الوحدة نيوز/ أكد نائب وزير الخارجية، حسين العزي، أن الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن ضد قرار الجزائر المطالب بوقف العدوان الصهيوني على غزة، قدم أمريكا بأنها العدو الأول للسلام.
وقال العزي، في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمبنى وزارة الخارجية في صنعاء، ” استخدام أمريكا للفيتو ضد قرار وقف الحرب في غزة يظهر أمريكا على حقيقتها ، ويقدمها بأنها العدو الأول للسلام والأمن وعدو الإنسانية، وأظهر بجلاء عداءها للإسلام والمسلمين “.
وأضاف: “أن فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار لوقف الحرب في غزة يؤكد أن هذه المنظمة الدولية فاشلة لا تستطيع ولا يمكن أن تحقق العدالة، وهذا يستدعي إجراء إصلاحات واسعة فيها”.
وقال: إن هناك توجه لدى الحكومة والبرلمان لتعليق عضوية اليمن في هذه المنظمة ونوجه الدعوة لكافة الدول العربية بالقيام بهذا الأمر لأن هذه الأطر الدولية فاشلة “.
ولفت إلى أن الموقف الأمريكي يمثل استخفافا بالدم الفلسطيني وإهانة مباشرة لـ ٥٧ دولة عربية وإسلامية .
ودعا نائب وزير الخارجية كافة الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف قوية ، والقيام بمسئولياتها وواجباتها تجاه الشعب الفلسطيني، ودعم أي جهود لإصلاح المنظمات الدولية، التي صارت غطاء لهذه الجرائم.
وقال: “نحن نناشدكم من أجل فلسطين وأطفال فلسطين باتخاذ مواقف قوية والارتقاء إلى مستوى الحدث، ومن غير المنطقي أن تصل أمريكا إلى هذا المستوى من الاستخفاف، دون أن تشعر أن مصالحها لدى الأمة العربية والإسلامية في أمان”.
وأكد أن الصمت على كل تلك الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة بدعم أمريكي لم يعد مقبولا.
وقال “هذه الجرائم والمجازر البشعة تخدش الضمير الانساني”.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي بات واضحا وله دلالات واسعة ويؤكد ما نقوله دوما.
وقال: من المهم جدا مراجعة الفكر الذي طرحه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي عن أمريكا.
وفيما يتعلق بالمستجدات حول البحر الأحمر؛ جدد نائب وزير الخارجية التأكيد بأن الملاحة في البحرين العربي والأحمر آمنة لكافة الدول باستثناء أمريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني.
ولفت إلى أن هناك آلاف السفن تمر عبر البحرين الأحمر والعربي بأمان.
وأكد أن صنعاء هي صمام أمان الملاحة البحرية، ومخطئ من يظن أنه قادر على تأمين الملاحة دون صنعاء، وقال ” إن أمن الملاحة دون صنعاء صفر”.
ولفت إلى أن أمريكا تمارس الأكاذيب بشأن الملاحة البحرية لتخويف الآخرين وعسكرة البحر الأحمر، مبينا أن هناك شركات ملاحية تأثرت للأسف بالدعايات الأمريكية و اسطوانتها المشروخة .
وأشار إلى وجود محادثات بناءة بين صنعاء والاتحاد الأوروبي أكدنا خلالها بأن الملاحة البحرية آمنة، وتم الاتفاق على عمليات تنسيق مشتركة لتسهيل مرور السفن التابعة لدول الاتحاد.
ولفت إلى أنه تم إبلاغهم بأن الملاحة آمنة للجميع ما عدا أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني وأي سفن تتجه إلى موانئ اسرائيل.
وأكد أن “أي دولة ستتخذ نفس مسار أمريكا وبريطانيا فلن تستطيع حماية سفنها، ولا يمكن لأي دولة أن تحل مشاكلها معنا بالقوة ، وستفشل كما فشلت أمريكا وبريطانيا في حماية سفنها “.
ولفت إلى خطاب السيد عبد الملك بدر الحوثي، و تاكيده بأن الملاحة آمنة لكل السفن ماعدا السفن الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية.
وذكر أن الرئيس المشاط شكل مركزا إنسانيا لتنسيق العبور الآمن في البحر الأحمر ، والتنسيقات مستمرة مع الجميع وعبر هذا المركز.
وحول قرار التصنيف؛ أكد العزي أنه مؤشر انتصار لنا ولإنسانيتنا في وقوفنا مع فلسطين.
وقال ” قبل صدور القرار قُدمت لنا عروض يسيل لها اللعاب عبر وسطاء، ودخلنا في محادثات بوساطة دول كثيرة منها النرويج، وطرحت علينا عروض كبيرة للتنازل عن موقفنا لكننا رفضناها، ولو قبلنا بعروضهم لكان ذلك طعنة في ظهر فلسطين”.
وأضاف “موقفنا واضح، ونحن نعتبر أن السياسة هي الموازنة بين المبادئ والمصالح ، وليست تغليب المصلحة على المبدأ، كما أن ثباتنا على الموقف انتصارا لإرادة الشعب اليمني القوي، الذي يخرج إلى الساحات تأييدا للشعب الفلسطيني وتأكيدا لوقوفه معه واستعداده لتقديم كل شيء من أجل فلسطين، ويعتبر فلسطين قضيته الأولى “.
وتابع نائب وزير الخارجية “هذا الموقف الذي اتخذته صنعاء إنساني بامتياز فرضته يمنيتنا وإسلامنا وعروبتنا وانسانيتنا تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وجرائم إبادة، وهو إجراء مؤقت لوقف هذه المجازر والجرائم”.
وفيما يتعلق بالتنسيق مع الدول المطلة على البحر الأحمر أكد العزي أن هناك تنسيق وتواصل مع هذه الدول لضمان أمن الملاحة.
كما أكد أن صنعاء فرضت معادلة جديدة مفادها أن من يؤذي اليمن سنؤذيه.
وأشار نائب وزير الخارجية إلى أن هذا المؤتمر الصحفي يأتي انطلاقا من الحرص على إطلاع الرأي العام على أحدث المستجدات ومواكبة الأحداث ومناقشتها، معتبرا وسائل الإعلام شريكا أساسيا وفاعلا في تنوير الرأي العام وإيصال الحقائق.
حضر المؤتمر الصحفي عدد من رؤساء الدوائر بوزارة الخارجية وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.