ٳيمان عبدالوهاب حميد
تأخرت والموت في انتظارك
ماذا ترى وأنت تطل من شرفة الأربعين ؟
غير طفولتك المأهولة بالدهشة كلما خُدعت
و أكاذيب جرحت صدقك
وصفعات تلقيتها دون سبب
أبتسم في وجه الموت حين يلقاك ،
وكأنها رحلة موفقة لم تصب فيها بأذى
فإذا انتبه لبياض شعرك
أمسح رأسك وقل : إنها أنوار اهتديت بها إليك
لا تراوغك عيناك على غفلة فتبكي
الأطفال البكائون ليسوا محبوبين وضعفاء
وعليك إقناعه بأنك استحققت الحزن بجدارة
و أنك شاهد على ما تعلم من جرائم
في البدء دماء هابيل
ثم بغداد
ودمشق
وصنعاء
***
” غدا يوما أجمل ! ”
عبارة مجهولة النسب
كتبت على جدار معتقل
أو على ثلاجة للموتى
صدقت العبارة وانتظرت
تركوا المقاعد حولك فارغة
تلهو بك كقطعة نقدية في يد طفل
فتطير في السماء
ورأسك ساقط في البرك القذرة
والأيام حقائبك السوداء إلى الله
ها أنت تجد الموت بانتظارك
كأب يسأل كيف قدم ابنه للامتحان
خلف كل النهايات قلق وخوف
الوقت غير كاف للإجابة
لم تترك لك فرصة لطرح الأسئلة
و ركضت بجنون خلف الإجابات
كأن حياتك رحلة صيد
وفي نهاية كل مساء تعود بشبكة فارغة
وقلب مزدحم بالفوضى
أيها الصغير الشارد في حصص الدرس
صرت بغتة في وجه الأربعين
والأربعين ليست إجابة
إنها القناعة بالصمت
مهما كان الذي تراه !