الوحدة نيوز/ أحيا اللبنانيون قيادة وحكومة وشعباً الأربعاء، “عيد المقاومة والتحرير” الذي يصادف الـ25 مايو من كل عام، والذي يمثل تاريخ اندحار جيش الاحتلال الصهيوني من معظم الأراضي اللبنانية والتي احتلها في العامين 1978 و 1982 في الجنوب والبقاع الغربي.
وبحسب وسائل الإعلام اللبنانية، فقد أرغمت ضربات المقاومةِ وعملياتِها النوعيةِ على مدى سنوات وتصاعدها وصمود الشعب اللبناني، كيان الاحتلال على الاستسلام بعدَ تكبيدِه خسائرَ كبيرةً وضخمةً وصلت الى حدِّ النيلِ من بعضِ أهمِّ قياداته العسكرية وأكبرِ عملائه.
ففي مثل هذا اليوم من العام 2000 اكتمل دحر جيش العدو الصهيوني دون أي قيد أو شرط وفر جنود الاحتلال وعملاؤهم تحت ضربات المقاومين الذين أنجزوا التحرير، وزحف الشعب اللبناني مباشرة إلى أرضه المحررة ولقاء أهلهم وأقاربهم الصامدين.
وعلى الرغم من أن بعض المواقع لم يكن قد اكتمل تحريرها مما سرّع بانسحاب العدو الصهيوني وعملائه بعد أن حاولوا إيقاف الشعب اللبناني دون جدوى.
وفي ذلك اليوم عمّت الاحتفالات جميع أنحاء لبنان وخرج اللبنانيون في المناطق المحررة وكل البلاد مُحتفين بنصر تاريخي ومؤكدين تمسكهم بالمقاومة لحماية بلادهم من اعتداءات العدو الصهيوني.
وبهذه المناسبة بعث رئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، برقية تهنئة لرئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون بحلول الذكرى الـ22 لعيد المقاومة والتحرير.
وأكد الرئيس المشاط في التهنئة، أن الانتصار عام 2000م مثل علامة فارقة في تاريخ الصراع مع العدو “الإسرائيلي”، فاتحا حقبةً مفعمة بالأمل في تحقيق المزيد من الانتصارات بعد عقود من الانكسارات، وباتت الأمة على ثقة بإلحاق الهزيمة بعدوها التاريخي، واستعادة كامل الحقوق المسلوبة والمغتصبة.
من جهته بارك رئيس الوفد الوطني اليمني محمد عبدالسلام للشعب اللبناني ومقاومته بالعيد الـ22 للمقاومة والتحرير.
وكتب عبد السلام في تغريدة له عبر حسابه في تويتر، قائلاً: “للأمة أن تفخر بأول انتصار عربي، وأول هزيمة مذلة لكيان العدو الإسرائيلي”.
وفي هذا الذكرى أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، في كلمة متلفزة له الليلة الماضية، أنّ “الإنجاز الذي تحقق عام 2000 هو أعظم إنجاز في التاريخ المعاصر، وهو انتصار لا غبار عليه وقوبل بافتخار عربي وإسلامي ووطني”.
وقال: إنّه “يجب أن يعرف الجيل الجديد الإذلال الذي تعرض له الأهالي على الحواجز وما عانوه في السجون وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان وعدوانيته وعنصريته”.
واعتبر أنّ “يوم الانتصار على إسرائيل والتحرير هو يوم من أيام الله”.. متوجهاً بالتبريك إلى جميع المناصرين، في هذا اليوم السعيد.. مضيفاً: إنّ “السعادة، هي ما شعر به الناس الذين عادوا إلى قراهم وبلداتهم”.
وتابع قائلاً: “الحمد لله الذي هدانا لخيار المقاومة ولم ننتظر نظاماً عربياً ولا أمماً متحدة ولا مجلس أمن دولي”.. شاكراً كل من “قدّم وضحى من كل الفصائل وكل الطوائف على ما قدّموه للمقاومة وخاصة الشهداء وأهلهم”.
