الوحدة نيوز/ أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن ما يميز الدورات الصيفية في اليمن أنها تأتي على أساس الهوية الإيمانية للشعب اليمني وفي إطار مشروع تحرري وإسلامي وحضاري.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له اليوم بمناسبة تدشين الدورات الصيفية للعام 1445هـ ” إن الشعب اليمني له مشروع قائم ينطلق من الهوية الإيمانية والتحرر من التبعية للأعداء، ولا يعيش حالة فراغ كما هي الحالة المؤسفة التي تعاني منها أكثر شعوب الأمة التي ليس لديها مشروعاً حضارياً إسلامياً وهي في مرحلة تعطيل وتجميد في هذا الجانب”.
وأوضح أن ميزة هذه الدورات مهمة لأنها تأتي في إطار مشروع حضاري إسلامي وتعتمد على التعليمات والمبادئ الإلهية وتنتمي للهوية الإيمانية، وهي ميزة مهمة تعطي لكل شيء قيمته وإيجابيته وثمرته.
ودعا الجهات المعنية وذات العلاقة في الجانب الرسمي إلى تقديم الدعم للدورات الصيفية والمبادرة في الوفاء بما عليها من التزامات تجاه ذلك.. مشيرا إلى أن الدورات الصيفية لابد لها من تمويل واهتمام في المتطلبات المهمة في الحد الأقصى والأدنى والضروري بكل ما تعنيه الكلمة.
وشدد قائد الثورة على ضرورة توجه الآباء والأمهات للدفع بأبنائهم واستشعار المسؤولية تجاه ذلك ومتابعة وضعهم أثناء فترة الدراسة في الدورات الصيفية، مؤكداً على أهمية التعاون من خلال المبادرات المجتمعية حسب القدرة للمساهمة في دعم الدورات الصيفية وإنجاحها.
وحث على عدم التأثر بالشائعات من جانب الأعداء وأبواقهم، مبينا أن “الأعداء منزعجون من الدورات الصيفية، وعادة ما تبدأ وسائلهم الإعلامية بحملات منظمة تهاجم الدورات والقائمين عليها”.
وطالب الجميع بالحضور والتشجيع لإقامة الدورات الصيفية ولمنتسبيها من النشء والشباب في الأنشطة والفعاليات والأمسيات وتحفيز الطلاب وتشجيعهم على الالتحاق بها.. داعياً إلى ضرورة تبني زيارات ميدانية للعلماء والشخصيات والوجهات للدورات الصيفية، بما يعزّز من تحفيز الطلاب والناشئة على الاستمرار فيها وتلقي الأنشطة التي تفيدهم في حياتهم العلمية.
ووجه أصحاب القدرات التثقيفية والعلمية والمعلمين والعاملين في المدارس الصيفية على المساهمة في هذه الدورات بما وهبهم الله من قدرات إبداعية وعلمية وبما يمتلكونه من علم ومعرفة، وتعليم الجيل الذي هو جدير بالاهتمام به باعتباره ذخراً للمجتمع ومستقبل اليمن، والعناية به وتعليمه وتنشئته تنشئة إيمانية بالمفهوم القرآني والهوية الإيمانية.
وشدد قائد الثورة على ضرورة إتقان من ينطلق للتعليم والمساهمة في الدورات الصيفية لأعمالهم والحرص على أداء المهمة بشكل راق ويقدّم ما ينفع ويبذل جهده ليكون مفيداً وجاداً ومهتماً في مسألة التدريس والتحضير ويكون لديهم أسلوباً مشوقاً في التعليم.
وحث العاملين والمعلمين بالدورات الصيفية على تجسيد القدوة الحسنة في التعامل مع الطلاب في الالتزام الديني والعملي لما لذلك من أهمية كبيرة في التعليم والتأثير العميق في النفوس.
كما حث الملتحقين بالدورات الصيفية من الطلاب والنشء على استثمار الفرصة والإقبال على البرامج الإيمانية واستمرارهم فيها والحرص على الاستفادة من برامجها في الجوانب الدينية والتثقيفية والعلمية.
وأكد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أهمية اضطلاع المؤسسات والوسائل الإعلامية بدورها في تشجيع الدورات الصيفية والاهتمام بها والتفاعل معها وإبراز أهميتها ومواكبتها وتغطية البرامج والفعاليات الخاصة بها.
ووجه المعنيين في الدورات الصيفية بالإدارة العامة وفروعها بالتأكد من جهوزية المدارس لبدء الدورات، والمواكبة من بدايتها وتفقدها، ومعرفة سير البرامج والأنشطة وتلافي الخلل والإشكالات التي تحصل في وقت مبكر ومناسب.
