الوحدة نيوز/ أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن معاناة وحرمان الشعب اليمني من ثروته لا يمكن أن يستمر دون حساب، في حين أن طريق السلام واضح ويتمثل في إنهاء العدوان والحصار ومعالجة ملفات الحرب وفي المقدمة الأسرى وإعادة الإعمار.
ولفت قائد الثورة في كلمته اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين إلى أن الشعب اليمني سيواصل التصدي للعدوان والجهوزية لكل الاحتمالات في ظل المماطلة والاستمرار في المؤامرات على البلد، مؤكدا في ذات الوقت أن من يتصورون أنهم سيكونون بمنأى عن آثار وتبعات عدوانهم وحصارهم فهم واهمون.
وأشار إلى أن هذه الذكرى مناسبة مهمة للمزيد من التعبئة ورفع مستوى الوعي بأهمية الموقف الحق تجاه أعداء الله والأمة والإنسانية واستنهاض الشعوب وللتأكيد على صوابية الخيار وأحقية الموقف.. لافتا إلى أن هذه المناسبة ذات أهمية كبيرة لتوضيح الحقائق تجاه ما ووجه به المشروع القرآني من تشويه ومحاربة.
وبين أن الصرخة هي شعار المشروع القرآني في التصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على الأمة الإسلامية، مضافا إليه التثقيف القرآني والمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
وقال” جاء المشروع القرآني في عناوينه والأمة في أمس الحاجة إليه في مرحلة حساسة في ذروة الهجمة الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف الأمة وشعوبها بذريعة مكافحة الإرهاب بعد حادث البرجين المدبرة لتكون ذريعة للدخول في مرحلة خطيرة وكبيرة في السعي للسيطرة على شعوب الأمة”.
وأوضح أنه في تلك المرحلة كان الموقف الرسمي لمعظم الحكومات والزعماء لا يشكل حماية لشعوب الأمة فهو إما متواطئ ومتحالف مع الأعداء وإما ضعيف لا يقدر بمفرده التصدي لتلك الهجمة الأمريكية التي تحركات بتحالفات واسعة ودول وأنظمة كثيرة وفي إطار تخطيط وتدبير من اللولبي اليهودي، بهدف إحكام السيطرة التامة والمباشرة على الأمة.
ولفت إلى أن أمريكا كانت تتدخل بشكل صريح في كل شؤون الأمة وفي مقدمة ذلك التعليم والمناهج والإعلام والخطاب الديني وتزييف الهوية الإسلامية، في هجمة بالغة الخطورة تستهدف الأمة في حريتها واستقلالها وثرواتها، ولكن تحت عناوين الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها.
وبين قائد الثورة أنه وفي مقابل تلك الهجمة فإن الأخطر من ذلك والذي يمثل عاملا مساعدا لنجاح تلك الهجمة هو التواطؤ الذي كان واضحا من قبل كثير من الأنظمة والحكومات والزعماء مع العدو وفتح المجال أمامه في كل شيء.
وأضاف” لذلك جاء المشروع القرآني بالشعار والصرخة والتثقيف القرآني وما يتفرع منه من خطوات عملية للارتقاء بالأمة ومواكبة المستجدات التي تأتي في إطار الصراع مع الأعداء ويعالج الكثير من الاختلالات التي تعاني منها الأمة، وكذا مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية والتي تعد ذات أهمية كبيرة على المستوى الاقتصادي وعلى مجمل الموقف والصراع”.
أهمية المشروع القرآني:
أكد قائد الثورة أن من مميزات المشروع القرآني انه يحرك الناس في إطار تعبئة عامة، فلا يكفي الموقف الرسمي ولا النخبوي، فالمسالة أكبر من ذلك بكثير وتتطلب أن تحشد فيها كل الجهود وأن يكون هناك تعبئة عامة تتحرك فيها الشعوب بنفسها لما لذلك من أهمية كبيرة جدا يحسب لها الأعداء ألف حساب.
وأشار إلى أن أمريكا وإسرائيل تدركان ما يعنيه الموقف الشعبي عندما يعبر الشعب عن رفضه للسيطرة الأمريكية الإسرائيلية، وفي نفس الوقت هو موقف سهل وليس معقد ولا صعب والصرخة هتاف براءة والمقاطعة كلها بدايات لأعمال وأنشطة سهلة ولكنها مؤثرة بدلا من حالة الجمود والحيرة.
