وكالات:
حذّر ممثل الاتحاد الأوروبي لدى السلطة الفلسطينية سفين كون فون بُرغسدورف يوم الأحد 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، من أن إسرائيل وصلت إلى المرحلة الأخيرة من فصل الضفة الغربية عن القدس، وفق ما ذكرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية الإثنين 22 نوفمبر/تشرين الثاني.
الصحيفة أوضحت أن بُرغسدورف، برفقة ممثلين من أكثر من 20 دولة أوروبية يشاركونه الرأي نفسه في موقع مطار قلنديا السابق، أعرب عن قلقه إزاء مشروعين إسرائيليين يخشى أن يدمّرا أي فرص لإقامة دولة فلسطينية في المستقبل.
مشاريع استيطانية تهدد “الدولة الفلسطينية”
أول هذين المشروعين هو بناء ما يقرب من 3500 منزل استيطاني في منطقة غير مبنية في مستوطنة معاليه أدوميم، ويُطلق عليه اسم E1.
توقف هذا المشروع لعقود، لكن رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو طرحه خلال الانتخابات الأخيرة وسمح بإيداع الدفعة الأولى من الأموال اللازمة لخطط بنائه لدى المجلس الأعلى للتخطيط في يهودا والسامرة.
المجلس الآن بصدد الاستماع إلى الاعتراضات على المشروع، وحدد موعد الجلسة التالية في 13 ديسمبر/كانون الأول، التي تمثل العقبة الأخيرة أمام الموافقة النهائية على مشروع E1.
أما المشروع الثاني الذي يثير قلق الاتحاد الأوروبي فهو بناء 9000 منزل في منطقة عطروت في القدس الشرقية مكان ما كان يوماً مطار قلنديا، الذي افتتح عام 1924 وأغلق عام 2000. ويُفترض أن تخصص معظمها لليهود الإسرائيليين.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أنه من المقرر أن تعقد لجنة التخطيط المركزية في القدس جلسة استماع في 6 ديسمبر/كانون الأول بخصوص هذا المشروع.
عزل القدس عن الضفة الغربية
زار بُرغسدورف والوفد المرافق له كلا الموقعين، حيث أطلعتهم المنظمة اليسارية غير الحكومية “عير عميم” على تفاصيل المشروعين. وتوقفوا قليلاً للتحدث مع الصحفيين في عطروت. وخلف الوفد كان موقع بناء طريق اجتنابي جديد يضم نفقاً يمر أسفل المنازل المخطط لها.
على يسار الوفد نُصب الحاجز الأمني الذي يفصل عطروت عن المباني السكنية في حي كفر عقب الفلسطيني في القدس الشرقية.
قال: “نحن هنا في المرحلة الأخيرة لعزل القدس عن الضفة الغربية تماماً، وهذا يستحيل معه إجراء مناقشة بين الطرفين عن دولة فلسطينية مستقبلية مستقلة فعلية في الجوار تكون القدس عاصمة لكليهما، على أساس المفاوضات التي تمت بخصوص هذا الموضوع”.
كما أضاف في تصريح للصحفيين أن هذه الخطط تتعارض مع تصريحات الحكومة الإسرائيلية بالحد من الصراع والحفاظ على الوضع الراهن.
قال بُرغسدورف: “الحكومة الإسرائيلية الحالية قالت بالحرف إنها لا تريد زعزعة الوضع الراهن، لكن ما نراه يحدث على الأرض يشير إلى شيء آخر”.
أوضح أن “المستوطنات الإسرائيلية تنتهك القانون الدولي انتهاكاً صارخاً وتشكل عقبة رئيسية أمام سلام عادل ودائم وشامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين”. وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لا يمكنه أن “يغمض عينيه” عن هذه التصرفات.
إسرائيل ترفض تصريحات المسؤول الأوروبي
من جانبها، قالت نائبة رئيس بلدية القدس فلور حسن ناحوم إن “القدس عاصمة حية ونابضة لدولة إسرائيل”.
أضافت أنه بفضل العمل الذي أُنجز بالفعل في منطقة عطروت “حولت البلدية عطروت إلى منطقة صناعية مزدهرة بمركزها التجاري الأول من نوعه لسكان القدس الشرقية، وبمصانعها وبأماكن العمل التي توفر مئات الوظائف”.
كما قالت فلور: “هذا المشروع السكني سيوفر آلاف الوحدات السكنية التي تشتد الحاجة إليها. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يتوقف عن الحديث بلغة الماضي وينضم إلى تطوير المستقبل الذي يخدم اليهود والعرب على حد سواء ويوفر الفرصة وليس الخطاب الفارغ والآمال الزائفة”.