Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

القدس القديمة.. طريق مسدود أمام الرواية التوراتية

مالك سمارة*

منذ احتلال القدس عام 1967 والجهدُ الأركيولوجي الإسرائيلي، في أغلبه، مُنصَبٌّ على السَّفح الجنوبي للتلّة التي تحتضن المسجد الأقصى. هناك، في المخيال التوراتي، تقع “مدينة دافيد” القديمة، حيث أرسى النبي داود اللبنة الأولى لما ستصبح “مملكة إسرائيل الموحَّدة”. لكنّ دراسة أثرية حديثة، نُشرت الشهر الماضي، عزّزت استنتاجًا قديمًا ظلّ يراود علماء الآثار الإسرائيليّين: أن هذه المدينة لم تكُن يومًا تحت الشمس.

سياق تاريخي

في ذلك الموضع تحديدًا، ترقُد اليوم بلدة سلوان الفلسطينية، أو بالأحرى، ما بقي منها بعد عقود من الحفريات الإسرائيلية، والمشاريع الاستيطانية: من “حديقة مدينة داود”، ومحطّات الحافلات ومواقف السيارات المخصّصة للمستوطنين، إلى دمغ المدينة في دعاية السياحة الأثرية الدينية، وغير ذلك من أحاييل التهويد التي تتصدّرها المؤسسة اليمينية المتطرّفة “إلعاد”؛ وهي الأحرف العبريّة الأولى لشعار “إل عير دافيد” (إلى مدينة داود).

لكنّ كلّ ما وُجد هناك من آثار تُشير إلى نشاط حضري يهوديّ قديم لا يتعدّى، في مجموعه، سعة “عُلبة أحذية”، والوصف هنا لعالِم الآثار الإسرائيلي يوفال غادوت. أين إذًا “أورشليم” التي ترويها التوراة قلعةً حصينة، انتزعها النبي داود من قبضة الكنعانيين واتّخذها عاصمة لدولته، ومنها انطلق سليمان، بأمر الربّ لأبيه، كي يضع قواعد “الهيكل المُقدّس” على التلّة التي تحتضن المسجد الأقصى اليوم، وظلّت، رغم ذلك، “مقام ملوك وأنبياء” بني إسرائيل زمنَ المملكة المتحدة، ومن بعدها مملكة يهودا؟ أين هي ونحن نرى، من ناحية، آثارًا تعود إلى ألفيّة وأكثر قبل حكم ملوك يهودا، ومن ناحية أُخرى، أطلالًا من الممالك التي زامنت حقبة إسرائيل القديمة، من قبيل ما خلّفه حُكم سلالة عمري في مملكة السامرة، رغم أنّ هذا الأخير لم يرد ذكرُه في التوراة؟

كشف أثري يضع روايات العهد القديم أمام حرَج الحقيقة

لا يزال هذا السؤال لُغزًا مُحيّرًا بالنسبة إلى علماء الآثار الإسرائيليّين، إلّا التوراتيّين منهم، ومن سائر العامة والساسة، وعلى رأسهم بنيامين نتنياهو، الذي دوّن في كتابه “مكانٌ تحت الشمس”، أنّ “سلوان هي شيلوه المكراة (العهد القديم)… وحول هذا الموقع بنى الملك داود عاصمتَه وحصّنها”.

هذا الطريق المسدود في الماضي الإسرائيلي دفع بعض المؤرّخين إلى البحث عن مسلك آخر: أنّ أورشليم العتيقة، بهيكلَيها المُقدَّسين، بُنيت في ما يسمّى بالمصادر الإسرائيلية “جبل الهيكل”، أي حيث يقع المسجد الأقصى اليوم، وأن “مدينة داود” المُتخيّلة لم تكن إلّا ضاحية هامشية استوطنت في أوقات الازدهار والتمدّد، بخلاف ما تصوّره الرواية التوراتية.

