وفي اللقاء، أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، أن إيجاد الوعي المروري في أوساط السكان ليس مرتبطاً فقط بوزارة الداخلية ممثلة بالإدارة العامة للمرور، لكن بكل شرائح المجتمع، لا سيما مؤسساته ونخبه الأكاديمية والتعليمية والثقافية والإعلامية والإرشادية.
وعبّر عن الشكر لوزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور على إقامة هذه الفعاليات التثقيفية، التي ستستمر على مدى شهر كامل.. لافتاً إلى أن المجتمع اليمني يعلق كثيراً على دور وزارة الداخلية ومنتسبيها في تنظيم هذا الجانب بالذات منتسبي المرور.
وأشار إلى مدى ارتباط حياة المواطنين بهذا المجال، الذين يفتقر الكثير منهم إلى الوعي بالإرشادات المرورية وأهميتها في تجنيبهم الحوادث المرورية وإزهاق الأرواح، ناهيك عن الخسائر المادية.
وأكد الدكتور بن حبتور أن المجتمع في الريف والحضر معني بأن يتعلم ويعي كيفية التعامل السليم مع الطرق الطويلة وداخل المدن، وكذا وسائل النقل بمختلف أحجامها، وصولاً إلى احترام آداب المرور، وإنهاء المظاهر والممارسات السلبية التي يشاهدها الجميع في شوارع المدن والخطوط الطويلة.
وشدد على الآثار الإيجابية لالتزام السائقين بوسائل الحماية وأهميتها المباشرة على حياتهم وسلامتهم وسلامة غيرهم.. حاثاً كافة الجهات ذات العلاقة على العمل بمختلف الرسائل لتأكيد وجود السلوك الحضاري في أوساط السائقين، وفي المقدمة سائقو الدراجات النارية.
وحيا رئيس الوزراء دور وزارة الداخلية والجهات التابعة لها لترسيخ الأمن والنظام في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة، التي يقابلها أوضاع مأساوية في المحافظات والمناطق الواقعة تحت الاحتلال السعودي – الإماراتي، رغم البُون الشاسع في الإمكانيات.
وقال: “نشيد كمواطنين بمنتسبي الأمن وجهودهم في ترسيخ الأمن والاستقرار، ومكافحة وضبط الجريمة في أمانة العاصمة والمحافظات الحرة، والذي يعكس مدى التزام الدولة بتعزيز الأمن للمواطنين”.
وأضاف: “إن الفكر المناطقي والانفصالي السائد لدى البعض في المحافظات والمناطق المحتلة فكر مقيت وبغيض، ولا يمت بصلة للحركة الوطنية اليمنية الممتدة منذ ما قبل 26 سبتمبر و14 أكتوبر و21 سبتمبر، والتي قامت على فكر ثوري وطني، بعيداً عن النزعات المتطرفة والانعزالية والانفصالية”.
واعتبر الدكتور بن حبتور دعوات الانفصال في تلك المحافظات والمناطق بالأمر الذي يجافي شواهد التاريخ وحقائقه الدامغة القريبة والبعيدة.. مبيناً أن الدعوات الانفصالية، التي نشاهد بعض جوانبها اليوم هناك، ستجد -دون شك- مقاومة شديدة من الوحدويين في شمال الوطن وجنوبه الذين لن يسمحوا على الاطلاق بتحقيق غاياتها.
وذكّر أن الشعب اليمني في تنوّعه قوة وفي وحدته عزة ومنعة، والمشاريع الغربية البريطانية الاستعمارية التخريبية هي مشاريع فاشلة، وسيلفظها الشعب اليمني اليوم كما لفظها بالأمس القريب.
وفي اللقاء، الذي حضره نائبا رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق جلال الرويشان ومجلس الشورى محمد الدرة، أوضح وزير الداخلية، اللواء عبدالكريم الحوثي، أن حملة التوعية المرورية الشاملة تهدف إلى تعزيز مستوى الوعي المروري لمستخدمي الطريق، استشعاراً بأهمية الإعلام ودوره الرياضي في تصحيح المفاهيم ونشر الثقافة السليمة.
وأشار إلى أن الحملة المرورية تهدف أيضاً إلى القضاء على السلبيات وأوجه القصور وحشد الطاقات وتسخير الإمكانات اللازمة للارتقاء بالأداء المروري نحو الأفضل.
