أقامت وحدة نحل العسل وإدارة النحل وإنتاج العسل والإدارة العامة للثروة الحيوانية باللجنة الزراعية والسمكية العليا، اليوم السبت، بأكاديمية بنيان للتأهيل والتدريب “ورشة تقييم وتطوير سلسلة القيمة للنحل والعسل البلدي”.
وفي الورشة، التي أقيمت بالشراكة مع وزارة الزراعة والري والهيئة العامة للبحوث والإرشاد الزراعي والاتحاد التعاوني الزراعي، أشاد رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا أ. ابراهيم المداني بمهرجان العسل المقام مؤخرا بأمانة العاصمة، وبجهود القائمين على الإعداد والمشاركين الذين منحوا المهرجان صبغة قوية، مشيرا إلى النجاحات الكبيرة البارزة في مخرجات المعرض.
وأضاف “المعرض يعد مؤشرا إيجابيا لما نحن بصدد من عمل في سلسلة القيمة التي سيشارك فيها الكل سواء الحاضرين في هذه القاعة أو الذين لم تسنح لهم فرصة الحضور”، وتابع “المؤمل هو القيام بهذه السلسلة والنجاح فيها بعيدا عن تفرق كما كان حاصلا في السابق؛ النحال يعمل منفردا وبعيدا ومستضعف، وصاحب تجارة العسل كمثله بعيد ومستضعف، وحتى المستهلك بعيد ومستضعف”.
وشدد “اليوم نريد- إن شاء الله- سلسلة قوية، يلتزم فيها الجميع بوضع نموذج قيادة وإدارة متميزة وقوية”، مشيرا “وحدة العسل في اللجنة بدأت منذ العام الماضي وبالشراكة مع التجار والنحالين خطوة لا بأس بها، رغم وجود تخوف لدى التجار”، مطمئنا التجار بألا قلق كون اللجنة وجدت لتكون في عونكم ما دمتم في الطريق الصحيح.
وقال “من واجبنا وما يهمنا هو أن نكون داعمين للكل؛ نحال وتجار ومصدر ومستهلك”، مؤكدا للتجار المستوردين “نحن سنمضي في خفض فاتورة الاستيراد على مراحل.. لن نمنع الاستيراد دفعة واحدة كي لا يخسر المستورد رصيدا كبيرا.. عملنا دائما يمضي وفق مراحل”.
وأشار رئيس الزراعية العليا “بدأنا في وحدة البن على مراحل، وسنبدأ في وحدة العسل بمنع استيراد العبوات الكبيرة والعسل المغشوش الظاهر ثم العبوات الأصغر فالأصغر إلى أن يتخلص التاجر من الكميات الموجودة في مخازنه، ويبدأ باستبدال ما يستورد من العسل الخارجي بالإنتاج المحلي”.
ونوه “في الإنتاج المحلي ما يكفي سواء بن أو عسل، لكن هناك غفلة كبيرة تجعلنا نتجه نحو المستورد فيما نضطر إلى تصدير منتجاتنا بأسعار التراب”، مشددا “نريد أن يكون عملنا قوي سواء في التسويق الداخلي أو في التسويق الخارجي”.
ووجه رئيس الزراعية العليا وحدة العسل باللجنة بالعمل على توضيح أدوار العاملين في حلقات السلسلة بحيث يعلم كل واحد دوره ومهامه في حلقاته فينطلق منها انطلاقة قوية وكبيرة”، لافتا “بدأنا خطوات في مسار المحميات الطبيعية، وبصدد استكمال بقية المحميات، وبدأ أول انتاجات العسل الطبيعي الخالص البعيد عن السكريات والتغذية السكرية”.
وفي الورشة، التي حضرها المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية، المهندس محمد حسن المداني، وعدد كبير من مربي النحل وتجار العسل البلدي، أوضح أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي محمد القحوم “أدوار الجمعيات، صحيح، لاتزال محدودة، ولم تصل إلى المستوى المطلوب.
وأضاف “نسعى إلى تعزيز دور الجمعيات بما يجعلها قادرة على توطين إدارة متميزة تحافظ على إنتاج العسل وتحسين جودته وخلوه من الغش وتوفر له طرق ووسائل التسويق المجزي”.
وتابع “نسعى في الاتحاد التعاوني الزراعي- تحت إشراف اللجنة الزراعية السمكية العليا وبالشراكة مع وزارة الزراعة والري ومؤسسة بنيان التنموية- إلى إيجاد وتفعيل وحدات عسل في الجمعيات التعاونية الزراعية، تكون مختصة بكل تفاصيل وإجراءات وأنشطة تربية النحل والعسل البلدي.
وأكد أن وحدات العسل في الجمعيات التعاونية الزراعية هي المكون المجتمعي الذي سيتولى تكوين حلقة وصل حقيقية سليمة وموثوق بها بين مربي النحل وتجار العسل.
من جانبه، ألقى أ. سليم السياغي محاضرة علمية أوضح فيها القيمة الشفائية للعسل البلدي الخالص، متناولا بالأسانيد والأدلة المؤكدة خطر التداوي بما أسماه “الطب اليهودي”، في إشارة إلى التداوي بالأدوية الكيميائية والتي غالبا ما يكون لها أثارا جانبية أكبر من الدواء المنشود منها.
في ختام الورشة، ناقش الحاضرون من مربي النحل وتجار العسل والباحثين والمتهمين بشأن العسل القضايا المتعلقة بحلقات سلسلة القيمة للنحل والعسل البلدي، حيث أكد الجميع الأهمية الكبيرة للعسل البلدي لما لها من فوائد جمة في الوقاية والعلاج من الأمراض.
وأوصى الحاضرون بضرورة توفير منظومة عناية واهتمام وإرشاد زراعي متكاملة مبنية على معرفة وفهم صحيح تشرف عليها اللجنة الزراعية ووزارة الزراعية والاتحاد التعاوني ومؤسسة بنيان ويلتزم بها كافة العاملين بحلقات سلسلة النجل والعسل البلدي.