وكالات:
تجه الانتخابات الرئاسية في تركيا إلى جولة إعادة محتملة بعد ليلة عاصفة تقدم فيها الرئيس رجب طيب أردوغان على منافسه كمال كليجدار أوغلو، لكنه لم يحقق النسبة المطلوبة لحسم الأمور من الجولة الأولى حسب الأرقام شبه الرسمية.
وأظهرت النتائج الكاملة تقريباً لأهم انتخابات أجرتها تركيا في حقبة ما بعد العثمانيين، أن أردوغان جمع أقل بقليل من عتبة 50٪ المطلوبة للفوز.
وأظهرت أرقام من وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن أردوغان حصل على 49.35٪ من الأصوات، وذلك بعد فرز 98.96%.
وجاء زعيم المعارضة كمال كليجدار أوغلو في المرتبة الثانية مع نسبة 45.0٪، وهي نتيجة مخيبة للآمال بعد أن أظهرت استطلاعات رأي سبقت الانتخابات أنه في المقدمة.
وفي حال تم الإعلان رسمياً من اللجنة العليا للانتخابات عن النتائج الأولية شبه النهائية؛ فمن المقرر أن تجري جولة إعادة تصويت في الانتخابات الرئاسية رسمياً في 28 مايو الجاري، وذلك لأول مرة في تاريخها.
وبدا أردوغان منتصراً عندما ظهر أمام حشد من المؤيدين بعد منتصف الليل في أنقرة، ليعلن استعداده لقيادة الأمة لمدة خمس سنوات أخرى، قائلاً : “أنا أومن بشدة بأننا سنواصل خدمة شعبنا في السنوات الخمس المقبلة”.
وأضاف: “نحن متقدمون بفارق كبير في الانتخابات، رغم أن النتائج ليست نهائية بعد”، مشيراً إلى أن النتائج الحالية تُظهر تقدمه على منافسه كمال كليجدار أوغلو في انتخابات الرئاسة التي أجريت، لكنه أحجم عن إعلان فوزه على نحو مباشر.
وأشار إلى تفوق تحالف الجمهور في الانتخابات البرلمانية، قائلاً: “تحالف الجمهور (يضم 4 أحزاب يقودها حزب العدالة والتنمية) يفوز بأغلبية مقاعد البرلمان وفق نتائج الانتخابات”.
وأعرب أردوغان عن اعتقاده بأنه سينهي الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بالحصول على أكثر من 50% من الأصوات، مستطرداً بالقول: “لكن في حال قرر شعبنا تأجيل حسم الانتخابات إلى الجولة الثانية سنرحب بذلك”.
وتابع: “بغض النظر عن الأرقام فإن الفائز في هذه الانتخابات هو بلدنا وشعبنا، وقد عشنا انتخابات لا مثيل لها في العالم من حيث نسبة المشاركة التي تعد واحدة من الأعلى في تاريخ بلادنا”.
وأشار أردوغان إلى أنه “خلال تاريخنا السياسي احترمنا الإرادة الوطنية، ونحترم هذه الإرادة في الانتخابات الحالية والاستحقاقات القادمة”.
في المقابل بدا المرشح المعارض كمال كليجدار أوغلو يائساً نسبياً عندما واجه الصحفيين في وقت مبكر من يوم الاثنين واعترف بأن جولة الإعادة تبدو حتمية.
وقال: “إذا أعلنت أمتنا جولة إعادة فسننتصر بالتأكيد في الجولة الثانية”. وأضاف: “إرادة التغيير في المجتمع أكبر من 50%”.
وأضاف: “النتائج كشفت أن أردوغان لم يتمكن من نيل الثقة وقد تراجعت أصوات العدالة والتنمية”.
أما بالنسبة إلى المرشح الذي حل ثالثاً في هذه الانتخابات، سنان أوغان، فقد حصل على نسبة 5.22% من الأصوات، حيث قال في تصريحٍ له، إنه لا يميل لدعم أي جانب في جولة الإعادة، على حد قوله.
وفي المقابل وبعد فرز 98.96% من الأصوات، بدا تحالف الرئيس رجب طيب أردوغان في طريقه لتحقيق أغلبية بحصوله على 322 مقعداً في البرلمان المؤلف من 600 مقعد، بعد أن تبين أن النتائج أفضل بكثير للتحالف الحاكم عما كان متوقعاً في معظم استطلاعات الرأي.
وأشارت نتائج أولية للانتخابات البرلمانية نشرتها وكالة “الأناضول” التركية للأنباء تقدم حزب العدالة والتنمية بنسبة 35.41٪ من الأصوات.
وجاء حزب الشعب الجمهوري في المرتبة الثانية بنسبة 25.39٪، يليه حزب الحركة القومية بنسبة 10.05٪.
ووفقاً لوكالة “الأناضول”، يخوض الانتخابات العامة 24 حزباً سياسياً و151 مرشحاً مستقلاً.