كما أكد السيد نصر الله أنّه “يجب استحضار في ذكرى التحرير، معاناة اللبنانيين على أيدي الاحتلال منذ العام 1982 وما جرى على القرى والبلدات من قصف وترهيب وتهجير وتشريد”، وأنّه “يجب أن يعرف الجيل الجديد الإذلال الذي تعرض له الأهالي على الحواجز وما عانوه في السجون وانتهاكه لأبسط حقوق الإنسان وعدوانيته وعنصريته”.
وشدد على أنّه “يجب أن يعلم الناس من هو السيادي في هذ البلد”.. مؤكداً أنّ “الإنجاز الذي تحقق عام 2000 هو أعظم إنجاز في التاريخ المعاصر، وهو انتصار لا غبار عليه وقوبل بافتخار عربي وإسلامي ووطني”.
وشرح السيد نصر الله أنّ “انتصار عام 2000 كسر صورة الجيش الذي لا يُقهر وكسر مشروع إسرائيل الكبرى وإعطاء الأمل للفلسطينيين بالتحرير”.. لافتاً إلى أنّه “يجب تظهير كافة التضحيات، فهذا النصر لم يأتٍ بالمجان بل صُنع بالدماء والدموع والأيدي والأصابع على الزناد، ويجب إظهار من قاوم الاحتلال ومن تآمر على أبناء وطنه ومن وقف على التل وذلك ليس لفتح الجروح بل لمنع المزايدات”.
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون، قد أكد بالمناسبة أمس الأربعاء: أن “وحدة الصف وحدها قادرة على إنقاذ لبنان”.
وكتب عون عبر “تويتر”، قائلاً: “في ذكرى التحرير، نتثبت مجددا من فعل إرادة شعبنا الذي أشعل الأرض تحت أقدام المحتل”.. مضيفا: “وحدها وحدة الصف قارعت تسلط العدو وآلته العسكرية، ووحدها قادرة اليوم على إنقاذ لبنان”.
بدوره قال وزير الدفاع اللبناني بحكومة تصريف الأعمال، موريس سليم، بالمناسبة: إن “اللبنانيين يتطلعون إلى اليوم الذي يتحرر فيه ما تبقى من أرضنا المحتلة”.
وشدد وزير الدفاع على “أهمية الموقف اللبناني الواحد تجاه الوضع في الجنوب، والذي يفترض أن يعكس وحدة متراصة بعيدا عن الجدال الذي لا طائل منه، والذي يضعف الارادة اللبنانية الموحدة التي يتحقق من خلالها الخلاص الحقيقي، وتحفظ لبنان وأبناءه، وتصون الأرض والكرامة والسيادة”.
وقالت الأحزاب اللبنانية والقوى الوطنية والقومية في البقاع في بيان لها خلال لقاء عُقد أمس: إنَّ ” ذكرى الـ25 من مايو عام 2000 يوم تحرير الأرض والإنسان في جنوبنا الحبيب على يدِ المقاومين الأحرار تعود لتبعث فينا روح الإباء والشمم والذكرى بمعانيها السامية صفحات ناصعات من مجد وفخار، يوم أُسقطت هيبة الكيان الصهيوني في مهاوي الذلّ والهوان في أعظم نصر عرفته الأمة على مدى سنين الصراع الوجودي الذي شهد تقهقر جيوش واستباحة أراض، ناهيك عن اتفاقات الإذعان المُذلّة فانطوت الخيبات وبدأ عصر الانتصارات”.
وأكد البيان أنّ الـ25 من مايو سيبقى في ذاكرة الوطن والأمّة يومًا منذورًا للعزّ يشعّ في تاريخ أمتنا شمس صباحات ويتجدّد ليبدّد ظلام الخوف والخنوع بانتظار النصر الأكبر يوم تحرير الأرض والمقدسات في فلسطين السليبة والذي نراه أقرب من بياض العين إلى سوادها”، ختم البيان.
