بالنسبة لكثيرين منا، فصل الشتاء يعني الإصابة بنزلات البرد المتكررة والإنفلونزا الموسمية التي يصاحبها سيلان الأنف المزعج. وعلى الرغم من أن سيلان الأنف ما هو إلا عرض بسيط من بين أعراض أخرى تشمل أوجاع الحلق أو آلام الأذن وغيرهما، إلا أنه واحد من المشاكل الأكثر إزعاجاً -وإحراجاً- على الإطلاق. لكن الخبر الجيد أنه بإمكانك دائماً الحد من السيلان بطرق عديدة سنعرفك عليها هنا:
التخلص من سيلان الأنف
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، قد يستمر سيلان الأنف عند الإصابة بنزلات البرد من 10 إلى 14 يوماً، وهذه مدة طويلة وكفيلة بإزعاجك وإقلاق راحتك على مدار أيام.
لكن لماذا تسيل أنوفنا أساساً؟
يقول كوينتين إم كابيل، طبيب الأنف والأذن والحنجرة لمجلة SELF الأمريكية، إنَّ سيلان الأنف، في جوهره، هو طريقة استجابة الجسم لأحد المثيرات -مثل مسببات الحساسية أو الفيروسات- التي تحفز حدوث التهابات داخل الأنف أو الجيوب الأنفية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الإفرازات المخاطية.
في بعض الحالات، يستجيب الجهاز المناعي على النحو الملائم للمساعدة في التغلَّب على العدوى المسببة للمرض. ويعد المخاط الزائد أمراً جيداً في حالة الإصابة بعدوى فيروسية، لأنَّه يساعد في إخراج جميع المواد المهيجة للأنف بطريقة صحيحة.
يعتبر سيلان الأنف مجرد مرحلة خلال موسم البرد والإنفلونزا. ومع ذلك، تستطيع التخفيف من وطأة تلك الحالة المزعجة مع بعض الرعاية المنزلية.
أولاً، ينبغي معرفة ما يتسبب في سيلان أنفك
قبل أن نبدأ بشرح كيفية التخلص من سيلان الأنف بطرق منزلية، ينبغي توضيح أنَّ احتقان الأنف هو أحد الأعراض الأكثر شيوعاً التي يلاحظها الأطباء في حالات نزلات البرد والإنفلونزا.
ثانياً: قد يكون اكتشاف سبب تدفق هذا المخاط من أنفك خطوة مفيدة في العلاج. تقول نيكول فان غرونينغن، أخصائية الطب الباطني: “إذا كنت تعطس أيضاً وتعاني من حكة أو عيون دامعة أو التهاب في الحلق، فقد تكون مصاباً بالحساسية الموسمية أو التهاب الأنف التحسسي، الذي ينجم عن محفزات الحساسية الموجودة في الهواء الطلق؛ مثل العفن أو الغبار أو حبوب اللقاح أو مسببات الحساسية في الأماكن المغلقة؛ مثل وبر الحيوانات الأليفة وعث الغبار”.
وأوضحت نيكول أنَّ ثمة عوامل أخرى قد تؤدي أحياناً إلى تحفيز التدفق المستمر للمخاط من أنفك، من بينها أشياء مثل رائحة العطور أو منتجات التنظيف أو الهواء البارد جداً أو الدخان المنبعث من احتراق الشموع، قائلة: “هذه ليست مسببات للحساسية من الناحية العملية، لكن لا يزال بإمكانها إثارة احتقان وسيلان الأنف”.
وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إذا كان سيلان أنفك مصحوباً بحمى أو قشعريرة أو صداع أو آلام في الجسم أو التهاب في الحلق، فإنك على الأرجح مصاب بنزلة برد أو إنفلونزا أو فيروس كورونا المستجد، وهي جميعها حالات عدوى فيروسية قد تتسبّب في ظهور أعراض مماثلة. ومع ذلك، ثمة بعض الاختلافات. عادةً ما تكون نزلة البرد أخف من الإصابة بالإنفلونزا وكوفيد-19 ويكون الشخص أقل عرضة للإصابة بالحمّى، فضلاً عن أنَّ أعراض حساسية الأنف لا تتضمن الإصابة بالحمى.
أما إذا شعرت بتغيّرات في حاستي الشم والتذوق أو فقدتهما تماماً، فأنت على الأرجح مصاب بفيروس كورونا المستجد، على الرغم من إمكانية حدوث هذه الأعراض مع أي عدوى تنفسية تؤثر على الممرات الأنفية.
وإذا كنت تعاني من أعراض تشبه أعراض البرد أو الإنفلونزا، فمن الأفضل إجراء اختبار تشخيص كوفيد-19 حتى يتسنى لك اتخاذ الاحتياطات المناسبة إذا كانت نتيجة الفحص إيجابية.
