمام وهي قوات خاصة ذات قدرات قتالية عالية مجهزة لمكافحة الإرهاب..؟!

شاركت في العملية المخابرات الأمريكية طائرات التجسس البريطانية العاملة في سماء قطاع غزة منذ بداية العدوان الصهيوني وتقدم للأجهزة الصهيونية المعلومات المطلوبة وخاصة أن هذه الطائرة تعمل وفق بصمة الصوت وقد زودت بتسجيلات عن أصوات الرهائن الصهاينة منذ بداية معركة طوفان الأقصى..؟!

دخول أو اختراق المنطقة مخيم النصيرات من خلال شاحنة مساعدات إغاثية ترافقها سيارة مدنية قدمتا من على رصيف أمريكا العائم في استغلال بشع لمعاناة الناس وحاجتهم للمساعدات وهذا اسلوب وقح حد البشاعة يكفي لمعرفة دنأة وانحطاط هذا الجيش  ..؟!

بدت الطائرات الحربية من طراز f14 والزوارق البحرية والدبابات بقصف مكثف على المنطقة فدمرت أحياء بكاملها ومربعات سكنية وسوق شعبي فادي الأمر إلى استشهاد أكثر من 200 فلسطيني من الأطفال والنساء ومدنين أبرياء وأكثر من اربعمائة مصاب والأرقام قابلة للزيادة بعد أن يتم رفع الإنقاذ ومعرفة ما يوجد تحتها من النساء والاطفال، في مجزرة مروعة لم يرتكبها إلا جماعة نازية وعصابة إجرامية ومجرمي حرب وقتلة مأجورين..؟!

ومع كل هذا الإجرام وكثافة النيران وتعدد مصادرها برا وجوا وبحرا، نيران استخدم فيها الصهاينة استراتيجية الصدمة والرعب، ومع ذلك واجهوا مقاومة شرسة من أبطال المقاومة الذين استبسلوا في مواجهة العملية الصهيونية التي استمرت لثلاث ساعات انتهت بتحرير أربعة من الرهائن الصهاينة، بعد ثلاث ساعات من المواجهات الدامية ابدت فيها المقاومة بطولات أسطورية رغم ان الهجوم الصهيوني تعدد من أكثر من جهة، أضف الي ذلك أن الصهاينة تنكروا بالزي الوطني الفلسطيني، أي اعتمدوا الغدر والخديعة والتنكر من خلال ارتدائهم الزي الفلسطيني وإدخال شاحنة مساعدات وسيارة مدنية ترافقها وهذا السلوك يكفي لتأكيد هزيمة هذا الجيش ورعبه وخوفه من مواجهة أبطال المقاومة رغم كل الحشودات العسكرية والاليات الحربية التي تسانده، ومع ذلك اعترف العدو بأن المقاومة لاحقت سيارة الاسري واعطبتها واضطرت القوات الصهيونية الاستعانة بعربة أخرى كما عجزت القوات الصهيونية بأنزال الطائرة بالقرب من نقطة الاشتباك واضطرارها لنقلهم بواسطة سيارتين تحت كثافة نيران من الجو والبر والبحر..

واعترف الصهاينة بسقوط ضابط صهيوني في العملية مع العلم ان هناك ضحايا من الجنود الصهاينة لكن الصهاينة أعلنوا كعادتهم عن سقوط ضابط وهذا بحد ذاته هزيمة مطلقة للكيان وجيشه وقدراته..؟!

أن من الصعب بل والمستحيل مقارنة قدرات وإمكانيات المقاومة مع إمكانية وقدرات الجيش الصهيوني وأجهزته، وبالتالي من العيب عسكريا وأخلاقيا الحديث عن انتصار يذكر حققه الكيان من خلال هذه العملية التي هي ووفق كل الاستراتيجيات العسكرية تعتبر هزيمة عسكرية بكل المقاييس نظرا لفارق القوة والقدرة بين أطراف الصراع، ثم إن المجزرة الصهيونية أدت الَي استشهاد أكثر من 250 مواطن عربي فلسطيني غالبيتهم أطفال ونساء ومدنين عزل، إضافة لأكثر من خمسمائة جريح، وعشرات الطائرات الحربية والزوارق الحربية والدبابات تطلق حممها دون تفريق بين طفل وامرأة ومدني وشيخ وبين المقاومين الذين جرعوا الجيش الصهيوني خسائر كبيرة لكنه اضطر أن يعترف بمصرع ضابط وهذا بحد ذاته فضيحة للكيان وقادته الذين يبحثون عن انتصار وهمي ليزايدوا به على بعضهم وعلى العالم وهم في الحقيقة يفتعلوا انتصار ليس له وجود بل هم مهزومين عسكريا وامنيا وأخلاقيا وإنسانيا، إذ من العيب والعار على جيش كلاسيكي يفترض  أن  يقتل أكثر من 250 مواطن بري غالبيتهم أطفال ونساء ويصيب أكثر من اربعمائة مدني آخرين ويفقد احد ضباطه وكثيرا من جنوده غير المعلنين بعد لينقذ أربعة اسرى ثم يعلن أن هذه العملية أسطورية وغير مسبوقة في التاريخ، فيما وزير دفاع الكيان يقول ان العملية لم يشهد مثلها في كل تاريخه العسكري..؟!

هذا الإيغال بتسويق الانتصار الوهمي أكبر دليل على حقيقة الهزيمة التي يعيشها الكيان وجيشه خاصة وهذه العملية جاءت بعد ثمانية أشهر من الهزائم التي يتجرعها الكيان أعظمها هزيمة 7 أكتوبر..؟!

أن هذا التسويق للانتصار الوهم أكبر دليل على الهزيمة التي يشعر بها الكيان لكنه يسوق هذا النصر لتلميع صورته امام مستوطنيه وما هو بانتصار إذ يكفيه أن يخسر احد ضباطه لتأكيد هزيمته..

إما تحرير الرهائن انا على ثقة أن المقاومة سوف تعوضهم بضباط وجنود أكثر أهمية وخلال وقت قريب فلا شك عندي في هذا.. والخلاصة أن الكيان ورعاتة في أمريكا يتخذون من هذا النصر الوهمي والكاذب لاستمرار العملية العسكرية بهدف تصفية حماس والمقاومة وهذا حلم وعشم ابليس في الجنة فحماس والمقاومة باقين والاحتلال هو الزائل طال الزمن أو قصر.. ولتدرك أمريكا وكلابها في فلسطين والمنطقة والعالم هذه الحقيقة وما دونها تبقى اوهام طوباوية مكانها في السماء وليس لها على الأرض وجود فعلي الأرض ستبقى حماس والمقاومة وفلسطين حرة عربية.

Share

التصنيفات: أقــلام

Share