من الفرعون إلى ملك القدس

يُضيف عالم الآثار الإسرائيلي، نداف نعمان، في دراسة نشرَها الشهر الماضي في “مجلّة مؤسّسة الأركيولوجيا” بـ”جامعة تل أبيب”، أوّل دليل مادّي على تلك الفرضية، ثم يتجاوزها إلى استنتاج آخَر لافتٍ: أنّ مركز أورشليم القديمة كان حيث أقام الكنعانيون حُكمَهم من قبل. بمعنى آخَر، وبتعريفنا الخاصّ، إنّ القدس -مركزها الحضاري ثمّ الديني- كانت في الساحة ذاتها منذ أور سالم الكنعانية، مرورًا بالهيكلَين الأوّل والثاني، وصولًا إلى البناء الإسلامي الذي ازدهر بالذات في الحقبة الأموية، ورسخ في صورة شكلها الحالي الذي نعرفه.

سعيًا وراء هذا الإثبات، أعاد نعمان دراسة نقشَين مسماريّين، اكتُشفا في عامَي 2009 و2013 تواليًا في تلة الظهور (تُسمّى “أوفل” في المخيال الصهيوني)، وتقع على حافة الهضبة التي يرتفع عليها المسجد الأقصى. يتماهى تصميم النقشَين مع ما يُعرف برسائل العمارنة، وهي مجموعة من المراسلات الدبلوماسية المنقوشة باللغة الأكادية على رُقم طينية، وُجدت في أرشيف الملك المصري إخناتون، داخل ما يُسمى اليوم بتل العمارنة في صعيد مصر. تعود تلك النقوش إلى القرن الرابع عشر قبل الميلاد – قبل نحو أربعة قرون من زمن داود وسليمان. النقش الأوّل مُرسل، باستنتاج الباحث، من حاكم شكيم الكنعانية (نابلس اليوم)، لابايو، أمّا الثاني فمجبُول من رواسب النيل، ما يُشير إلى أنّ الرسالة صادرة من قصر الفرعون إلى ملك القدس في ذلك الزمان، عبدي هبة؛ وكلُّ ما بقي منها ثلاث كلمات في الخاتمة: “اهدم، امسح، مزّق”.

فحوى الأمر أنّ تلك النقوش وُجدت في المنطقة ذاتها التي اكتُشفت فيها رواسب أثرية بكمّيات وافرة تعود إلى العصر البرونزي المتأخّر، وحتى بدايات العصر الحديدي، أي على امتداد النصف الثاني من الألفية الثانية قبل الميلاد، من فترة وصاية مصر على أرض كنعان إلى بدايات “مملكة إسرائيل”. وفي ترجيح الباحث، فإن كلّ تلك القطع، التي تؤشّر إلى وجود مركز حضاري، والمراسلات التي لم تكُن لتحدُث في ذلك الزمان إلّا بين الملوك، انجرفت من الهضبة المُطلّة، حيث المسجد الأقصى، إلى تلّة الظهور “أوفل” المحاذية؛ أوّلًا لأن تلك التلّة استُوطنت في وقتٍ متأخّر نسبيًّا عن العصر البرونزي، وثانيًا لأن “مدينة داود” تقع في ركن بعيد نسبيًّا، نزولًا إلى الجنوب، ومن المستحيل أن تكون كل تلك الآثار قد ارتفعت إليها بالعوامل الطبيعية. الأهم من ذلك، أن النقوش والقطع الأثرية الموجودة هناك، في تلة “أوفل”، هي أكثر بكثير من تلك المكتشفة في “مدينة داود”، كما يلخّص نعمان. ما يُستخلص من هذا النقاش أن المركز الحضاري والإداري للقدس التي دخلها داود كان في الهضبة المقدّسة، داخل أسوار البلدة القديمة التي نراها اليوم.