وقال: “مما لا شك فيه أن العمل المروري لن يرتقي للمستوى المنشود ما لم تتضافر الجهود الرسمية والشعبية للارتقاء به، لأنه يرتبط ارتباطاً مباشراً ووثيقاً بالكثير من الجهات لا سيما تلك المتصلة بتحقيق السلامة المرورية”.
وذكر وزير الداخلية أن العمل المروري، رغم الجهود التي تبذلها الجهات المعنية وذات العلاقة، أضحى مشكلة تؤرّق الجميع، نظراً لما تستنزفه من مخالفات وحوادث مرورية متزايدة، ومقدرات بشرية ومادية، ما ينجم عنها آثار وخسائر كارثية.
وتطرق إلى الآلام والمآسي التي تخلفها الحوادث المرورية في صفوف المجتمع وتأثيراتها السلبية على الأسر التي تواجه صنوف المعاناة بعد أن يتعرّض عائلها إما للموت أو الإعاقة الدائمة، نتيجة حوادث السير التي تتسبب في يتم أطفال، وترميل نساء، وتشريد أسر.
وأضاف: “إن الحال المأساوي الناجم عن كثرة الازدحامات والحوادث المرورية، التي يعيش مرارتها الكثير من بعض أبناء المجتمع، يتوجب علينا مضاعفة الجهود وتسخير الإمكانات في سبيل الحد من نزيف الدم والمال الذي تسببه، خاصة في المجال الوعي والإرشاد والتثقيف المروري الذي تفتقر إليه معظم شرائح وفئات المجتمع اليمني”.
وحث الوزير الحوثي على اعتماد أساليب تربوية وتوعوية تكفل رفع درجة الثقافة المرورية لدى المجتمع، ليدرك المسؤولية المشتركة.. مشدداً على ضرورة التعاون والتعاطي الإيجابي مع الجهات المعنية بالسلامة المرورية للوصول إلى الغايات المنشودة في الأمن والسلامة.
وعبّر عن تطلع وزارة الداخلية لدور المؤسسات والوسائل الإعلامية الرائدة والسامية بسمو أهدافها ومنتسبيها الصامدين في مختلف المنعطفات التي مر بها الشعب اليمني خلال العدوان والحصار.. معرباً عن الأمل في أن يخرج اللقاء بنتائج إيجابية لتحقيق نقلة نوعية في الوعي المروري وتنعكس آثارها على أبناء المجتمع، انطلاقاً من مواجهات القيادة الثورية.
وفي اللقاء، الذي حضره وزراء الدولة الدكتور حميد المزجاجي وأحمد القنع وأحمد العليي، قدّر نائب وزير الإعلام، فهمي اليوسفي، جهود الأجهزة الأمنية بصورة عامة ورجال المرور بشكل خاص في ضبط الجريمة والمخالفات المرورية في الميدان.
ولفت إلى أن اللقاء لتدشين حملة التوعية المرورية يأتي لرفع درجة الوعي الجمعي بإرشادات المرور ومواجهة التحديات، التي تواجه الشعب اليمني في ظل العدوان.. معتبراً شرطة المرور في حد ذاتها- جبهة أمنية توعوية، ومنتسبوها يبذلون جهوداً عظيمة في الميدان.
وأكد اليوسفي استعداد وزارة الإعلام للتعاون مع الأجهزة الأمنية وشرطة المرور، والتوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز الوعي والسلامة المرورية في أوساط المجتمع.
وتم خلال اللقاء عرض فلاشات توعوية، أعدّتها الإدارة العامة للمرور، حول الازدحامات المرورية وأسبابها والعوامل المؤدية إلى الحوادث، والالتزام بآداب المرور، والسبل الكفيلة بقيادة المركبة، واستخدام الطريق بصورة آمنة، وقواعد السلامة المرورية.
حضر اللقاء أمين عام محلي أمانة العاصمة، أمين محمد جمعان، ورئيس الهيئة العامة لشؤون النقل البري، وليد الوادعي، ومدير عام المرور، العميد الدكتور بكيل البراشي، وقيادات أمنية، وعدد من رؤساء مصالح ووحدات وزارة الداخلية، ومسؤولون من وزارتي الإعلام والداخلية.