وذكر أن المشروع القرآني كسر حاجز الخوف الذي كان جاثما على الناس إلى درجة الخوف من أن يتكلموا ويعبروا عن سخطهم تجاه ما تعمله أمريكا وإسرائيل وما تفرضه من إملاءات ظالمة لها عواقب سيئة على شعوب الأمة.
ولفت قائد الثورة إلى أن هذا المشروع كسر حاجز الصمت ومساعي الأعداء لتكميم الأفواه لانهم لم يكتفوا بفرض حالة الهزيمة النفسية والسعي لترسيخها وإنما حاولوا منع أي صوت حر من الحديث عن مؤامرات الأعداء أو يحرك الأمة وينشر الوعي.
وبين أن المشروع القرآني ثبت بوصلة العداء نحو العدو الحقيقي للأمة التي شهدت حربا ثقافية ودعائية وتضليلية وسعى الأعداء لفرض حالة العداء والسخط على من يمثلون عائقا أمامه داخل الأمة حتى ضد المجاهدين في فلسطين، كما أن هذا المشروع حصن الأمة من الاختراق وتصدى لمساعي التطويع والموالاة.
وذكر أن من مميزاته أيضا أنه فضح الحكومات والزعماء العملاء الذين جندوا أنفسهم مع الأمريكي والإسرائيلي ضد أبناء الأمة، كما أنه فضح التكفيريين الذين حاربوه بشدة.
الشعار يتجاوز التحديات:
وأوضح قائد الثورة أنه ومنذ أواخر العام الأول للصرخة وبعد نزول السفير الأمريكي إلى صعدة وجه بالعمل على منع الشعار وكان يوجه أي مسؤول يمني، حيث كانت أوامره فوق مستوى أوامر رئيس الجمهورية ووجه بمنع الشعار والهتافات والملصقات.
وأشار إلى أن السلطة تحركت آنذاك لتنفيذ الاعتقالات ومنها ما حدث في الجامع الكبير والتي استمرت على مدى سنوات إلى جانب إجراءات أخرى منها فصل الموظفين والمدرسين الذين ينطلقون في إطار المشروع القرآني إلى جانب الحرب الإعلامية والدعائية.
ولفت إلى أن سجون الأمن السياسي امتلأت بالمكبرين، ثم دفع الأمريكيين بالسلطة إلى شن الحرب على المناطق والقرى التي عرف أنها تنطلق في إطار هذا المشروع بالرغم من عدم وجود أي مبرر شرعي ولا دستوري ولا قانوني لما قامت به.
وأشار إلى أن من الدلائل الواضحة على أهمية هذا المشروع ونجاحه وانتصاره وفاعليته هو ثباته وما حققه من انتصارات بالرغم من حجم الاستهداف، حيث شنت ستة حروب متوالية وأكثر من 20 حربا مجزأة عبر التكفيريين وبعض المشايخ ضد هذا المشروع.
وأوضح أن المكبرين لم يكونوا يتسندون على أي دعم إقليمي أو دولي بل تحركوا بإمكانياتهم البسيطة جدا مقارنة بما تمتلكه السلطة ولم يكن هناك أي تعاطف معهم لا إقليمي ولا دولي، ولا حتى إعلامي إلا في النادر جدا.
وذكر أن السلطة في تلك المرحلة كانت جريئة إلى درجة أنها ارتكبت جرائم قتل واسعة بحق من يهتفون بالشعار وسحل جثامينهم في الشارع العام في صعدة، وارتكبت مجازر بحق السجناء كما حصل في سجن قحزة في صعدة، لأنها كانت مطمئنة أنها تعمل بغطاء وتحريض أمريكي.
وأفاد قائد الثورة بأن السلطة كانت تطلب من السجناء أن يتعهدوا بعدم رفع الشعار مقابل الإفراج عنهم وإيقاف الحروب عليهم، ومع ذلك فشلت كل تلك الجهود في إيقاف ذلك الصوت وإيقاف هذا المشروع العظيم الذي كان يزداد صلابة ويحقق الانتصارات شيئا فشيئا إلى أن وصل إلى المستوى الذي هو عليه اليوم.
وأكد أن كل هذا التماسك والانتصار والتجاوز لتلك العوائق هو شاهد على عظمة هذا المشروع وعظمة الثقافة القرآنية التي تصنع الوعي العالي تجاه الأعداء ومخططاتهم وترسم الخطوات العملية تجاه ذلك وتحيي الشعور بالمسؤولية وترسم البرنامج العملي لبناء الأمة والنهوض بها.