وأوضح أنه لا يوجد أي مشروع على الأرض لتحرير الإنسان من العبودية إلا المشروع الرسالي، والأساس الذي تُبنى عليه الدورات الصيفية في بلدنا في نشاطها التعليمي والتربوي والترفيهي، يتمثل في التربية الإيمانية بناءً على الهوية الإيمانية التي هي شرف عظيم التي قال عنها صلى الله عليه وآله وسلم “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
وأشار السيد القائد إلى أن مرحلة العطلة الصيفية تستحق أن نطلق عليها أنها مرحلة ذهبية في مجال التربية، وترسيخ المفاهيم، والتقويم السلوكي والأخلاقي واكتساب الرشد والمعرفة.
وقال “الدورات الصيفية في بلدنا لها أهمية وميزة مهمة جدا لأن العنوان التعليمي والتثقيفي هو محل اهتمام عند كل البشر في كل الدنيا”، مبيناً أن العملية التعليمية والتوجيهية والتثقيفية في مختلف أنحاء العالم تستغل لدى كثير من فئات الضلال للانحراف بالإنسان وإفساده.
وبين أن العملية التعليمية والتوجيهية والتثقيفية تستغل للسيطرة على الإنسان فكرياً وثقافياً، بغية السيطرة عليه في مسيرة حياته، واستعباده في واقع حياته.
واستشهد بواقع السعودية التي قامت بتعديل مناهجها الدراسية وجعلت الركيزة الأساسية وسقف عملية تعديلها موضوع اليهود الصهاينة و”إسرائيل”.
وأعرب عن الأسف للحالة التي وصل إليها آل سعود والتي وصلت حد إزاحة الآيات القرآنية التي تتحدث عن جرائم اليهود أو تفضحهم وتكشف واقعهم للناس وتحذر منهم، وتغيير بعض معاني الآيات القرآنية وإزاحة أحاديث نبوية، إما بشكل كلي أو مبتور إرضاءً للعدو الصهيوني.
وأفاد قائد الثورة بأن سقف آل سعود أصبح الاسترضاء لإسرائيل وهذا ظلم كبير للأجيال، وقدّموا ما يُدجن جيلاً بأكمله للعدو الإسرائيلي ويحوّل نظرته للعدو على أنه صديق، وأن الموقف الصحيح هو العلاقة والشراكة والتعاون معه.
ولفت إلى أن أحد زعماء السعودية وصل إلى درجة القول بأن “العدو الإسرائيلي هو الحليف المستقبلي”، متسائلاً “أي ظلم للأجيال عندما تقدّم لها مناهج توجه في العملية التعليمية لتُدجّن للعدو الإسرائيلي الذي نرى ما يفعله في قطاع غزة؟!!”.
وأردف “نرى كم هي عداوة العدو الصهيوني للإسلام والمسلمين، ومدى حقده على العرب والمسلمين، فاليهود الصهاينة لديهم شعار الموت للعرب وهو شعار يرددونه، ويهتفون به، ويكتبونه وينطلقون على أساسه”.
وأكد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الإمارات فعلت كما فعلت السعودية وأصبحت مناهجها الدراسية تتحدث بوِد وإعجاب عن العدو الصهيوني، وتربي جيلها وأطفالها على أن تكون متقبلة للإسرائيليين كأصدقاء وحلفاء وشركاء في كل شيء.
وحذر من موجة تدّجين الأجيال التي تتجه إلى دول عربية أخرى، تغيب منها قضايا البناء على أساس عزتها وكرامتها، لافتاً إلى أن المفاهيم السلبية والسيئة المدّجنة للأجيال والمميعة للشباب تقدّم في العملية التعليمية والمدارس ووسائل الإعلام ومختلف الأنشطة بما ينحدر بالأمة وأبنائها نحو الأسفل ويزيدها خنوعاً وتدّجيناً للأعداء.
وقال “العدو الإسرائيلي لا يُغير شيئاً في مناهجه الدراسية وسياسته التعليمية، ويرّبي أطفاله على العداء الشديد للمسلمين، ويستمر عداء اليهود منذ الطفولة إلى الشيخوخة للمسلمين والنظرة السلبية لهم وكرههم، ولكي يترّسخ فيهم العداء والحقد لأبناء الأمة والسعي لمحاربتهم ضمن برنامج عمل عدائي للسيطرة والاستغلال والاستهانة بالأمة وإذلال أبنائها”.