إرث كنعان

الجوهريّ في هذا الكشف الأثري، أنّه يضع روايات العهد القديم، الذي ظلَّ مصدر التأريخ الرئيسي بالنسبة إلى الصهيونية، أمام حرَج الحقيقة. في الواقع، السبب في أنّ هذه القِطع ظلّت مُهملة، رغم اكتشافها في 2013 و2009 كما أسلفنا، هو أنها وقعت للمرّة الأُولى في يد إحدى عالِمات الأركيولوجيا الإسرائيليّات المتشدّقات بالرواية التوراتية، وهي إيلات مازار. أبعد من مساءلة نصوص التوراة ذاتها، فإنّ ما يطرحه نعمان يطرق من جديد كلّ الأسئلة “التابو” عن أصل الشعب اليهودي، وعلاقته بالكنعانيين، أصيلي البلاد منذ ما قبل الخروج من مصر في عهد موسى، وعن حقيقة تلك المملكة الإسرائيلية العظيمة التي قهرت شعوبًا من “العماليق”، وامتدّت من الفرات حتى صعيد مصر.

الفصول الرئيسية من قصة بني إسرائيل مُتقاطعة في الرواية التوراتية والقرآنية على حدٍّ سواء. في البدء، وفَد إبراهيم إلى الأرض المقدّسة من بلاد ما بين النهرين، وكان له إسحاق ومن بعده يعقوب، ومنهما تفرّعت سلالة بني إسرائيل حتى موسى، الذي حرَّر الإسرائيليين من استعباد الفرعون، ونقلهم إلى “الأرض المباركة”، حيث تقع فلسطين اليوم. الفارق أنّ العهد القديم يغرق في التفاصيل – الكثير منها: المعجزات في صحراء سيناء، ثم المعارك والفتوحات العظيمة ليوشع بن نون – أوّل من دخل أورشليم، قبل ثلاثة عقود من مُلك داود. صارت قصة “الخروج” هذه أهمّ مرويَّة في الثقافة الإسرائيلية، وأكثفها رموزًا، ثم تلقّفتها الصهيونية لاحقًا ووظّفتها بوفرة في دعوة اليهود لاستيطان فلسطين، حتى إنّ كلًّا من هرتزل وأحاد هعام صُوِّر في أوساط اليهود بأوروبا على أنه “موسى العصر الحديث”. لكن كما تلخّص، مثلًا، أستاذة العلوم التوراتية في “جامعة واشنطن” باميلا بارماش، رسمًا على وفرة من الدراسات السابقة أيضًا، فإن “الاستكشافات المكثَّفة لصحراء سيناء لم تأتِ بأيّ دليل على أنّ عددًا كبيرًا من البشر عاش أو ارتحل هناك (خلال الفترة التي عاصرها موسى)، بين الزمن البرونزي المتوسط والمتأخّر”.

الفلسطينيّون ورَثة جميع الأمم التي تعاقبت على هذه الأرض

علاوة على ذلك، فإنّ الحقبة المُمتدّة على مدار 500 عام ما بين الخروج من مصر، ثمّ ظهور داود، مؤسِّس “المملكة”، والتي لم يتكشّف في فلسطين منها أثرٌ لاستيطان يهوديّ فريد، لا تزال أيضًا حلقة مفرغة أُخرى في تاريخ أسباط بني إسرائيل الاثني عشر الذين توزّعوا، في سردية التوراة، على مستوطنات في الأراضي المقدّسة “الموعودة”. ولمّا ظلّ هذا الوجود اليهودي عصيًّا على الإثبات العِلمي، كما تطرح مثلًا الباحثة في الكتاب المقدّس كارول مايرز، فمن أين جاء إذًا الأقوام من بني إسرائيل الذين قاتلوا جيش جالوت، ثمّ صاروا سكّان أوّل مملكة إسرائيلية في التاريخ؟

لا يجد الأركيولوجيون النقديون لهذا السؤال إلّا تفسيرًا واحدًا: أنّ الإسرائيليّين ما هُم إلّا امتداد حضاري وثقافي وسياسي للكنعانيّين. هذا ما يسوقه، على سبيل المثال، عالم الآثار الإسرائيلي، إسرائيل فنكلستاين، مجادلًا بأنّ المستوطنين اليهود الأوائل كانوا مجرد تجمّعات بدوية رحّالة “من السكان المحليّين”، وتنقّلوا في المكان اعتمادًا على أوقات الازدهار والركود.

