وكالات:
لا تكاد القدس والضفة الغربية المحتلّتان تهدآن حتى تشتعلا من جديد، حيث باتت عمليات المقاومة الشعبية والمسلّحة نمطاً ثابتاً لا يفتأ يتكرّس، وفق ما تُظهره وتيرة العمليات في الشهر الأول من العام الحالي. وفيما يُسجِّل أهالي حيّ الشيخ جراح في القدس أسلوباً مبتكراً في التصدّي لقرارات الهدم والإخلاء الإسرائيلية، تتواصل حوادث إطلاق النار تجاه جنود العدو ومستوطِنيه في غير منطقة من الضفة، التي يبدو أن ظاهرة الاشتباك بالبندقية فيها تجاوَزت حدود جنين منذ أشهر طويلة
جنين | شيّع الفلسطينيون، أمس، جثمان الشهيد سليمان الهذالين في قريته أم الخير في مسافر يطا جنوب الخليل، بعد رحلة طويلة قضاها في مواجهة المستوطنين وجنود العدو، والدفاع عن الأراضي الفلسطينية، ليستشهد متأثّراً بإصابته إثر دهسه من آلية تابعة لشرطة العدو، في الخامس من الشهر الجاري. «أيقونة المقاومة الشعبية»، «شيخ المسافر»… ألقاب أحبّ الفلسطينيون أن يطلقوها على الهذالين «أبو عادل» (75 عاماً)، لتصدّيه الدائم للاستيطان في مسافر يطا التي يهدّدها الإسرائيليون دائماً بالمصادرة، وتتعرّض لاعتداءات شبه يومية.
وتضمّ هذه المنطقة 19 قرية يقطنها ما لا يقلّ عن 1500 فلسطيني، وتعاني من سوء الخدمات الحياتية وعدم توفّر البنية التحتية؛ بسبب تصنيف العدو لها مناطق «ج» بحسب «اتفاق أوسلو» وملحقاته. ويعيش الفلسطينيون فيها في الكهوف والخيام والمساكن البدائية، فيما تمنع إسرائيل البناء أو الترميم هناك، وتهدم معظم المشاريع الجديدة الهادفة إلى تحسين حياة السكّان، وتستولي على الأراضي بذرائع وأساليب مختلفة، منها: توسعة المستوطنات، وتصنيفها «أراضي دولة»، ومناطق عسكرية، وأماكن تدريبات للجيش.
أمّا الأسلوب الأحدث والأكثر وحشية لتعزيز الاستيطان في مسافر يطا وغيرها، فهو ما بات يُعرف بـ«الاستيطان الرعوي»، حيث يطلِق المستوطنون مواشيهم نحو الأراضي الفلسطينية ويقيمون فيها، تزامناً مع اعتداءات متتالية قد تصل إلى إطلاق النار والضرب ودهس مواشي المزارعين الفلسطينيين أو سرقتها، علماً أن فلسطينيّي مسافر يطا، ومعظمهم من البدو، يعتاشون على الزراعة والثروة الحيوانية.