وكالات:
تأكيدا لجميع التحذيرات المحلية والدولية، التي كشفت عن السياسات الخطيرة التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية الحالية بقيادة نفتالي بينيت، رغم حديث بعض مكونات هذه الحكومة من أحزاب اليسار والوسط عن دعم خطط السلام، دفعت هذه الحكومة بمخططات استيطانية جديدة من شأنها أن تعمل على تعميق مخططات التهويد المتواصلة في مدينة القدس المحتلة ومنطقة حائط البراق، والخان الأحمر التي تعتبر بوابة المدينة الشرقية.
الخان الأحمر
وفي هذا السياق، يكشف تقرير صحافي إسرائيلي، لـ “القناة 12 العبرية” بأن حكومة الاحتلال وضعت مخططًا جديدًا يستهدف إخلاء قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، وتهجير سكانها قسريًا خلال الفترة القريبة المقبلة، وإعادة بناء القرية لاحقًا في مكان مجاور يبعد نحو 300 متر عن الموقع الأصلي للقرية، ونقل السكان إليه.
وفي تطور خطير، صادقت حكومة الاحتلال على خطة رئيسها بينيت، التي تُعنى بتطوير البنى التحتية وزيادة حجم الزيارات إلى حائط البراق وهي خطة خمسية بقيمة 110 ملايين شيكل (نحو 35 مليون دولار).
ويدلل ذلك على استمرار حكومة تل أبيب التي تضم تركيبة غريبة من الأحزاب اليمينية واليسارية وأحزاب الوسط وآخر عربي برئاسة منصور عباس، في نهج الاستيطان، بشكل يعادل أو يزيد في خطورته عن أفعال الحكومات السابقة التي كان يقودها “حزب الليكود”.
حائط البراق
ويتضح من التقارير التي تتناول هذا المخطط الاستيطاني الجديد الذي يضرب في عمق القدس المحتلة، أنه كان قد زار الموقع المستهدف بين الأعوام 2015 – 2020 نحو 12 مليون زائر، حيث من المقرر أن يتابع مكتب رئيس الوزراء تنفيذ الخطة الجديدة ويرافق تطبيقها، والتي تشمل استمرار زخم التطوير والأعمال الجارية في هذا المكان، والاستجابة لزيارات الطلاب والقادمين الجدد والجنود، وتطوير برامج تربوية جديدة، ودعم خدمات المواصلات وبلورة أساليب جديدة تتيح الوصول إلى حائط البراق، من خلال المنصات التكنولوجية الحديثة، حيث يعد هذا المشروع من ضمن المشاريع التي تعمل فيها حكومة الاحتلال على تهويد مدينة القدس المحتلة.
وفي هذا السياق يؤكد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، أن حكومة الاحتلال بتوجيه من بينيت، تخصص موازنات لبناء “رواية زائفة” تزور مواقع إسلامية كما يجري في ساحة البراق في القدس، وذلك من خلال تقدم بلدية الاحتلال في المدينة للمحكمة المحلية، بطلب من أجل هدم مجمع إسلامي، في بلدة بيت صفافا يضم مسجداً تعتليه قبّة ذهبية، وهو مسجد عبد الرحمن، المشيد منذ أكثر من 100 عام، حيث تم خلال السنوات الماضية ترميمه وبناء بعض المرافق والإضافات له، وهو ما لم يرق للمستوطنين الذين احتجوا بأن قبّته تشبه قبة الصخرة وتقدموا بشكاوى بهذا الخصوص بغية هدمها بحجة أن القبّة بُنيت دون ترخيص.
هذا وقد تطرق التقرير الفلسطيني إلى خطة البناء الاستيطانية في “عطروت”، لافتا إلى أن العناصر اليمينية المتطرفة في الحكومة الإسرائيلية تستغل عدم وجود اتفاق ائتلافي في المجال السياسي، لدفع خطط بعيدة المدى وفرض الحقائق على الأرض، ورصد التقرير الفلسطيني الجديد، كذلك هجمات الاستيطان في منطقة الأغوار الشمالية، التي لم تسلم من عبث الاحتلال وقواته العسكرية وعبث المستوطنين، حيث قام جيش الاحتلال بتدمير مساحات واسعة من أراضي المواطنين الفلسطينيين المزروعة بالمحاصيل في عملية تهدف لسد الطريق على أيّ تطوير فلسطينيّ في المنطقة.
هجمات المستوطنين
وترافقت هذه الهجمات، مع أخرى للمستوطنين جرت بحماية أفراد الجيش، حيث قاموا بسرقة أشجار الزيتون المعمرة من أراضي المواطنين الفلسطينيين لبيعها أو زراعتها في مداخل المستوطنات، في وقت استمر فيه جيش الاحتلال بهدف تهجير سكان الأغوار على إطلاق النار وقذائف المدفعيّة، في مواقع تبعد مئات الأمتار عن منازل التجمّعات الرعوية والزراعية لترهيب المواطنين الفلسطينيين.
كما طالبت أربع دول أوروبية الاحتلال الإسرائيلي بالتراجع عن قرار التوسّع الاستيطاني شرق القدس المحتلة وأكدت أن هذه الخطوة “تشكّل عقبة إضافية أمام حلّ الدولتين” وذلك في بيان مشترك لكل من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، أعرب فيه ممثلو تلك الدول عن القلق البالغ إزاء قرار التقدم بخطط بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة.