شهدت العاصمة صنعاء، عصر اليوم، مسيرة جماهيرية حاشدة في ساحة “باب اليمن”، رفضا للتصعيد الأمريكي، تحت شعار “أمريكا وراء التصعيد العسكري والاقتصادي واستمرار العدوان والحصار”.
ورفعت الحشود، الشعارات المناهضة للسياسة الأمريكية، وتصعيدها العسكري والاقتصادي على الشعب اليمني، وأن أمريكا هي الشيطان الأكبر وأم الإرهاب في العالم.
وردد المشاركون الهتافات المؤكّدة على استمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان الأمريكي – السعودي، مهما كانت التضحيات.
وجددوا التأكيد على مواصلة النفير العام لرفد الجبهات بالرجال والمال والعتاد لمواجهة التصعيد الأمريكي .. مباركين العمليةَ الهجوميةَ “توازنَ الردع الثامنة”، التي استهدفت مواقع عسكرية وحيوية في دولة العدو السعودي، التي تأتي في إطار حق الرد المشروع على استمرار العدوان والحصار الأمريكي – السعودي على اليمن.
وأكد المحتشدون، أن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي إزاء ما يرتكبه تحالف العدوان من جرائم، وما يفرضه من حصار جائر على اليمن منذ سبع سنوات.
وفي المسيرة الجماهيرية، أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، أن الشعب اليمني يملأ ساحات الثورة، وساحات الجبهة، وكل ساحة مقدّسة تحمل العزة والكرامة يتواجد فيها الشعب اليمني.
وأشار إلى أن أمريكا، هي أساس العدوان على اليمن، والشريك الأكبر في العدوان والحصار، وهي من تقتل الشعب اليمني، وتدمّر البنى التحتية لليمن، ولولا الدعم الأمريكي ما استطاعت دول العدوان فعل شيء.
وقال: “لا يستطيع النظامان السعودي والإماراتي القيام بالعدوان من دون أمريكا، والسعودية لا تستطيع أن تصنع حتى طائرات ورقية”.
وأضاف: “لولا أمريكا لما كان هناك عدوان على بلدنا، فهي من أعلنت منذ اليوم الأول- سحب سفيرها، ودعت الدول إلى سحب السفراء من صنعاء، وأعلنت الحرب من أمريكا، وتبنّت الدعم المباشر منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن”.
ولفت محمد علي الحوثي، إلى أن أمريكا هي ضد كل الأحرار، ونفتخر أننا ضدها، فهي من تعتدي وتحاصر الشعب اليمني .. مبيّنا أن أمريكا، التي تدّعي الحرية والديمقراطية، تعمد إلى حجب المواقع الإخبارية للمسيرة وغيرها.
وتساءل: “لماذا تمنعون السفن من الوصول إلى ميناء الحديدة، وتغلقون مطار صنعاء الدولي، ولماذا توقفون التحويلات النقدية؟”.. مشيرا إلى أن الحصار على اليمن تفرضه الفرقاطات والسفن الأمريكية.
وأكد عضو السياسي الأعلى، أن أمريكا تتدخل وتعيق السلام في الجمهورية اليمنية، وستبقى في ذاكرة الشعب اليمني بأنها العدو.
وقال: “خضنا حوارات، واكتشفنا أنهم ليسوا جادين، فحواراتهم فقط استكشافية”.. مؤكداً أن الشعب اليمني لا يأبه بأمريكا على الإطلاق.
وأوضح محمد علي الحوثي، “أن الحظر الجوي والبحري يستهدف المواطن اليمني، أما نحن فلا نخرج أصلا إلى خارج اليمن، ولا يوجد لدينا أي شيء خارج البلاد ولا نملك شيئاً حتى في صنعاء”.
وأضاف: “لسنا أصحاب شركات ولا أرصدة، وإيقاف الحوالات يضر فقط بالمواطن اليمني”.
وأكد بيان مسيرة “أمريكا وراء التصعيد العسكري والاقتصادي واستمرار العدوان والحصار” أن أمريكا تواصل استهدافَ الشعب اليمني بعدوانها وحصارها الظالم.
