وكالات:
دعا وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي رزنيكوف، في خطاب موجّه إلى جنود بلاده، اليوم، إلى الاستعداد للحرب، محذّراً ممّا سيترتّب على ذلك من مِحَن وخسائر مستقبلية، بعدما اعترفت روسيا باستقلال المنطقتَيْن الانفصاليّتَين في شرق أوكرانيا وأرسلت قواتها إليهما.
في السياق، أكد الوزير الأوكراني أنه: «ستكون هناك مِحَن وخسائر. وسيتعيّن علينا تحمّل الألم وتجاوز الخوف واليأس»، متابعاً: «سننتصر حتماً، فنحن على أرضنا».
واتّهم رزنيكوف الكرملين باتّخاذ «خطوة جديدة لإعادة إحياء الاتحاد السوفياتي»، معتبراً أن بوتين «كشف بالأمس عن وجهه الحقيقي، وهو وجه مجرم يريد احتجاز العالم الحر بأكمله كرهينة»، على حدّ تعبيره.
ويُعدّ الاعتراف الروسي باستقلال المقاطعتَين اللتين تشهدان تمرّداً من انفصاليّين موالين لروسيا منذ عام 2014، أحدث التطورات في الأزمة الروسية-الأوكرانية، عقب بلوغ التوترات بين كييف المدعومة من الغرب وموسكو مستويات غير مسبوقة. فبعد مرور نحو ثماني سنوات على روسيا ضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ودعمها لمقاتلين انفصاليّين في دونباس في شرق البلاد، أصبحت الجمهورية السوفياتية السابقة، أخيراً، محوراً للصراع في ما قد يكون أخطر مواجهة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.
وما فاقم التوتّر أخيراً، اتّهام حكومات غربية موسكو بحشد قوات جديدة على الحدود مع أوكرانيا استعداداً لغزو محتمل، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم، وتؤكّد أن تحرّك قوّاتها يهدف إلى حمايتها من التوسع الغربي باتجاه حدودها.
وفي محاولة لحلّ النزاع بالأساليب السلمية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها، وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف، والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها. وأُجريت مفاوضات عديدة حول هذه المطالب، أبرزها في كييف، من دون التوصّل إلى نتيجة واضحة، وسط إرسال قوات غربية إلى أوروبا الشرقية، وتلويح مستمر بفرض عقوبات قاسية على موسكو.