وكالات:
وسط استنفار أمني مشدد، لم تعشه مدينة القدس المحتلة من قبل، شقت مسيرة الأعلام الاستيطانية التي قادها مستوطنون متطرفون طريقها وفق المسار المخطط لها، حيث انطلقت المسيرة الاستفزازية والعنصرية كما يصفها فلسطينيون، بعد أن تجمع آلاف المستوطنين في منطقة “باب الخليل”، ثم ساروا نحو “باب الجديد” و”المصرارة ” في اتجاه “الحي الإسلامي” وصولا إلى “باب العامود”.
ورغم أن تقديرات الشرطة الاحتلالية التي أكدت أن المسيرة التي كان يراد لها أن تصل لـ”باب العامود” لن يتجاوز عدد المشاركين فيها 8000 مستوطن إلا أن التقديرات أشارت إلى أن المشاركين بلغوا 25 ألف مستوطن.
وقامت شرطة الاحتلال ووحدات خاصة ووحدات الخيالة وجنود من الجيش بجعل القدس ثكنة عسكرية لتأمين المسيرة، إلا أن مئات الشبان المقدسيين نفذوا مسيرة مضادة رفُعت خلالها الأعلام الفلسطينية في شارع صلاح الدين قرب باب الساهرة الذي لا يبعد عن منطقة باب العامود أكثر من 200 متر.
وفي منتصف شارع صلاح الدين تقدمت المسيرة التي حمل خلالها مئات الأعلام الفلسطينية باتجاه حواجز الشرطة واندلعت مواجهات بين الشبان والجنود.
واعتقلت قوات الشرطة والقوات الخاصة باللباس المدني عشرات الشبان وتم اقتيادهم إلى مراكز أمنية للتحقيق.
ونفذ المستوطنون حملة اعتداءات على التجار والأهالي المقدسيين وعلى مجموعات الصحافيين حيث بلغ الهلال الأحمر المقدسي عن عشرات الإصابات.
وحاول المستوطنون المتطرفون الذين رفعوا شعارات معادية للعرب والمسلمين حمل رسالة مفادها أن القدس “عاصمة إسرائيل الموحدة”، وأنها “لن تخضع للتقسيم”، حسب ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت.
وأمام اختلاف موازين القوى لبى المقدسيون حملة رفع العلم الفلسطيني مقابل مسيرة المستوطنين، حيث اكتست المدينة ومحلاتها وبيوتها ومؤسساتها بالعلم الفلسطيني في خطوة تشهدها المدينة المحتلة لأول مرة في تاريخها.
واعتبر مقدسيون الرسالة التي تمكن من إرسالها شبان أطلقوا طائرة مسيّرة رفعت العلم الفلسطيني فوق المسجد الأقصى والبلدة القديمة بأنها ذات أهمية كبيرة، وأنها “ذات دلالة رمزية”.
وحلقت الطائرة المسيرة، قبل أن يتم اعتراضها من قوات الاحتلال، من وسط البلدة القديمة فوق باب العامود، ومن ثم حلقت عاليا جدا في سماء المدينة، في رسالة أشارت إلى أن العلم الفلسطيني حلق فوق المدينة وفوق أعلام محتليها أيضا.
ووصف مسؤولون فلسطينيون ونشطاء المستوطنين بـ”الرعاع” و”العنصريين” و”الكارهين” الذين ساروا في شوارع القدس بطريقة استفزازية ورفعوا شعارات كراهية العرب والدعوة لقتلهم وطردهم من المدينة.
واعتقلت قوات الاحتلال 25 مواطنا على الأقل خلال وجودهم في محيط منطقة باب العامود ومن داخل أحياء البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
وبالتوازي مع مسيرة الإعلام في القدس شهدت مدن الضفة الغربية مسيرات غاضبة انطلقت إلى مداخل المدن الفلسطينية، حيث أصيب عشرات الشبان في كل من رام الله ونابلس والخليل. وفي مدينة البيرة أصيب 6 مواطنين، مساء أمس الأحد، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي اندلعت عند مستعمرة بيت إيل القريبة من مخيم الجلزون، المدخل الشمالي للمدينة.
وفي المدخل الرئيسي لمدينة نابلس اندلعت مواجهات حاشدة بين الشبان الغاضبين وقوات الاحتلال التي تمركزت على حاجز حوارة، حيث أصيب أكثر من 50 مواطنا بالغاز والرصاص والمطاطي.
وعاش المسجد الأقصى صباح أمس الأحد أكبر اقتحام نفذه مستوطنون للمسجد منذ عام 1967 حيث شارك فيه نحو 2000 مستوطن خلال فترتي الاقتحام الصباحية والمسائية. وقام مئات المستوطنين وبحماية شرطية ومن القوات الخاصة المعززة بالأسلحة والعصي وغاز الفلفل وقنابل الغاز بممارسة كل ما من شأنه أن يعلن عن تغيير الواقع التاريخي القائم في المسجد الأقصى.
وأظهرت الصور والفيديوهات وشهادات المرابطين وحراس الأقصى قيام عشرات المستوطنين بأكبر أداء لما يسمى “السجود الملحمي”، كما أنهم صلوا وغنوا ورقصوا في ساحات المسجد الأقصى، ورفعوا الأعلام.
وشارك في أحداث الاقتحام الصباحي عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير الذي وثقته الكاميرات وهو يصرخ قائلا: “شعب إسرائيل حي” خلال اقتحامه للمسجد، فيما رد المرابطون بالتكبير والمرابطات قمن بملاحقته، ورفعوا أعلام منظمات إرهابية وشتموا النبي محمد (ص).
وكتب بن غفير على حسابة في تويتر: “اقتحمت هذا الصباح المسجد الأقصى في يوم القدس، لن نستسلم لتهديدات المنظمات “الإرهابية”، نحن أصحاب المكان”.