لكي ندرك ما في الدعوة إلى مؤتمر للأطراف اليمنية في الرياض، عاصمة رأس العدوان البربري المستمر منذ 26 مارس 2015 من عماهة سياسية وسخرية بليدة دعونا نتصور التالي :
يقرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تنظيم مؤتمر موسكو للأطراف الأوكرانية ويوجه الدعوة إلى الرئيس الأوكراني زيلينسكي وأركان حكومته وإلى رئيسي جمهوريتي دانتسك ولوغانسك وإلى نحو 500 شخص من مختلف الأحزاب والتكتلات المتحالفة والمتحاربة بمن فيهم النازيين وتشكيلاتهم المسلحة مدعيا أن روسيا ليست طرفا في الحرب وأن كل ما يهمها هو سعادة ورفاه الشعب الأوكراني ، ومتخيلا أن كل ما يحتاجه هو أن يملأ بطون المدعوين بالطعام وأن يدير رؤوسهم بالفودكا ، ليوافقوا له على ما يريد ، بل وليمتدحوا مساعيه النبيلة وحرصة على حياة الأوكرانيين وسلامة بلادهم وبذل التضحيات الجسام لأجلهم ، وأن الفودكا ستلعب برأس زيلينسكي فيشكر روسيا على القصف الذي تقوم به بحسن نية وسيفاجئ مضيفه بمعرفته المثل اليمني القائل (( ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب )) .
لو حدث أن صدرت عن بوتين دعوة كهذه لأعتبره الجميع وفي المقدمة أقرب مستشاريه، ووزيره المحنك لافروف مجنونا بكل بساطة .
أما حكام السعودية ودول الخليج فلا أحد يستغرب صدور دعوتهم إلى مؤتمر في الرياض لأن ذلك هو مستوى تفكيرهم وتلك هي نظرتهم إلى الأمور وإلى الأقطار والشعوب العربية ، وإلى النخب العربية واليمنية بوجه خاص ، وهم واثقون – على الرغم من سخافة تفكيرهم وعبثية دعوتهم – أن قوى وشخصيات يمنية كثيرة ستهرول إلى الرياض لتغرق بين أكوام الكبسة وتستلم الصدقة من ولي النعم وأبي المكارم ، وتمضي له على مايريد ، ومن فرط وقاحتها ستفتتح وتختتم مأدبة الكبسة بترديد (( لن ترى الدنيا على أرضي وصيا )).