وأشار إلى أنه، في الأيام الأخيرة، صدرت تصريحات لمسؤولين أمريكيين يتبجحون فيها بمواصلة حربهم العدوانية على اليمن، وكانت ترجمة ذلك بعقد مزيد من صفقات الأسلحة لقوى العدوان، وتكثيف الغارات على أكثر من محافظة، ومحاولة فتح جبهات جديدة، وفرض ما يسمونها “عقوبات على شخصيات وطنية”، وصولاً إلى ارتكاب جريمة التصفية لعشرة أسرى من أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة الساحل الغربي.
ولفت البيان إلى أنه، وبموازاة التصعيد العسكري والاقتصادي والسياسي، يروّج المسؤولون الأمريكيون، حرصهم على السلام في دعاية سوداء يجري بها تضليل الرأي العام العالمي، وتحت تلك الدعاية تستمر أمريكا في مد دول العدوان بما تحتاجه من سلاح وغطاء سياسي لمواصلة حربهم العدوانية على اليمن أرضا وإنسانا.
وقال: “وكما هو معروف للجميع، فهذا عدوان، أول ما أُعلن من واشنطن، وتلك أكبر حجة دامغة على أن صاحبة قرار الحرب، وصاحبة قرار الاستمرار في الحرب، وصاحبة تصعيد العدوان عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً وإعلامياً، هي أمريكا، وأن من هم على الأرض ليسوا سوى أدوات تنفيذية لرغبات أمريكية شيطانية”.
وأكد أنه رغم تبدل الإدارات الأمريكية، إلا أن “الذي تكشّف بالوقائع الماثلة للعيان أن كل إدارة أمريكية جديدة هي أكذب من سابقتها، وكأنما تلك الإدارات الظالمة في سباق على من يملأ الخزينة الأمريكية من أموال دول العدوان على حساب دماء شعبنا وأشلاء أطفالنا ونسائنا”.
وأكد البيان “أنه وأمام هذه الغطرسة الأمريكية المتمادية ضد اليمن، سيظل الشعب اليمني متمسكاً بحقه في الدفاع عن نفسه، ونيل كامل حريته واستقلاله”.. مشيرا إلى أن “الإمعان في استمرار الحصار والعدوان لن يعود على المعتدين إلا بمزيد من الخسارة، وأنه مهما بلغ تصعيدهم العدواني، سيواجه التصعيد بالتصعيد”.
ولفت إلى أن “رهان دول العدوان على الدعم الأمريكي المفتوح، هو رهان فاشل، وما لم يتحقق لهم أي مكسب طيلة سنوات العدوان الماضية فلن يتحقق لهم أي إنجاز في تصعيدهم المستجد”.
وجدد التأكيد على أن “الشعب اليمني بتوكله على الله والاستعانة به- لن يتوانى عن حقه المشروع في الدفاع عن النفس، وأنه ماضٍ في معركة التحرر الوطني حتى دحر المعتدين من كل شر محتل”.. لافتا إلى أن “خضوع دول العدوان للإدارة الأمريكية، والتسليم لرغباتها العدوانية سيكلفها كثيرًا، وستكون عواقب ذلك خطيرة”.
وحث البيان أحرار الشعب اليمني على رفد الجبهات والتصدّي بكل قوة للعدوان المتمادي في غطرسته.
وبارك للجيش واللجان الشعبية وللقوة الصاروخية والطيران المسيّر عملياتهم الرادعة.. داعيا إلى مزيد من الضربات الموجعة التي تطال عمق دول العدوان.
وجدد البيان الدعوة للمغرر بهم المنخرطين مع العدوان في الجبهات العسكرية وغيرها إلى أن يأخذوا عبر السنين الماضية، وليعلموا أن عودتهم إلى صف الوطن خيرٌ من البقاء وقوداً لحرب الغزاة المحتلين وأبواقاً لهم، ولسياساتهم الاستعمارية.
وأضاف: “نعاهد الشهداء والجرحى والأسرى وعوائلهم الصابرة أن تضحياتهم لن تذهب سُدى، وأننا سنواصل مسيرتهم الجهادية التحررية، وسنحقق ما آمنوا به من أهداف سامية وتطلّعات عالية”.
وألقيت في المسيرة قصيدة لشاعر الثورة، معاذ الجنيد، أكدت أن أمريكا هي الداعم للإرهاب، وهي من تقتل وتحاصر الشعب اليمني.
سبأ