الأهم من ذلك، أنّ هذا يتجاوز الافتراض إلى الدليل الحفريّ، ولعلّ أقرب مثال يُمكن أن نذكُره، هو ما كُشف عنه في عام 2021، في ما يسمى معبد “موتسا” اليهودي، المُطابق لأوصاف “معبد سليمان”، والواقع على مسافة ستّة كيلومترات من المسجد الأقصى. احتوى المعبد على بقايا آلهة وثَنية كنعانية قديمة، ما يُشير، وفق ما تكتب صحيفة “هآرتس”، إلى أنّ الإسرائيليّين في زمن الهيكل الأوّل “لم يخصّوا الله بالعبادة، وإنما عبدوا مجموعة من الآلهة، بمن فيها (إله الكنعانيّين) الشهير بعل”.

ما يكشفه نعمان في دراسته الحديثة المتناولة آنفًا، يُضيف دليلًا آخر إلى هذا النقاش. حقيقة أنّ القدس القديمة كانت تمامًا حيث أقام ملوك كنعان مركز حُكمهم تعني، بكلمات الباحث نفسه، أنّ “ما يرتبط بتاريخ سليمان لم يكن خطوة ثوريّة في تاريخ المدينة (كما افترضت أجيال من الدارسين)، بل شكّل استمرارية طبيعية لتاريخ أورشليم، حيث القصر – مقرّ السلالة الحاكمة، والمعبد، كانا دائمًا موجودين في جبل الهيكل”.

الخلاصة من كلّ ذلك أنّ كلّ ما خُطّ في الأسفار العِبرية القديمة عن صولات الإسرائيليّين في بلاد كنعان، ثم عن الإمبراطورية التي بنَوها على أنقاض أربع ممالك، كان، بتعبير مُحرّر صحيفة “هآرتس” أرييل دافيد، “مجرّد مغالاة متأخّرة من مؤلّفي التوراة”. وإلّا، “فالإمبراطورية تتطلّب عاصمة، ولا شيء تقريبًا في أورشليم – محض قرية (بلدة صغيرة)؛ والإمبراطورية تتطلّب قوى بشرية، ولا شيء في يهودا – محضُ مدن صغيرة؛ والإمبراطورية تتطلّب إدارة، وما من إدارة، ما من نشاط تراسُليّ؛ أين الإمبراطورية؟”، يسأل عالم الآثار الإسرائيلي فنكلستاين.

بين القطع والوصل

لمزيدٍ من الاستدلال على الاستمرارية الكنعانية الإسرائيلية، يُمكن الاستشهاد بما نشرته باميلا بارماش في دراستها “خارج ضباب التاريخ: تفخيم الخروج (من مصر) في الكتاب المقدّس”. تنطلق بارماش من شواهد كثيرة، نذكر منها، مثلًا، الآثار من معبد الكرنك، تحديدًا تلك التي تصوّر انتصارات الفرعون مرنتباح (1213 ق.م) في أرض كنعان. ترسم تلك اللوحات “العدوّ الإسرائيلي” في صورة الكنعانيّين، باللباس ذاته، والعربات الحربية القديمة ذاتها وبلا مدن مُسوّرة وقلاع عظيمة، وإنما في تجمّعات تقليدية؛ وهذا بُعيد فترة قريبة جدًّا من “الخروج الكبير” من مصر.

