ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن كنعاني خلال مؤتمره الصحفي اليوم الإثنين، قوله: “يمكن لطهران والرياض المساعدة في تأمين مصالح البلدين من خلال توسيع تعاونهما، کما يمكن للبلدين أن یترکا تأثيرا إيجابيا في تعزيز التعاون والتقارب المشترك في المنطقة للمساعدة في توطيد السلام والاستقرار في المنطقة، لا سيما في منطقة الخليج.
واعتبر أن تعزيز الاستقرار يساعد جميع دول المنطقة وأن الصين دولة تكتسب فوائد كبيرة من الاستقرار في منطقة غرب آسيا ومنطقة الخليج، وبالتالي فإن الدور الذي تلعبه الحكومة الصينية في هذا المجال يساعد على تأمين مصالح جميع الأطراف ذات الصلة بالإضافة إلى المساعدة في تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والسعودية.
وأضاف: إن هذه الاتفاقية لها آثار ونتائج إيجابية على الساحة الدولية أیضاً، وإن دور الحكومة الصينية سيوفر أرضية لجميع الأطراف المهتمة بالسلام والاستقرار في المنطقة للحصول على المصالح المشتركة.
وبشأن البيان المشترك بين إيران والسعودية بوساطة الصين وتفاصيل استئناف العلاقات بينهما، قال كنعاني: “نحن في طريقنا لاستئناف العلاقات مجددا لمجرد صدور هذا الاتفاق المشترك الذي أتى كحصيلة عام ونصف من المفاوضات الدبلوماسية للوصول إلى التفاهم”.
وأوضح أن “هذه المفاوضات جاءت على شكل عقد جولات مختلفة من الحوار الثنائي بين إيران والسعودية مع دور بعض الدول، منها خمس جولات من المفاوضات في بغداد وثلاث جولات من المفاوضات في مسقط.”
ورداً على سؤال مراسل صيني عن دور الصين في استئناف العلاقات بين إيران والسعودية، قال كنعاني: إن الدور الذي تلعبه الحكومة الصينية في هذا الصدد دور مهم وأثبت أن الحكومة الصينية يمكن أن تلعب دورًا مع رؤيته التي يرافقها حسن النية للمساعدة في تحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة وآسيا.
وأضاف: تمكنت الصين من عقد اجتماع ناجح في هذا المجال في بكين وإن الاتفاق بين إيران والسعودية للعودة إلى علاقاتهما الدبلوماسية يمكن أن يعيد تنشيط القدرات العالية للبلدين في مختلف المجالات.
وردا على سؤال حول سبب رفض أمريكا لاتفاق تبادل السجناء، قال كنعاني: “المهم بالنسبة لنا أن تؤدي عملية التفاوض إلى نتائج عملية”.
وأضاف: “بالنظر إلى السجل السيئ لواشنطن في الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات السابقة، تؤمن إيران بضرورة الحصول على ضمانات يمكن التحقق منها لضمان التزام الولايات المتحدة بأي اتفاق جديد”.
وتابع: “أثبتنا عمليا التزامنا وإيماننا بالدبلوماسية كحل لتسوية الخلافات ومن هذا المنطلق فقد استمرت المفاوضات عبر وسطاء، فيما يتعلق بقضیة السجناء والقضايا الأخرى المتعلقة بالإدارة الأمريكية، كما قيل مرات عديدة.
وقال: “توصلنا بالفعل إلى اتفاق بشأن بعض القضايا ومنها السجناء وفي مارس من العام الماضي تم التوصل إلى اتفاق مكتوب وقع عليه المندوب الأمريكي، واتفق الجانب الأمريكي على أن يتم هذا الموضوع دون ربطه بالمفاوضات الرامية إلى إلغاء الحظر عن إیران لكنه في وقت آخر، ربطوا هذه القضیة بالمفاوضات.
وشدد على استعداد بلاده للقيام بهذا العمل باعتباره قضية إنسانية، ومشاكل الجانب الأمريكي مرتبطة بها، وإذا تحلت أمريكا بالواقعیة يمكن حل قضية تبادل السجناء.
وأشار إلى الاتفاق المكتوب بين إيران والولايات المتحدة بشأن تبادل السجناء، وذكر أن “الطرف الذي ينفي هو الإدارة الأمريكية.
وحول المفاوضات النووية، قال كنعاني: “بالنظر إلى السجل السيئ لواشنطن في الالتزام بالاتفاقيات والتفاهمات السابقة، تعتقد إيران بضرورة الحصول على ضمانات يمكن التحقق منها لضمان التزام الولايات المتحدة بأي اتفاق جديد.
وأضاف: “في هذا الصدد، يتم تبادل العديد من الرسائل من خلال وسطاء يلعبون دورًا.
وأكد أن الدبلوماسية في القضايا النووية نشطة أيضًا وأن الدول تلعب دورًا.. قائلاً: يجب أن نرى ما هي مشاكل الإدارة الأمريكية، هل تعود إلى القضايا الداخلية للولايات المتحدة؟ هل تعود إلى التنافس السياسي الداخلي لهذه الإدارة؟ يجب على الأمريكيين تبيين هذا الموضوع.
وبشأن سبب زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية “علي باقري كني”إلى سلطنة عمان خلال الأيام الأخيرة، قال: إن زيارة باقري کني إلى مسقط أتت من أجل المشاركة وعقد الجولة التاسعة من المشاورات السياسية بين طهران ومسقط.. وفي هذا الصدد، بالإضافة إلى عقد لقاء مع نظيره العماني، فقد أجری أيضًا لقاءً جيدًا مع وزير الخارجية العماني “سید بدر البوسعيدي”، حيث تم مناقشة وتبادل القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف: “تبادلت وجهات النظر حول التطور الإيجابي في العلاقات بين طهران والرياض خلال هذه الزیارة وبالنظر إلى الدور الذي تلعبه الحكومة العمانية في هذا المجال وموقف عمان فيما يتعلق بالقضايا التي تهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن هذه الزیارة تحظى بأهمیة.
وأكد أن سلطنة عمان لعبت دورا مهما في توصل المفاوضات بين إيران والسعودية إلى نتيجة.. واصفاً دور السلطنة في القضايا التي لعبت حكومة هذا البلد دورًا فيها بأنه مهم وإيجابي، وقال: إن طريق الدبلوماسية طريق مفتوح، ونحن نؤمن بهذا المسار.
وتابع: لحسن الحظ، فإن ردود الفعل الإيجابية للغاية التي أظهرتها هذه الاتفاقية في مختلف المجالات والإقبال الواسع من قبل عدد كبير من الدول، ومنها دول المنطقة يؤشر على أن هذا التطور الدبلوماسي المهم يمكن أن يكون له آثار ونتائج إيجابية في العلاقات الإقليمية بين الدول الموجودة في هذه الجغرافيا المشتركة، بما في ذلك بين إيران ودول أخرى، والعلاقات بين إيران والبحرين ليست استثناءً من هذا الأصل والمبدأ.
وأكد أن الإرادة السياسية لإيران هي تتمثل في توسيع العلاقات مع دول الجوار واعتبر أن تعزيز العلاقات مع الدول الآسيوية يدل على الإرادة السياسية الإيجابية للجمهورية الإسلامية لتحقيق نتائج عملية في هذا الاتجاه.. قائلاً: “لحسن الحظ، مع الأجواء الإيجابية التي نراها في المنطقة، يمكن أن يحدث هذا التطور الإيجابي مع دول أخرى في المنطقة، بما في ذلك البحرين ويجب أن نثق أكثر في طريق الدبلوماسية وأن نتخذ خطوات في هذا الاتجاه.