المقاطعة عامل بناء للأمة:
ولفت قائد الثورة إلى أن أهم ما في المشروع القرآني وعناوينه العملية الدعوة لمقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية كخطوة عملية سهلة ومؤثرة حتما إلى جاب الصرخة والتثقيف القرآني.
وبين أن المقاطعة توقف حالة الدعم للعدو بالمال لأنه يستفيد مما تدفعه الأمة من أموال هائلة كونها تعتمد على الاستيراد في كل متطلبات حياتها، كما أن المقاطعة تقي الأمة كثيرا من الأضرار سواء مما يصنعه الأعداء في غذائها أو فيما يستهدفون به هويتها الدينية بالإضافة إلى أنها تمثل عامل بناء للأمة عندما تتجه للإنتاج بدلا من الاعتماد على ما يأتيها من الأعداء.
وأكد الحاجة إلى المشروع القرآني وكل الأحداث والوقائع شهدت بصوابيته في كل مرحلة واتضحت الكثير من الحقائق عن مؤامرات الأمريكي والإسرائيلي وعملائهم المستمرة على الأمة، وأن خلاصها هو في الموقف المتحرر والشجاع وليس في الخنوع والاستسلام والتواطؤ مع العدو.
واعتبر قائد الثورة التطبيع الذي أعلنته بعض البلدان العربية مع العدو الصهيوني فضيحة كبرى وخطوة خاسرة بكل الاعتبارات.. مبينا أن البعض تصور أنه من خلال التطبيع سيثبت سلطته ويحل مشاكله ويضمن مستقبله، لكن الواقع يكشف عكس ذلك.
أمريكا في انحدار مستمر:
وأكد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن المتغيرات الدولية تشير إلى أن أمريكا تتجه نحو الانحدار، وأن قدرتها الاقتصادية والمالية التي تنطلق من خلالها للسيطرة على بقية الدول بدأت تضعف شيئا فشيئا، وهي اليوم أكبر بلد يتحمل الديون ويواجه عجزا في تغطية ميزانيته، ومشاكل عميقة داخلية، وانقساما على كل المستويات، في حين تبرز قوى أخرى في الساحة الدولية.
وأشار إلى أن المتغيرات التي تؤثر على أمريكا تمتد تأثيراتها على العدو الصهيوني، الذي بات يتجه نحو مأزق حقيقي يتحدث عنه قادته.
وقال” في مقابل الوضع الذي يعيشه الأمريكي ويمتد تأثيره على الإسرائيلي نرى قوة المشروع المواجه لمؤامرات الأعداء، نرى صمود الشعب الفلسطيني ومجاهديه وفاعليته في المواجهة مع العدو الصهيوني، وعلى مستوى الجبهة اللبنانية التي هي حاضرة بقوة وعنفوان ويعتبرها الإسرائيلي تهديدا له، ثم بقية القوى في المنطقة التي لديها هذا التوجه الحر في التصدي للأعداء”.
وأوضح أن الأمريكي سعى في العقد الماضي لحسم المعركة في المنطقة ليتفرغ لمنافسة الصين وروسيا لكنه عندما لم يتمكن من حسم المعركة لا في سوريا ولا العراق ولا فلسطين ولا في اليمن، ولم يتمكن من إحداث تغيير لصالحه في الجمهورية الإسلامية في إيران، اضطر إلى التهدئة نوعا ما في المنطقة بشكل عام، خصوصا في ظل الصعود الصيني على المستوى الاقتصادي والموقف الروسي المتقدم.
أمريكا تعيق السلام في اليمن:
وكشف قائد الثورة أن الأمريكي أعطى عملائه هامشا للتهدئة سواء في علاقتهم مع الصين أو العلاقات الإقليمية أو في الاتفاق الأخير مع إيران برعاية صينية، ولكن الهامش الأضيق كان في التعامل مع الملف اليمني وهذا شيء واضح.
وقال” قراءتنا للموقف السعودي والإماراتي انه لم يتجاوز المربع الأمريكي والبريطاني وإنما في إطار هامش مسموح به أمريكيا سواء في مستوى العلاقة مع الصين والاتفاق مع الجمهورية الإسلامية في إيران أو التهدئة مع سوريا وغيرها من الخطوات في إطار الهامش المسموح به أمريكيا لكنه كان أضيق فيما يتعلق بملف اليمن”.