كيف يمكنني إيقاف سيلان الأنف بأسرع ما يمكن؟
يعتمد الأمر في المقام الأول على سبب سيلان أنفك. قد تساعدك بعض العلاجات في الشعور بالراحة، لكنها لن تتخلص من السبب الكامن وراء سيلان الأنف، الذي ربما يستغرق بعض الوقت أو يستلزم زيارة عيادة طبيب. فيما يلي بعض الأدوية والعلاجات المنزلية ونصائح الرعاية الذاتية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
1- استخدام الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية
إذا كان أنفك يسيل كثيراً في كل مرة تجلس فيها مع حيوانك الأليف على الأريكة أو تستمتع باحتساء قهوتك الصباحية في شرفة المنزل، فيُرجح أنَّك تعاني من حالة حساسية.
لحسن الحظ، ثمة عدد كبير من مضادات الهيستامين المتاحة بدون وصفة طبية والتي تعالج هذه الحالة. تأتي تلك الأدوية في شكل أقراص أو بخاخات أنف وتساعد في تخفيف استجابة الجسم للحساسية، وهو ما يساعد في تجفيف المخاط وتخفيف حدة الأعراض المزعجة الأخرى.
عندما يكون سيلان أنفك ناتجاً عن عدوى في الجهاز التنفسي، تستطيع مزيلات احتقان الأنف المتاحة بدون وصفة طبية المساعدة في تقليص الأوعية الدموية داخل الأنف، ما يقلل من إفراز المخاط، وذلك وفقاً لمايو كلينك.
قد تساعد أدوية الستيرويدات الأنفية أيضاً في تخفيف الالتهاب داخل الأنف. يجدر التأكيد هنا على ضرورة استخدام أي دواء وفقاً للإرشادات؛ لذا يتعين عليك قراءة النشرة الداخلية للدواء بعناية إذا كنت ستتناوله بدون استشارة طبيب أولاً.
تقول أخصائية الطب الباطني، نيكول فان غرونينغن: “إذا كنت تستخدم مزيلات الاحتقان لمدة تزيد على 3 إلى 5 أيام أو بشكل أكثر تواتراً من الموصى به، فقد تتجدد حالة سيلان الأنف وقد تزداد سوءاً بمجرد التوقف عن تناولها”.
2- رذاذ المحلول الملحي أو غسول الأنف
إذا لم تكن الأدوية وسيلة مناسبة لك، فيمكنك إما استخدام بخاخ الأنف الملحي أو ممارسة الإرواء الأنفي (أي غسل الأنف بمحلول ملحي) لتنظيف الجيوب الأنفية من المهيجات وطرد المخاط الزائد.
في هذه الحالة يجب استخدام الماء المقطر وإذا كنت ستستخدم ماء الصنبور، يتعين عليك غلي الماء أولاً لبضع دقائق، ثم اتركه يبرد حتى يصبح فاتراً. الخطوة التالية هي الانحناء على الحوض بينما ترش محلول الماء المالح داخل أنفك لتنظيف كل ما هو عالق به.
تقول الدكتورة نيكول فان غرونينغن إنَّ طريقة المداواة باستخدام المحلول الملحي “منخفضة المخاطر للغاية”، لكن عليك معرفة أنَّها قد لا تكون كافية للتخلص تماماً من سيلان الأنف.
ومن الجدير بالذكر أن استخدام هذه الطريقة قبل النوم يساعد في الحفاظ على جيوبك الأنفية نظيفة طوال الليل.
3- استخدم جهاز ضبط الرطوبة
استخدم جهاز ضبط مستوى الرطوبة داخل منزلك أو جرّب العلاج باستنشاق البخار (الوقوف في حمام ساخن سيفي بالغرض) للحفاظ على ممرات أنفك نظيفة ورطبة.
وفقاً للمكتبة الوطنية الأمريكية للطب، تساعد كلتا الطريقتين في التخلّص من المخاط. يمكنك أيضاً الحفاظ على راحة أنفك بتجنّب المواد المسببة للحساسية أو المهيجات المعروفة وتنظيف أنفك بلطف حسب الحاجة وشرب الكثير من السوائل للحفاظ على قوام المخاط رقيقاً ولا تنس أهمية الحصول على قسط وافر من الراحة.
كم من الوقت يستمر سيلان الأنف عادة؟
إذا كنت تشعر بأنَّك في حالة مزرية بعد مرور 7 أيام من إصابتك بعدوى في الجهاز التنفسي، فقد يصف لك الطبيب دواء أقوى لإيقاف سيلان الأنف وعدد من الأعراض الأخرى المزعجة. يقول الدكتور كابيل: “إذا لم تشعر بالتحسن، فقد تكون ثمة عدوى بكتيرية في طور التكوين وقد تحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية”.
وإذا استمر تدفق المخاط من أنفك لمدة تتجاوز 10 أيام أو نحو ذلك وعدم الشعور بالتحسن مع الرعاية الذاتية واستخدام الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية، فأنت بحاجة إلى زيارة الطبيب.
“ساسه بوست”