واعتبر إقامة القسط وتجسيد القيم والأخلاق من المسؤوليات المقدسة في الحياة، وتعليمات الله مرتبطة بالجانب الحضاري وتقدم الأنموذج في أوساط المجتمع البشري.. مشيرا إلى أن الحضارة الإسلامية تعتمد على المبادئ والقيم الإلهية لعمارة الأرض وإقامة القسط وتجسيد الأخلاق والقيم، بينما حضارة الغرب يغلب عليها الهمجية والإجرام والاستباحة لكل شيء.
وانتقد قائد الثورة حضارة الغرب التي تشطب الأخلاق من الواقع الإنساني وصولاً إلى أن تتحول مسألة الشذوذ إلى مسألة مقوننة، مؤكداً أن الغرب الكافر يحاول أن يعمّم حضارته على بقية المجتمعات.
وأوضح أن المشروع الإلهي هو مشروع متكامل يسمو بالإنسان في كل جوانب الحياة والرسول صلى الله عليه وآله وسلم تحرك بالرسالة وبهدى الله وآياته، لأداء هذه المهمة المقدسة لتعليم وهداية البشرية وتزكيتها، وغيّر المجتمع من بدائي مشتت إلى مجتمع موحد لله ومرتبط بهدى الله وتعليماته يتصدر كل الأمم على الأرض وتتساقط أمامه الإمبراطوريات.
وقال “بقدر ما حملت الأمة وتفاعلت مع التعليمات الإلهية بقدر ما تتميز عن كل الأمم، لافتا إلى أن الأمة تراجعت عن التعليمات رويداً رويداً وتنكرت لهدى الله، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصولاً إلى ما وصلت إليه في هذا العصر.
وأكد قائد الثورة أن أمية كثير من نخب المجتمع في العصر الراهن أخطر من أمية الجاهلية الأولى، وحالة من المفاهيم المقلوبة والتصورات الخاطئة والنظرة غير الحكيمة، ما يتطلب من الجميع العودة إلى القرآن الكريم وهدى الله تعالى ونور الله وتعليماته المباركة والتصحيح والتغيير لبناء نهضة وحضارة إسلامية تعتمد على المفاهيم القرآنية الصحيحة.
وتابع “لا يمكن القول أن علل المسلمين فيما هم عليه من شتات وفرقة وتخلف أنها تعود إلى القرآن أو إلى الإسلام وإنما تعود إلى جهلهم وانحرافهم وسوء فهمهم والثقافات الخاطئة في تصوراتهم وأفكارهم، والذي غير نظرتّهم للدين والحياة والواقع والناس والأعداء وغيرهم، فأوصلهم إلى ما وصلوا إليه”.
وعبر عن الأمل في أن تكون الثمرة في الجيل الناشئ ليكون جيلاً يمتلك الوعي وحكيماً وراشداً وذكياً وحراً ومؤمناً، يتجه لاكتساب المعرفة للعمل، ولبناء حضارة إسلامية بتوجه جهادي، وتكون الأمة المسلمة بهذا الجيل قوية لا تعتمد على الأعداء في قوتها وغذائها ومتطلبات حياتها الضرورية، وتنتج كل ما تحتاج إليه من قوة معنوية ومادية وتأخذ بالأسباب لتواجه أعدائها وتحمي نفسها وتنهض بمسؤوليتها المقدسة.
وبين السيد القائد أن الصهيونية العالمية تستهدف الناشئة والأطفال والمجتمع البشري للإفساد والتمييع والتضييع وضرب المفاهيم والأفكار والثقافات، مبيناً أن حرب الصهيونية العالمية الناعمة لم تتوقف عند المجتمعات الأوروبية بما وصلت إليه من فساد وانحلال أخلاقي، لكنها امتدت للتركيز على أطفال المسلمين في الدول الأوروبية.
وتابع “يتم اختطاف أطفال المسلمين في أوروبا إجبارياً إلى أماكن مخصصة لتسميم أفكارهم وتلقينهم ضلالهم وباطلهم وكفرهم وتربيتهم على الفساد الأخلاقي والشذوذ الجنسي، فهم بذلك متخلفون عن الكرامة الإنسانية وهو أسوأ أشكال التخلف”.
وأضاف “لقد أصبح الغرب الكافر يعيش حياة أسوأ من حياة الحيوانات، وهي حالة رهيبة وشنيعة، ويستهدف شبابنا وناشئتنا بكل الوسائل والأساليب في حرب ناعمة على المستويات الفكرية والثقافية والمفاهيم والتصورات والمعتقدات بإمكانات ووسائل متنوعة وغير مسبوقة في التاريخ البشري، من خلال القنوات الفضائية والانترنت”.
وشدد قائد الثورة على ضرورة السعي لتحصين النشء والأطفال من مخاطر الحرب الناعمة، التي يُروج لها الغرب وخاصة عبر المنظمات التي تلعب دوراً في هذا الجانب.