«المثاقفة والتواصل: حوار الذات وحوار الحضارات» كتاب جديد للأكاديمي المصري مصطفى عطية جمعة، صادر عن وكالة الصحافة العربية، ناشرون ـ القاهرة 2022 .
والكتاب متاح في نسخه الورقية والإلكترونية على موقع وكالة الصحافة العربية https://bookapa.com وأيضا هو موجود للتصفح المحدود على غوغل بوك GoogleBook على هذا الرابط https://books.google.com.kw/books
وهذه نبذة عن الكتاب وموضوعاته وفصوله:
ان حاجة المسلمين إلى الحوار اليوم أصبحت ملحة، لأنها حاجة داخلية وخارجية معا. سواء للحوار الداخلي بين أبناء المجتمع المحلي، أو الحوار التفاعلي بين أقطار العروبة والإسلام؛ فبالحوار تتقارب النفوس، وتتعاظم الروابط، وتتمازج الأفكار، وما يجمع بلدان العالم الإسلامي: عقديا، وفكريا، وثقافيا، وجغرافيا وتاريخيا، أضعافا مضاعفة لما يجمعها مع أقطار العالم الأخرى.
في ضوء ما تقدم يأتي هذا الكتاب، عنوانه الأساسي: «التثاقف والتواصل» فهما عمليتان دالتان على خيرية الأمة المسلمة وإنسانيتها، مصداقا لقوله تعالى: «وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (سورة آل عمران، الآية 104). فنحن أمة الخير، لأن دعوة الإسلام أساسها الخيرية للناس جميعا، مسلمين وغير مسلمين، ولن نتبوّأ مكانتنا التي فقدناها إلا بحمل رسالة الخير للبشر، فإذا كانت الحضارات الأخرى تتعامل بمنطق المادة والمنفعة، فإننا يجب أن نتعامل بمنطق الخير والحكمة، وستأتي المنافع تباعا لنا، لأن الشعوب الأخرى إذا وجدت منا الخير، فحتما ستتعاون معنا، وستكون الأواصر أشد، لأنها مبنية على قيم عالية، وأخلاق سامية.
وقد جاء هذا الكتاب جامعا للحوار بكل أبعاده وأشكاله وقضاياه، بداية من تأصيل مفاهيم الحوار، وفلسفته، وعلاقته بعلوم أخرى مثل علوم الاتصال والتواصل والسيمياء والإعلام، وما يتقاطع معها من فنون وآداب وتحيزات وقناعات، واقترحنا استراتيجية للحوار تستفيد من علم الاتصال. وهو ما اشتمل عليه الفصل الأول، الذي جاء موضوعه: الحوار مبنىً ومعنى، وفلسفة ومفاهيمَ وأبعادا.
أما الفصل الثاني فتناول تأصيل الحوار في ثقافتنا العربية الإسلامية، وقد تم التركيز على محاور عديدة، أولها تأصيل الحوار في القرآن الكريم، وكيف أن أساس الحوار القرآني أن يكون بالتي هي أحسن، والذي يشمل مفهوم الحكمة، بكل معطياتها الخيرية، ثم تمت مناقشة الحوار في ضوء فقه الواقع، كي يكون تمهيدا نظريا على أساس فقهي، وكي لا يقبع الحوار في الماضي، وإنما يكون عين المحاور على القضايا المعاصرة والمستجدة، بل يقرأ التاريخ في ضوء مستجدات الواقع، ولن يفهم إشكالات الواقع إلا بفهم التاريخ أيضا.
وجاء الفصل الثالث، لدراسة آفاق الحوار في أبعاده العالمية، فناقش الباحث حوار الحضارات والأديان والتعدد الثقافي، والمثاقفة بين الشعوب والأمم، وأيضا كيف يمكن تقديم حوار حضاري ناجح، يتجاوز طروحات الصدام الحضاري، إلى الحوار من أجل التحالف والتلاقي والتعايش.