رغم جمال الطبيعة ومناخها الأخاذ ؛ ورغم عبق تاريخها وعظمة أدوارها ؛ ورغم حضور مديرية حيفان كفاعلة أساسية في معترك تاريخنا الوطني قديمه وحديثه تظل ثمة إشكالية عنوانها ( رون أو منعطف ) الموت الذي يحصد وحصد الكثير من الأرواح البريئة التي قضت في هذا المنعطف بعد أن صار أسمه منطف الموت وبعد ثمانية وعشرين حادثا وقع في نفس المنعطف ونفس الرون خلال السنوات المنصرمة وراح ضحيته العشرات من الأرواح بل أن أسر بكاملها قضت نحبها في هذا المنعطف الذي أصبح بمثابة الكابوس المرعب لكل مستخدمي الطريق ..
أتذكر إنه وقبل سنوات وبعد سنوات من المتابعة وملاحقة الجهات ذات العلاقة تكرم الأستاذ النائب محمد عبده سعيد أنعم وتدخل لدى ( صندوق صيانة الطرق ) بضرورة وأهمية تعديل مسار هذا المنعطف وتبرع شاكرا بعشرات الملاين من أجل تعديل مسار المنعطف بحيث لا يكون مصيدة للسيارات والمسافرين وعابري الطريق من أبناء المنطقة ومن خارجها خاصة وهذه الطريق أصبحت بمثابة الطريق الأساسية التي تربط محافظة تعز ومديرية حيفان وقراها وعزلها بمديرية طور الباحة ومحافظة لحج وصولا إلى عدن ناهيكم أنها تربط قرى الحجرية ببعضها انطلاقا من حيفان ..وأتذكر أن مناقصة الإصلاح والتعديل رست على الأخ محمود عوهج الذي بدأ فعلا وباشر عملية إصلاح منعطف الموت ؛ لكن ربما ومن سوء حظنا أن مباشرة العمل تزامنت مع بداية الحرب والعدوان ونظرا لكثافة الغارات الجوية على المنطقة واليمن بكاملها ريفها والحضر توقف العمل بعد أن تعمدت طائرات العدوان استهداف كل شي متحرك على الأرض ليتوقف العمل ومع استمرار العدوان والحرب توقفت عجلة التنمية غير أن حياة الناس لم تتوقف رغم كل الاحداث ليبقى منعطف الموت ( يلقف ما تيسر ) من حياة البشر وأخرها كان قبل ثلاثة أيام حيث تلقف هذا المنعطف ( باص هيس ) ليقضي قرابة 21 شخصا نحبهم فيه ؛ 21 شخصا فيهم النساء والأطفال والشيوخ والشباب في كارثة لا تضاهيها غير كوارث طائرات العدوان ؛ وفي هذه الحادث ذهبت أسرة بكاملها مكونة من الأب والأم والأولاد والبنات ؛ وهذا ما جعلنا نضع هذا الحادث الذي يحمل الرقم 28 في سلسلة الحوادث التي شهدها هذا المنعطف على طريق الراهدة _ حيفان منذ تم سفلتة هذه الطريق .. قضية نضعها أمام الأستاذ محمد عبد سعيد أنعم والأستاذ محمود عوهج وكذا أمام الجهات ذات العلاقة ليعملوا مشكورين على تدارك وأنقاذ المزيد من الأرواح التي قد تذهب ضحية لهذا المنعطف الذي يصر على أن يقوم بدور ( عزرائيل ) رافضا أن يكون جزءا من لوحة السلام التي تشكل اطيافها تضاريس مديرية حيفان ؛ حيفان التي لا تقبل أن يكون فيها عنوان للموت ولو كان مجرد ( منعطف في طريق ) ..!