هل أتاكَ حديثُ الكتائبِ، العادياتِ ضَبْحًا، فالمورياتِ قَدْحًا، فالمُغِيراتِ صُبْحاً؟!
هل أتاكَ حديثُهم كيفَ أغارُوا على المستَوطَناتِ ونادوا فيهم نداءَ سيِّدهم يومَ خيبر: شاهتِ الوُجوهُ أحفادَ القِردةِ والخنازير، إنَّا إذا نزلنا بساحِ قومٍ فساءَ صباحُ المنذَرِين؟!
هل أتاكَ حديثُ اقتحامهم كيف جاسُوا خلالَ الدَّيار لكأنّهم الصّحابةُ يوم اليمامة! من مسافةِ صفرٍ كانوا يقتلون جنودهم، ومن بقيَ منهم حملوه أسيراً، نُصرُوا بالرُّعبِ مسيرةَ شهرٍ، أو دهرٍ، تغيَّرتِ الآن المعادلة! واليوم نغزوهم ولا يغزوننا!
هل أتاكَ حديثُ رصاصِهم يقرعُ صُبحاً كجرس المدرسة، وعلى كلِّ الجيوش الآن أن تقفَ في الطّابور الصّباحيِّ وتؤديَ التّحيَّةَ العسكريَّة لهم وتتعلَّم!
هل أتاكَ حديثُ صواريخهم، خمسةُ آلافِ صاروخٍ دفعة واحدة، والضَّيفُ يُنادي سعداً عند الرَّاجمة: ارمِ سعداً، فداكَ أبي وأمي!
هل أتاكَ حديثُ دمائهم، هل سمعتَهم وقت النَّزيفِ يقولون: اللهمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضى؟!
هل سمعتَ أصواتهم على “اللاسلكيِّ” لحظة الهجوم، لو أنَّكَ سمعتَ لعرفتَ معنى أن يزأرَ القعقاعُ في الجيش؟! ولو رأيتَ بثَّهم المباشر لعرفتَ ماذا قصدَ عكرمةُ يوم اليرموكِ إذ قالَ: من يُبايعني على الموت؟!
لم تنتهِ المعركةُ بعد، ولا يهمُّ متى وكيف ستنتهي، ما يهمُّ الآن أنكم أحييتُم فينا شعوراً كنّا حسبناه قد ماتَ، وأشعرتونا بعزَّةِ الفتوحاتِ التي نقرأها في الكُتب، وأخبرتونا أن مجد هذه الأمة ليس تاريخاً فقط، وإنما واقعٌ يمكن أن يُعادَ ويُعاش!
تابعوا ما أنتم فيه، أثْخِنُوهم، وعلِّموهم أن يوم المظلومِ على الظّالمِ شديد، وأنَّ العينَ بالعين، والدّم بالدم، والهدم بالهدمِ، وأن هذه الأرض لا تتسِعُ لشعبين، فإما نحنُ وإما نحن! ونحن من ورائكم نحُفُّكم بالدعوات، ونفخرُ بكم ونُفاخر، ومن سيبقى منا، سيروي لأحفاده بكل فخرٍ أنه عاشَ في زمنِ كتائب القسّام!.
- كاتب مصري