وكالات:
شيعت جماهير غفيرة من أبناء محافظة نابلس وبلدة برقة، ظهر الأربعاء، جثمان الشهيد أحمد حكمت سيف (23 عامًا) إلى مثواه الأخير.
وانطلق موكب التشييع بجنازة عسكرية من مستشفى النجاح بالمدينة، إلى مسقط رأس الشهيد الذي لقب “أسد المقاومة الشعبية” في قرية برقة شمال غرب نابلس، وألقيت نظرة الوداع عليه في منزل عائلته، قبل أن يُصلى عليه في مسجد القرية، ليتم بعدها مواراته الثرى في مقبرتها.
ورفع المشيعون العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات والشعارات الغاضبة والمنددة بالجريمة، واستمرار جرائم الاحتلال والمستوطنين بحق شعبنا.
وأكدت الجماهير خلال التشييع على استمرار خيار المقاومة الشعبية في بلدة برقة التي تقود نضالا منذ أشهر ضد جماعات المستوطنين التي تريد إعادة إحياء بؤرة استيطانية “غير شرعية” بالقرب من البلدة.
بدورها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اعتداءات جيش الاحتلال ومستوطنيه المستمرة ضد المواطنين العزل في قرية برقة وما يتعرض له الأهالي من عقوبات جماعية وعمليات تنكيل دائمة ومتواصلة، أوقعت عشرات الشهداء والجرحى، كان آخرها استشهاد الشاب أحمد حكمت سيف (23 عامًا) متأثرا بجروحه التي أصيب بها خلال مواجهات مع الاحتلال في القرية مطلع الشهر الجاري.
إلى جانب ذلك أدانت الخارجية، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، استباحة قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية المسلحة الأرض الفلسطينية واعتبرتها امتدادا للانقلاب الرسمي الإسرائيلي على الاتفاقيات الموقعة.
ورأت أن هذه الجرائم حلقة في مسلسل جرائم الإعدامات الميدانية التي تنفذها آلة القتل الاحتلالية وفقاً لتعليمات وتوجيهات المستوى السياسي والعسكري في إسرائيل، وهي تعكس وحشية وعنصرية الاحتلال في قمعه وتنكيله بالمواطنين المدنيين الفلسطينيين العزل.
وحملت الخارجية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن جرائمها البشعة، وأكدت أن إسرائيل الرسمية تستبدل السلام مع الفلسطينيين بنظام فصل عنصري بغيض واحتلال غاشم ينتهك القانون الدولي.
أعمال حفر جديدة
في الخليل، أقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون، اليوم الأربعاء، على تنفيذ أعمال حفر وبناء في باحات الحرم الإبراهيمي، بغرض التوسع الاستيطاني والاستيلاء على الحرم وتهويده.
وأفاد مدير الحرم غسان الرجبي في تصريحات صحافية أن مجموعة من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وضعت شبكة حديد أرضية تمهيدا للبناء عليها في حديقة الحرم الإبراهيمي، بجانب مبنى الاستراحة التابع لبلدية الخليل، من الجهة الجنوبية للحرم وتبلغ مساحته حوالي 400 متر.
وقال إن بلدية الخليل أنشأت المبنى عام 1966، وأضيف إليه طابق آخر عام 1974، وقد استولى المستوطنون عليه وحولوه مركزا للمعلومات، وقاعة للترفيه، وكافتيريا.
وأشار الرجبي إلى أنه منذ فترة تفرض قوات الاحتلال طوقا مشددا في محيط منطقة الحفريات، ونصبت خياما حولها لحجب الرؤية، وتمنع موظفي الحرم ووزارة الأوقاف والمواطنين من الوصول إليها، كما تحظر إدخال كاميرات التصوير للحرم، في محاولة منها لإخفاء حجم الدمار الكبير الذي تلحقه بهذا المعلم التاريخي بسبب تلك الأعمال التي لم يتم تقدير حجمها بسبب تلك الإجراءات.
25 معتقلًا
ميدانيا، اعتقلت قوات الاحتلال نحو 25 فلسطينيًا من الضفة الغربية فجر اليوم الأربعاء.
وأفاد مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور في تصريحات صحافية باعتقال خمسة مواطنين من المحافظة، بينهم ثلاثة أسرى سابقين. وأضاف أن المعتقلين هم: خالد محمد الحاج، ومحمد أحمد سوقية، ومحمود كامل العيه من حي الهدف وواد برقين، بالإضافة إلى إبراهيم لبيب نواصرة، والأسير السابق علي نواصرة، من قرية فحمة.
كما طالت الاعتقالات الشاب يوسف عبد الكريم شقير (20 عامًا) من بلدة الزاوية غرب سلفيت.
ومن مخيم الجلزون شمال رام الله، جرى اعتقال محمود الغزاوي، عطا شراكة، عمر الغزاوي، داوود رفيق عيسى (20 عامًا)، وتوفيق عيسى (60 عامًا).
أما في قرية دير أبو مشعل غرب رام الله، فجرى اعتقال الأسير السابق مهدي البرغوثي، وحسين شاهر ذيب، ومؤمن سعيد دهشان، وهاني ممدوح دهشان.
ومن بلدة الرام شمال القدس اعتقل جنود الاحتلال الأسير السابق مرشد الشوامرة، ومن بلدة تقوع شرق بيت لحم، جرى اعتقال الفتى طارق صباح (16 عامًا).
ومن الخليل، اعتقل جنود الاحتلال 6 مواطنين، بينهم ثلاثة أسرى سابقين، وهم: أشرف المحتسب، قاسم أبو حسين، فادي أبو داوود، محمد عرفات القواسمي، شاهر أبو عيشة، نبيل عابدين.
اعتداءات المستوطنين
وفي صعيد مغاير، جرف مستوطنون، اليوم الأربعاء، أراضي استولوا عليها قبل أيام، في بلدة بتير، غرب بيت لحم.
وأفاد الناشط في مجال مقاومة الجدار والاستيطان في بلدة بتير غسان عوينة بأن مستوطنين جرفوا أراضي استولوا عليها قبل يومين في البلدة، تقع في منطقة “بردمو” شرق البلدة، بهدف نصب خيام وبيوت متنقلة أخرى.
يشار إلى أن عددا من المستوطنين قاموا بأعمال تجريف ونصب خيمة كبيرة بطول 40 مترا وعرض 10 أمتار، إضافة إلى بيت متنقل “كرفان”، في المنطقة المذكورة، والواقعة بين منطقتي “القصير” و”الخمار” المستهدفتين من قبل الاحتلال.
كما وأقدم مستوطنون على اقتلاع وسرقة 60 شتلة عنب، وهدم سلاسل حجرية، وإزالة أسلاك شائكة في بلدة كفر الديك غرب سلفيت.
وقال صاحب الأرض سعدات طاهر سعيد (58 عاماً) إن مستوطني “بروخين” قاموا باقتلاع أشتال العنب وسرقتها، وهدموا السلاسل الحجرية، وقاموا بقص وتخريب أسلاك شائكة على طول 150 مترا من أرضه الواقعة بمنطقة “أم حنون” شمال البلدة.
كما أخطرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مسكن في تجمع أبو النوار، شرق القدس، وبوقف البناء في ثلاثة منازل شرق يطا، جنوب الخليل.