العيد الوطني الـ33 للجمهورية اليمنية يأتي هذا العام في ظل استمرار الحرب العدوانية على الشعب اليمني للعام التاسع، وهذه الفترة الزمنية بما عاشه أبناء اليمن في الشمال والجنوب من دمار وخراب وحصار وتجويع، كانت كافية لفهم مشاريع ومخططات ومؤامرات المعتدين على الشعب اليمني ووحدته وأن الذرائع والمبررات التي كانت تُرفع ليست إلا للتغطية على تحقيق أهداف القوى الخارجية الإقليمية والدولية التي تشن هذا العدوان، والتي لا تستهدف الدولة اليمنية الموحدة التي رُفعت رايتها خفاقةً في الـ22 من مايو الأغر في مدينة عدن فحسب، بل وتستهدف اليمن التاريخ والهوية والحاضر والمستقبل.
وبكل تأكيد هذا لن يكون بمثابة عودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م، ولا حتى إلى ما قبل الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، بل ستأخذ الوطن الى التقسيم والتشظي وتُكرس هويات لكيانات متصارعة تمكن أعداء اليمن من بلوغ أهدافهم الجيوسياسية والعسكرية.. ولتجنب كل هذا فإن الوحدة وحدها القادرة على مواجه هذه التحديات والمخاطر التي نراها تتجلى في مشاريع تآمرية تسابق الزمن لتحقيق ما تريده القوى الخارجية وأبرز مظاهر هذا التوجه فرض واقع تقسيمي في المحافظات الجنوبية والشرقية واجهاتها ما يسمى المجلس الانتقالي ولقاءاته التشاورية التي تُفرض بقوة ومال الاحتلال الإماراتي السعودي ومن خلفهما بريطانيا وأمريكا وكيان العدو الصهيوني.
وحتى لا تكون الصورة سلبية ينبغي ونحن نحتفل بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية الـ33 النظر إلى المشهد الإيجابي الذي تمخّض عن سنوات الحرب العدوانية الشاملة على اليمن ووحدته والتي عمقت في الوعي الوطني لأبناء شعبنا في الشمال والجنوب والشرق والغرب أن الوحدة هي العروة الوثقى التي عليهم التمسك بها في مواجهة مشاريع الغزاة التآمرية على اليمن أرضاً وإنساناً، وهذا يستوجب رص الصفوف وطرد الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم الذين يستخدمونهم لبلوغ غايتهم التي بإذن الله لن تتحقق وستبقى وحدة اليمنيين هي الصخرة الصلدة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والمخططات التي ستُهزم وينتصر الشعب اليمني الذي بات اليوم على معرفة عميقة بأن الوحدة ودولتها هي الضامنة لبناء يمن قوي مستقل ومستقر ومزدهر.
وفي السياق ينبغي التذكير بأن الأخطاء التي شهدها اليمن خلال العقود الثلاثة من عمر الجمهورية اليمنية لا تتحملها الوحدة وإنما القائمون عليها وكل القوى السياسية اليمنية بدون استثناء والتي بعضها ترى في الارتهان والتبعية للقوى الخارجية ومشاريعها مصدر تحقيق مصالحها الأنانية وهذا ينطبق على من يسعون تنفيذاً للأجندة الخارجية إلى الانفصال والتفتيت أو تلك التي ترفع شعارات الجمهورية والوحدة لكن كل ما تقوم به يصب في خدمة أعداء الشعب اليمني.
ومع ذلك، مازالت الأبواب مفتوحة لمراجعة تلك المواقف والنظر إلى ما حصل في سنوات العدوان وما يحصل اليوم بأفقٍ واسع وإدراك أن القوى الخارجية بعد تحقيق ما تريد سوف تتخلص من كل هؤلاء وعليهم مراجعة حساباتهم والجلوس إلى طاولة الحوار ووضع كل ملفات القضايا والخلافات والمشاكل الحقيقية والصحيحة على طاولته ومناقشتها والبحث عن حلول جدية وجذرية لها بروح وحدوية تؤمن بأن لا مستقبل لليمن إلا بوحدته التي ستحقق المكانة التي يستحقها هذا الشعب الحضاري العظيم والعريق، فالوقت لا ينتظر، والأشخاص والأحزاب والحركات السياسية زائلة، والوطن باقٍ كما أراد له الله موحداً لكل أبنائه.
- رئيس المؤتمر الشعبي العام