وأشار إلى أن من الواضح أن السعودية بعد ثمان سنوات من الحرب على اليمن بإشراف أمريكي وتدخل صهيوني ودور بريطاني وتحالف من جهات أخرى من ضمنها الإمارات، أن هذا العدوان قد فشل ولم يصل إلى تحقيق هدفه في حسم المعركة بشكل كامل لمصلحته.. لافتا إلى أن باستطاعة السعودي والإماراتي إنهاء هذا العدوان والخروج من الحرب بطريقة منصفة وصحيحة كما كررنا في كثير من الكلمات والمواقف بأن المطلوب هو وقف العدوان وإنهاء الحصار والاحتلال ومعالجة ملفات الحرب فيما يتعلق بالأسرى وتعويض الأضرار وإعادة الإعمار.
واعتبر قائد الثورة كل هذه الأمور منصفة ومنطقية وحق مستحق للشعب اليمني ولكن لا يزال الأمريكي والبريطاني يسعى ويدفع باتجاه عدم تحقيق سلام حقيقي من خلال تنفيذ هذه الاستحقاقات المشروعة والعادلة للشعب اليمني، ويريد أن يستمر الاحتلال والمؤامرات والحصار والحرمان للشعب اليمني من ثروته الوطنية من النفط والغاز والمعادن وغير ذلك ويريد أن يسيطر على الجزر والمياه الإقليمية.
وأكد عدم القبول بذلك لأن ذلك يعني أن حالة العدوان مستمرة بكل أشكالها، وبالرغم من خفض التصعيد في جوانب معينة، إلا أن العدوان والحصار والاحتلال والمؤامرات مستمرة إلى جانب صناعة الكثير من الأزمات وكلها تعبر عن حالة استهداف مستمر للشعب اليمني.
وأضاف” نقول لكل العالم وللأمريكي والبريطاني وحفائهم في الإقليم، بأن استمرار هذه الحالة من الاستهداف لبلدنا معناه أن نستمر نحن كما أكدنا مرارا في التصدي لهذا العدوان بكل ما نستطيع وبكل ما نملك وبالاستعانة بالله سبحانه، لأن المسؤولية علينا جميعا في هذا البلد قائمة في أن نبذل الجهد ونواصل جهادنا في التصدي للأعداء ومؤامراتهم”.
وأشار قائد الثورة إلى أنه” لا يمكن لأحد أن يقنعنا أو يبرر لنا استمرارية هذه الحالة من الحصار والاحتلال والتمنع عن خروج صحيح من هذا العدوان على بلدنا”.
وقال” في وقت بدأت المساعي العمانية بالوصول إلى بوادر حلول وعناوين معينة تأتي في السياق المنطقي والمنصف ولو في الحد الأدنى منه، يأتي السعودي في بعض الأحيان ليتحدث عن نفسه كوسيط، هذه نكتة، فالسعودي أعلن نفسه بشكل رسمي قائدا لتحالف الحرب على هذا البلد والذي قام بدور أساسي في العدوان في التمويل وتبني الموقف بشكل تام وكل العالم يعرف ذلك”.. مؤكدا أن على تحالف العدوان أن يتحمل تبعات حربه العدوانية وهو الشيء الكبير في مقابل عدوانه الظالم وما ارتكبه من جرائم بحق هذا الشعب.
وأضاف :”إن السعودي هو الذي تولى كبر العدوان وتبعاته السلبية على مستوى الجرائم الفظيعة والتدمير وغير ذلك، فلماذا يحاول أن يقول عن نفسه بأنه وسيط، ومن الذي سيتحمل كل الالتزامات الناتجة عن هذا العدوان، وإذا أراد السلام فليتحمل التزامات هذا السلام الذي هو حق مستحق للشعب اليمني”.
طريق السلام واضح:
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن طريق السلام واضح ويتمثل في إنهاء العدوان والحصار والاحتلال ومعالجة آثار العدوان على الشعب اليمني في ملف الأسرى وملف الإعمار وتعويض الأضرار، والعكس من ذلك هو غير منطقي أو عادل.
وقال :”بقدر ما أعطينا مساحة لجهود الأشقاء في سلطنة عمان لكننا لا يمكن أن نستمر إلى ما لانهاية، لأن الآخرين لا هم لهم إلا التآمر على بلدنا، ظنا منهم أنهم يكسبون المزيد من الوقت لتنفيذ بعض المؤامرات والمخططات، لكنهم لن ينجحوا بإذن الله في شيء من ذلك، وسيدركون عاقبتهم السيئة ورهاناتهم الخاطئة كما كانت خاطئة في السنوات الماضية”.
وأوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه إذا كان السعودي يصور نفسه أنه يملك قرارات مستقلة، فليثبت استقلاليته في ملف اليمن وليتعامل بإنصاف وبما فيه المصلحة الحقيقية له، إذ لا يمكن أن يجلب السلام والأمن الاستقرار لنفسه ولتنفيذ طموحاته الاقتصادية إلا بالسلام للشعب اليمني، ورفع الحصار عن اليمن.
وتساءل ” كيف يفكر أولئك المعتدون على هذا الشعب بأن يتجهوا على المستوى الاقتصادي في تشجيع الاستثمارات وتحقيق الطموحات الضخمة وعقد الصفقات الكبيرة وفي نفس الوقت يفترضون لأنفسهم بأن يستمروا في خنق شعبنا وتجويعه وحرمانه من ثروته الوطنية، فهل يتصورون أن يقبل شعبنا بذلك، لا يمكن أن يقبل بذلك، وليس لهم الحق البتة في أن يفرضوا هذه الحالة والحصار والحرمان لشعبنا من ثروته الوطنية”.
اتساع معادلة حماية الثروة:
وأكد قائد الثورة أنه سيتم اتخاذ الإجراء العسكري الحاسم أمام كل محاولة لنهب ثروات الشعب اليمني في أي محافظة من محافظات اليمن في بره وبحره وليس فقط على مستوى النفط والغاز بل والثروات الوطنية السيادية ومنها المعادن، وأن أي عقود مع المرتزقة والخونة لا تمثل شيئا ولا قيمة ولا اعتبار لها أبدا، لا قانونيا ولا غير ذلك.
وذكر أن أي إجراءات في ظل مؤامرات الأعداء في كل محافظات اليمن في شماله وجنوبه وشرقه وغربه لا يمكن القبول بها أبدا، فالوضعية الآن هي وضعية عدوان، في حين أن وضعية المحافظات المحتلة هي احتلال، ومن يأتي في ظل المعتدي المحتل ليرفع صوته فلا قيمة له، لأنه يتحرك في إطار ما يريده المحتل وليس تحركًا مسؤولا من أجل الشعب اليمني ونحن نتعامل معه على هذا الأساس.
وأشار إلى أن أكبر مسؤول في مسميات الخونة يمكن أن يمنعه أبسط ضابط مخابرات إماراتي أو سعودي من العودة إلى عدن أو إلى أي محافظة أخرى إلا بإذنهم.
وتابع ” في ظل المماطلة والاستمرار في المؤامرات نحن معنيون كشعب يمني بمواصلة الجهود في التصدي للعدوان والجهوزية لكل الاحتمالات في أي لحظة وأي وقت ونحن نسعى لذلك، وإذا تصور الآخرون أنهم سيكونون في منأى عن آثار وتبعات عدوانهم وحصارهم فهم واهمون”.
وأكد أن معاناة وحرمان اليمني من ثروته لا يمكن أن يستمر دون حساب، وهذه السياسة في التعامل مع بلدنا لا يمكن القبول بها، في حين أن طريق السلام واضح وموقفنا ثابت والتزامنا تجاه شعبنا وشهدائنا واضح.
وقال” صرختنا في وجه المستكبرين مستمرة وكانت حاضرة في موقفنا الثابت الذي لن يتراجع أبدا في كل المراحل لا بالترغيب ولا بالترهيب، وصرختنا في وجه المستكبرين منذ بداية العدوان كانت قوية وتجسدت في التصدي للأعداء، وكانت حاضرة فوق دبابات الإبرامز وعند إطلاق الصواريخ بعيدة المدى والمسيرات في البر والبحر”.
وأكد أن المشروع القرآني في هذه المرحلة أقوى من أي مرحلة مضت بالرغم من كل ما قد حورب به منذ بدايته وإلى اليوم، كما أن وعي الشعب اليمني عال جدا، مهمها كانت المؤامرات.
ودعا قائد الثورة في ختام كلمته أبناء الشعب اليمني إلى الحضور الكبير والمشرف في مسيرات الصرخة في وجه المستكبرين يوم غد، للتعبير عن موقف الشعب اليمني تجاه مؤامرات أعدائه عليه وعلى أمته من حوله، وعن ثبات موقفه تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.