خرجت بريطانيا العظمي مكسورة ذليلة من الجنوب اليمني بعد أن منيت بهزيمة نكراء على ايدي المجاهدين اليمنيين القدامى وكانت نكبتها في اليمن نهاية فعلية لإمبراطوريتها التي امتدت في شتى بقاع الارض وغروبا لشمسها التي لا تغيب لتنحسر وتتلاشى تدريجيا حتى أصبحت من البلاد القليلة في الكرة الارضية التي لا تطلع عليها الشمس الا اسابيع محدودة على مدار العام.
-في الـ 30 من نوفمبر من عام 1967م الذي تصادف يوم غد الثلاثاء ذكراه السنوية الثالثة والخمسين رحل آخر جندي بريطاني من الجنوب وكان ذلك اليوم المجيد محطة مضيئة في التاريخ اليمني المعاصر وارتبط بالتحرير والاستقلال لجزء غالي من الارض اليمنية وسيبقى كذلك الى أبد الآبدين.
-اليوم تعود بريطانيا الى اليمن مشحونة بذكريات مريرة وفي جوف سياسيها وقادتها الكثير من مشاعر الحقد والانتقام على اليمن وشعبه ولكن من الباب الخلفي وعبر أدوات رخيصة من المرتزقة الاقليميين والمحليين ومن خلفها امريكا باعتبارها السيد الجديد لعالم الشر والاستكبار والطغيان.
– لا يعيب التاريخ ابدا عدم استفادة البشر من دروسه ولكن العيب والغريب ذلك التعامي والتجاهل لدلالات وابعاد ونتائج دروس التاريخ من قبل البعض ممن هم على شاكلة الإنجليز فسنة الله ماضية في عباده ولا تغيير ولا تبديل لها مهما تغيرت الأيام وتبدلت الوجوه.
– مالم تستطع بريطانيا نيله من اليمن بيديها وعبر جبروتها وقوتها العتيدة حتما لن يأتي به مرتزقة آخرون مهما أغدقت عليهم العطايا والهبات.
-عمل المحتل الانجليزي قديما وطوال العقود التي احتل فيها اليمن على تنفيذ سياسته المعروفة القائمة على النظرية البريطانية الشهيرة” فرق تسد” وأوجد كيانات ومشيخات هزيلة وبائسة لكنها شاخت وتهاوت واندثرت كما اندثر الشيطان المؤسس وها هو يستميت اليوم على اعادة انتاج معتقداته الغابرة من خلال التأسيس لمشاريع التقسيم والتشطير والتشظي ونشر بذور الفتنة والصراع والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد.
-لم يعد سرا التواجد البريطاني وكذلك الامريكي والصهيوني في مناطق من اليمن , يعلم الجميع بأن ذلك الحضور كان جليا وفعليا منذ الايام الاولى للعدوان كما لم تعد اطماعهم ومخططاتهم خافية على أحد وان عملوا جاهدين على انتهاج السرية والتخفي وراء اصحاب المصالح وعٌشًاق التكَسٌب والاسترزاق على حساب دماء وأشلاء الشعوب ومصالح الأوطان من أبناء جلدتنا العرب واليمنيين لكن ستظل الهزيمة قدرا محتوما يتربص بهم جميعا طال الزمن أم قصٌر ولا أرى ببعيد ذلك اليوم الذي تهتف فيه الحناجر مجددا بأغنية الفنان محمد حسين عطروش ذائعة الصيت ” برع يااستعمار من بلد الأحرار”.