غير بعيد زمنيًّا عن ذلك، ما بين العصرَين البرونزي والحديدي، وبعثة النبي موسى وتوطُّن الإسرائيليّين المُفترض في الأرض المقدّسة، بدأت تظهر أنماط تحوّل في الهوية الثقافية والاجتماعية، بما يتماهى مع السمات الإسرائيلية، في بعض تلال كنعان. لكنّ تلك التحوّلات كانت مُتمايزة بين الوصل مع العصر البرونزي والقطع معه، ما يُدلّل على أنّ هؤلاء السكّان كانوا هناك من الأساس: أوّلًا لأن هذه المستوطنات، كما تظهر الحفريات، كانت موجودة بالفعل وطرأ عليها تغيُّر تدريجي، وثانيًا لأن الآثار المصريّة فيها ضئيلة تمامًا. تصل بارماش هنا إلى استنتاج لافت: أن “التولُّد العرقي للإسرائيليين القدماء لم يكن مبنيًّا على انتساب جيني؛ لم يكن مسألة دم مشترك، وإنّما ثقافة مشتركة. وأنهم بذلك ميّزوا أنفسهم عن الكنعانيين بعدما تولّدوا عرقيًّا منهم”.

تُبيّن الدراسة أن “مدينة داود” لم تكن يومًا تحت الشمس

تحكي سيرة القطع والوصل تلك صراعنا مع الصهيونية برمّته. التعاقبية في مقابل الوقتية، والأممية في مقابل الحصرية العرقية، والقطع مقابل الوصل. رغم ذلك، ظلّت اليهودية تحدّد برابطة الدم، وهذا كان محض اجتهاد ديني، حتى التقى الدين بالقومية الحديثة، وتنزّلت في صورة الصهيونية، بكلّ ما فيها من حصريّة وإقصاء وعنصَرة، ولنا أن نجد في أرشيفات الأمم المتحدة، مثلًا، سندًا موضوعيًّا لذلك.

في الواقع، هذه ليست الحالة الوحيدة التي تبدر فيها فكرة أنّ كلّ هذه الأعراق المُتخيّلة على ساحة الصراع تناسخت من أصل واحد. ذهب بن غوريون أبعد من ذلك حينما قسّم، في مقالته “ما هو أصل العرب؟”، سكّان فلسطين الأصلين إلى ثلاثة أثلاث: واحد هجين من مهاجرين غير عرب، وثلث من الجزيرة العربية، وآخر من بقايا القبائل اليهودية التي استقرّت في فلسطين منذ زمن الملوك، ثمّ تفاعلت ثقافيًّا واجتماعيًّا مع الأمم المتعاقبة. يختم بن غوريون مقالته بالقول إنّ “الكثير من الدماء اليهودية تجري في هؤلاء”. ومن هذا، ثم من حقيقة أنّ الدم لا يزال المحدّد الرئيسي لمَن هو اليهودي بالمفهوم الحديث، تتفرّع أسئلة جوهرية كثيرة، تمتدّ لتطاولَ “قانون العودة” الإسرائيلي وصولًا إلى صميم الصهيونية. سكن هؤلاء -يقول بن غوريون في مقالته المكتوبة قبل عقدين من عام 1948- مناطق الساحل الفلسطيني، وهذه هجّرت في معظمها خلال النكبة.

في الخلاصة، تقدّم مجادلة التناسُج الكنعاني الإسرائيلي هذه أرضية نظرية لمقولة إن الفلسطينيّين، بهُويّتهم الحديثة، هُم في الجوهر ورَثة جميع الأمم التي تعاقبت على هذه الجغرافيا على امتداد آلاف السنين، وليس في نطاق فترة زمنية محدودة -بما فيها مملكتا يهودا والسامرة- مذ كانت البلاد مساحات مفتوحة للحركة: الديمغرافية والاجتماعية؛ قبل أن تحبسها الصهيونية في فردانية “العِرق اليهودي”، وفي حقبة ما ضبابية من العصر الحديدي، وفي ما ورثته منها من حديد القبب الصاروخية، والترسانات الحربية، والجُدُر العازلة.

 

  • كاتب من فلسطين

Share

التصنيفات: ثقافــة

Share