Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookCheck Our Feed

إحياء أربعينية فقيد اليمن الدكتور عبد العزيز المقالح

أٌقيمت في العاصمة صنعاء صباح اليوم فعالية تأبينية بمناسبة أربعينية فقيد اليمن والفكر والأدب العربي الشاعر الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح ، بحضور عدد من الاكاديميين والسياسيين وكوكبة من الشعراء والأدباء والمثقفين والاعلاميين ، وأقارب ومحبي الفقيد الذين غصت بهم قاعة الاحتفال وممراتها.

وخلال الفعالية أكد رئيس اللجنة التحضيرية للأربعينية خالد الرويشان، أن الدكتور عبدالعزيز المقالح سيظل منارة تفخر بها اليمن والوطن العربي وتهتدي بها الاجيال في المجالات الاكاديمية والأدبية والإدارية.

وأشار الرويشان الى تأخير فعالية اربعينية شاعر وأديب اليمن نتيجة التحضيرات لإظهار الفعالية بالوجه الذي يليق بمقامه، خصوصا أنه الوحيد الذي أقيمت له فعاليات تأبينية في العديد من عواصم الدول على مستوى العالم، سواء في باريس ولندن والقاهرة والرياض والكويت وعمان أو في عواصم المحافظات وغيرها، وذلك لمكانته الأدبية على مستوى اليمن والوطن العربي، والمساحات الكبيرة من الذكريات التي ورثها، حيث فعل ما لم يفعله أحد، أكاديمياً وشاعراً وأديباً وإداريا.

وتطرق الرويشان الى عدد من مناقب فقيد الوطن الدكتور عبدالعزيز المقالح الذي قدم الأصيل من العلم والشعر والأدب عن بلاده في الوطن العربي، حيث قدم المئات وربما آلاف الكتب والمؤلفات، بالإضافة الى أنه كان أكاديمياً وإدارياً ناجحا، من خلال رئاسته جامعة صنعاء والتي أصبحت جامعات في مختلف المحافظات، كما أنه كان ثائراً سبتمبرياً وإعلامياً فذاً، مذكرّاً بأنه أذاع خبر ثورة 26 سبتمبر بصوته الجمهوري الثائر، بالإضافة الى أنه كان يرعى الاجيال من خلال جمعه بين الشعر والأدب والأكاديمية والإدارة.

من جانبه قال الدكتور حاتم الصباحي في كلمته عن جامعة صنعاء، إن الدكتور عبدالعزيز المقالح كان مثلاً رائداً للنهضة العلمية والاكاديمية، من خلال رئاسته لجامعة صنعاء ما يقارب 20 عاماً واكتسب سمعة دولية كبيرة، كما أنه كان داعماً للكفاءات والابداعات اليمنية دون أي تمييز.

وأضاف “إن الدكتور عبدالعزيز المقالح رحمه الله يمثل الأب الروحي والقدوة الحسنة، حيث تعلمنا منه القيم النبيلة والتواضع والاخلاق وحب الوطن، سيظل خالداً في قلوبنا ووجداننا وبنهجه الوطني الثوري 26 سبتمبر و14 اكتوبر”.

وفي كلمة اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، اعتبرت امين عام الاتحاد ، هدى أبلان، أن رحيل القامة الوطنية والإبداعية الكبيرة الدكتور المقالح يعد خسارة فادحة على كافة المستويات اليمنية والعربية والانسانية ، كونه علم كبير وشاهد تأريخي على منعطفات وطنية وفكرية عدة.

وأشارت أبلان إلى أن الفقيد المقالح يعد ميزان ومنارة استضاءت بنورها الاجيال المختلفة وتلمست على يديه طريقها نحو الابداع والتألق.

وقالت : لقد فقدنا الثائر الجمهوري السبتمبري الرائد الذي احتفى بالنور يعم وطنه والأمة العربية فكان صوتا مناديا للتحرر والنضال ضد التخلف والجهل والاستعمار على حد سواء.
مضيفة : (لم يكتف الفقيد المقالح بالانتصارات السياسية ، بل اتجه إلى الانسان ليعمل على بنائه وتنميته بالثقافة والابداع والفكر بدأب نادر وجهد خالد عزز من مكانة اليمن الطبيعي في الوجدان العربي والانساني واستعاد ألقه التاريخي في الذاكرة الجمعية كتأصيل ابداعي للبلد المهد الذي تغني به الشعراء والقاصون والروائيون والتشكيليون من جديد بفضل تقديم المقالح النوعي لهذا البلد العظيم).

ولفتت إلى أن الفقيد الدكتور المقالج هذب من صورة المواقع الادارية التي تقلدها فكان الزاهدة الذي يعطي دون أن يأخذ ويبذل جهده ووقته لخدمة اليمن التي لا يتكلم عنها إلا بلدا واحدا أقوى من كل دعوات التشرذم والانحطاط.

من جهته ، قال قادري أحمد حيدر إن فقيد الوطن الدكتور المقالح كان مثقفا كبيرا وشخصية ثقافية وإبداعية انسانية متماسكة صلبة وشخصية تحتوي في داخلها كل البساطة والتواضع والعمق الانساني المعطاء بلاد حدود تجاه الجميع يعطي ولا ينتظر الثناء من أحد ، وبحر من الجمال تمتد أمواجه وجداوله إلى كل مكان في جغرافية هذا الوطن الحبيب.

