لاشك أنه في زمن النبي صلوات ربي علية وآلة، وقد كان الصراع بين الحق والباطل الممتد ليومنا هذا، ليس بغريب فلابد عند ظهور الحق تظهر أوجه الضلال والظلام، هُنا في هذا الميدان الذي يتناصل منة الأغلبية لضعف الثقة المُطلقة بالله وبوعده لعبادة، فإنهم لا يملكون سوى نفسيات مهزومة، ضعيفه، ذليلة تقع في أول المنعطفات لقوى الاستكبار والجبروت فتهوي وتستسلم، ومثل هؤلاء من كانوا في زمن النبي صلوات الله علية وآلة هم اليوم أُنفسهم في هذا الزمان، دروس وعبر ممتدة عبر الأجيال والأزمان تستجد لتكشف و “تغربل” لنا زيف وحقيقة هذه الشخوص التي لم تعي وتفهم ماهيةّ علية هذا الدين وما يُريده منا.
“ميدان الصراع” الذي يعتبر أهم ميدان لتجسيد القيم وتجليها، فهو محك لمصداقية الإنسان المُمثل بالدين الإسلامي و انتمائه الإيماني، وتصديقه الكامن بما جاء به الوعد الألهي في قولة تعالى “وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ”،” “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ”.
يعتبر هذا الميدان ميداناً للفرز والاختبارات للفرد والمجتمع المسلم ففيه تُغربل النفوس وهي سُنة من سنن الله في خلقة لقولة تعالى “مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ”،،
” أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ”
“وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ”، فهو عامل مُهم في النهضة والبناء ووسيلة فعلية لتحقيق واقع التحرر من العبودية والتبعية من إعداد قوة وتوفير عواملها لقولة تعالى” وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ “..
هُنا نجد حتمية هذا الصراع بالفرد إما النجاة او الغربلة، الصراع الأبدي الذي لم ولن ينتهي حتى قيام الساعة، مما يتجسد في واقعنا اليوم ضد من انتهكوا حُرمات المسلمين في كل بِقاع الأرض، تغلغلوا بحقدهم الدفين وكُرههم للدين الإسلامي وما جاء به من عزة وكرامة ورفعة وسمو لمن يملكون مِنهاج رباني قويم، أوقعوا الشعوب وحاربوها وقتلوها بدمٍ بارد تحت كُل مسمياتهم الدنيئة، استنزفوا ثرواتها، أهدروا دماء شعوبها.
منهم من تحرك في مقارعة هذا المشروع المؤهل لإسقاط كُل عوامل الحياة البشرية وفرض هيمنتهم على الشعوب وإذلالها وخنوعها والبعض تخاذل وكان عوينا لهم عبداً ذليلاً يُشترى بابهظ الأثمان…
لكنا اليوم تعالت صرخات الحق مدوية من اليمن لكل بقاع الأرض، ظهرت لنا أعلام الهُدى لتُبين لنا هذا المشروع القذر، لننهض بديننا ونقف حجر عثرة في أوجههم، يتكرر علينا الزمان وتستجد بنا الأحداث لنجد أنفسنا في ميدان الصراع الفعلي، صراع الحق والباطل.
نجد اليوم الأنصار من مثلوا هذا الميدان على كافة الأصعدة والمقومات والمكونات، ليميز الله الخبيث من الطيب، ليُسطروا أقوى ملاحم النصر والعطاء والبذل أسوةً بجدهم الرسول النبي وثقتهم بالله عز وجل في قولة “وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ”.