ودعت إلى “التعاطي بمسؤولية وبواقعية مع قضايا الناس من أجل النهوض بالبلاد من الارتكاس الخطير، وعدم الارتهان للخارج الذي لا يعنيه أمر بلادنا لا من قريب ولا من بعيد، إلّا ما يخصّ مصلحة العدو الإسرائيلي، فهي عنده فوق كلّ اعتبار”.
توازيا، أكد الحزب الديمقراطي اللبناني لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، أن “يوم 25 مايو 2000 سيبقى محفوراً في تاريخ لبنان، هذا اليوم الذي اندحر فيه العدو الصهيوني وتحررت أرضنا من المحتلّ، وبعد 22 عاماً تستمر هذه الشعلة التي لم نسمح ولن نسمح لأحد بإطفائها”.
وأضاف: إن “هذه المحطة المشرقة في تاريخ لبنان، والتي كانت علامة جمع للبنانيين، كرست معادلة إستراتيجية جديدة إذ وقف لبنان مانعا العدو الاسرائيلي من تحقيق أهدافه التوسعية.. فصار وطننا خط الدفاع الأول عن العرب، كما أصبح قويا بجيشه ومؤسساته الأمنية وشعبه ومقاومته، وما عاد الضعف عنوانا قرينا بلبنان”.
وأكدت أن “خيار الجهاد والمقاومة هو الصراط المستقيم والطريق القويم، في درب تحرير فلسطين وإزالة الصهاينة الغزاة المحتلين”.
من جهته، اعتبر حزب الاتحاد في بيان له أن “يوم 25 مايو هو عيد للنصر وانتصار الارادة الحرة على الاحتلال الغاصب الذي يستبيح السيادة والاستقلال”.
ومع مرور 22 عاماً ما زال عيد المقاومة والتحرير في لبنان يجسد نقطة تحول مفصلية في تاريخ المواجهة ضد العدو الصهيوني حيث فرض الانتصار الكبير المحقق في 25 مايو عام 2000 وتحرير قرى الجنوب اللبناني من دنس إرهاب الصهاينة معادلة القوة في لبنان بعدما أثمرت إنجازات وتضحيات المقاومين وأثبتت صوابية خيار ونهج المقاومة وقدرته على كسر المخططات الصهيونية في المنطقة.
وقبيل يوم الانتصار والتحرير قام أهالي الجنوب اللبناني في الـ21 من مايو بتشكيل سلاسل بشرية مدعومة من قبل المقاومة اللبنانية لتحرير القرى الجنوبية المحتلة ولم تمنعهم الاعتداءات والقصف العنيف الذي قامت به قوات الاحتلال الصهيوني من التقدم لتبدأ مسيرة التحرير من بلدة الغندورية باتجاه القنطرة لتنضم بعدها قرى الطيبة ودير سريان وعلمان وعدشيت وحولا ومركبا وبليدا وبني حيان وطلوسة وعديسة وبيت ياحون وكونين وغيرها.
الجدير ذكره الشعوب الحرّة تنتفض وتثور وتقاوم، دفاعاً عن الأرض والكرامة والسيادة، والشعب اللبناني بكلّ ما أوتي من قوة الإرادة ومضاء العزيمة تصدّر قائمة الشعوب المقاومة، بذلاً وتضحية، لتحرير أرضه من احتلال صهيوني عنصري غاشم، ضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية على مدى 20 عاماً، ولم يندحر عن أرضه إلا بفعل المقاومة.
واللبنانيون إذ يحتفون بمناسبة 25 مايو “عيد المقاومة والتحرير”، فإنهم يحتفون بإنجازات المقاومة وشهدائها وجرحاها وأسراها وكلّ المقاومين، وبانتصار نوعيّ موصول بانتصار حرب تشرين التحريريّة وبكلّ المعارك المصيرية في مواجهة عدونا الوجودي.. وهذا ما يُوجب التأكيد بأنّ المقاومة التي تدافع عن سيادة البلاد وكرامة الشعب، هي السبيل الوحيد لتحرير كلّ ذرة تراب من أرض لبنان.