وبين قادري ، خلال كلمة القاها عن مركز الدراسات والبحوث اليمني، أن مكتب الدكتور المقالح كان مفتوحا للجميع يستمع للصغير قبل الكبير ، إنسان كله محبة وعطاء ، وقلما وٌجد في الحياة الثقافية والادبية اليمنية والعربية.

وأوضح أن فقيد الفكر والأدب العربي الدكتور المقالح يعد انسان حقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، إنسان يختصر في إسمه وتكوينه الذاتي كل الصفات والألقاب والمعاني النبيلة من الصعب استغراقه في عبارة او مقابلة أو جملة نقدية أو في عنوان واحد.

وقال : “كنت وما أزال استغرب صبره ومثابرته على تقديم الخدمات الاجتماعية والانسانية للجميع”. مضيفا : ” من جميع جهات الحزن يحاصرنا رحيلك يا عبد العزيز ، ياعزيز اليمن المؤتلف بالمحبة والالفة الانسانية.

واستعرضت كلمة اصدقاء الفقيد من الشعراء والأدباء والكتاب العرب واليمنيين ، التي القاها خلال فعالية التأبين الشاعر محمد عبد السلام منصور عنه ونيابة عن الشاعر الكبير أدونيس، أدوار الفقيد ومآثره التي تفرد به عن غيره من الأدباء ومفكري الوطن العربي، وكذا انشطته العلمية والفكرية والابداعية التي مضى عليها منذ ربيع عمره.

وقال منصور إن أكثر من ستة عقود دونت أياما ، حصيلة أعمال الفقيد الدكتور المقالح السياسية والادارية التي اسهمت في ايقاض المجتمع اليمني من سباته التاريخي ودفعت بأولى خطواته اليقضة نحو بوابة الحضارة المعاصرة.

مضيفا :”كما دونت تلك الايام ما قدم خلالها الفقيد لنا وللاجيال من بعدنا ثمرات نشاطاته الادبية والفكرية والابداعية التي انجزها بخطوات ممنهجة وسعي دؤوب وبرؤية انسانية وموقف عربي تحرري وفكر تنويري”.

ومضى قائلا: (إن هذا الكم المتنوع من حصار سنين الفقيد بقدر ما رفد الجانب العلمي منه نهضة المجتمع اليمني وتحرره من قيود التخلف ، اسهم جانبه الفكري والإبداعي في إثراء الثقافة اليمنية العربية والانسانية اسهاما كبيرة في عصرنه رؤى القيم الجمالية في الفنون والآداب ، الامر الذي كان له أثر في تطور وحداثة الابداعات اليمنية ، بخاصة منها الابداع الشعري والسردي ، فارتقت تبعا لذلك الذائقة الجمالية لدى النقاد والقراء ، فانشبكت نشاطاته العلمية والنظرية والإبداعية بآمال الناس وأحلامهم في أن يحققوا لأنفسهم حياة أرقى وأسعد).

ولفت منصور إلى أن انجازات الشاعر والناقد الدكتور المقالح ظلت تتنامى وتنبني معها في ذاكرة المجتمع اليمني ملامح صورة رامزة تتزايد مع مرور الايام إيماءاتها إليه فيتكاثر تحلق الوسط الثقافي والسياسي من حوله وتتعالى أعداد الراغبين في أن يكون تقديمه لمؤلفاته بمثابة الاجازة منه لما ألفوه أو أبدعوه ، لأنه يعي مسؤولية الدور التنويري الذي اختاره لنفسه وواجب العالم الذي سعى بنفسه لامتلاكه.

وبين أن الفقيد الدكتور المقالح قدم للقراء من كتب الفكر والإبداع ما يرى أنه ينفع الناس ، أو أنه لناشيء واعد اكتملت لديه الاسس الاولية للكتابة والابداع. وقال: “هكذا كانت العلاقة التفاعلية بين المجتمع اليمني والدكتور المقالح لكونه مناضلا جسورا وسياسيا ماهرا ومفكرا إنواريا ومثقفا وشاعرا عربيا وانسانيا ليصبح هو أيقونه الثقافة الحديثة التي علقها الوعي الجمعي على حائط التاريخ اليمني الحديث

وفي كلمة عن أسرة الفقيد ، قال نجل الفقيد محمد عبد العزيز المقالح ، إن أكثر من أربعين يوما على رحيلك يا والدي العزيز ، أيقنت أن الفواجع تبقى كما هي ولو مر عليها الدهر، فلا ألم يضاهي ألم فقدانك ، ولا ذكرى أبشع من ذكرى رحيلك ، ولا حزن يفوق حزننا على وفاتك.

وأضاف: (والدي العزيز.. أربعين يوما وأكثر على فراقك وكأننا بالامس فقدناك ، ومازالت هيبة عزائك في ذاكرتنا ولم نتجاوز ألم فقدانك، أكثر من أربعين يوما مضت ومازلنا نتجرع مرارة الفقدان والفراق، لكن قضاء الله وقدره كان أقوى من كل شيء ، والحمدلله على قضائه وقدره).

Share

التصنيفات: ثقافــة,عاجل

Share