كشف الدكتور حسام أمين، رئيس قسم الحالات الحرجة بمستشفى نيويورك، عن تقرير عالمي يفيد بوفاة أكثر من 1.2 مليون شخص في العالم بسبب عدوى بكتيرية للمضادات الحيوية.
وأوضح أمين، خلال مداخلة الأحد مع برنامج «من مصر» عبر شاشة قناة “سي بي سي”، أن كثيراً من الأطباء يعطون مرضاهم مضاداً حيوياً مدةً طويلة، محذراً من الضرر الصحي البالغ الذي يسببه هذا الأمر.
ولفت إلى أن وجود الالتهاب لا يحدث دائماً نتيجة بكتيريا، مبيناً أن من أسباب الالتهاب الإصابة بفيروس أو فطريات.
وقال إن تناول المضادات الحيوية في هذه الحالة فترة كبيرة يؤدي إلى خلل في المقاومة.
وأضاف أن الجسم يكتسب مناعة من كثرة تناول الأدوية، ويصبح فريسة لأي عدوى بكتيرية فيما بعد.
وأكد ضرورة الالتزام برأي الطبيب وأخد العلاج في موعده المحدد، مشيراً إلى أن بعض المرضى يتوقفون عن تناول الدواء لحظة الشعور بالتحسن، وهو خطأ فادح، لأن البكتيريا قد تكتسب مناعة من المضاد الحيوي.
وذكر أنه يجب تناول المضاد الحيوي مرة واحدة في العام، داعياً إلى مزيد من الحرص لأن تغير الجو قد يحدث أعراضاً مثل الحساسية والاحتقان ليس لها علاقة بالبكتيريا.
“وباء غير مرئي”
وفي ذات السياق، تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن استهلاك العالم من المضادات الحيوية شهد قفزة هائلة منذ بداية الألفية الثالثة؛ إذ رصدت المنظمة استخدام نحو 34.8 مليار جرعة من المضادات الحيوية كل عام، مع زيادة الاستهلاك العالمي بنسبة 65 في المائة بين عامي 2000 و2015.
وتعتبر المنظمة إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها المحركين الرئيسيين لظهور الميكروبات المقاومة للأدوية، والتي وصفتها المنظمة العالمية بأنها “وباء غير مرئي” قد يكون “أشد فتكاً على المدى الطويل من فيروس كورونا”؛ إذ يُتوقع أن تتسبب في وفاة نحو 10 ملايين شخص سنويا.
وتتمثل خطورة الإفراط في استخدام تلك العقاقير في أنها تسمح للبكتيريا والميكروبات بتطوير نفسها لتصبح مقاومة للمضادات الحيوية؛ إذ يموت نحو 700 ألف شخص في العالم، بينهم 300 ألف طفل حديث الولادة، كل عام، بسبب عدم فاعلية العقاقير المقاومة للالتهابات، وتشير التوقعات إلى أن الأرقام آخذة في الارتفاع.