تبدو الصورة القاتمة للعالم من جراء الاحتباس الحراري والانفجارات الشمسية المحتملة وتقلبات الطبيعة والإشعاعات المدمّرة هي الصورة الأكثر تداولا لدى العديد من الأوساط في ظل سيناريو يطال الوجود البشري ملحقا أضرارا لا يمكن تصوّرها. وبالتالي لن يبقى هناك سوى الناجين من الكارثة والذين تعنى سينما الخيال العلمي بشكل خاص بالكيفية التي سوف يواجهون بها تلك التحوّلات الكارثية في سياق الصراع من أجل البقاء.
ويُعالج فيلم “فينتش” للمخرج البريطاني ميغويل سابوشنيك الإشكالية المركّبة للديستوبيا الأرضية ومرحلة ما يعرف بـ”أبوكاليبس”، حيث الوجود البشري قد انقرض تقريبا، ولم يبق هناك سوى مهندس البرمجيات فينتش (الممثل توم هانكس) مصحوبا بكلبه والروبوت الذي قام بتصنيعه وتدريبه وتلقينه لكي يستطيع العناية بالكلب بعد رحيله.
والمخرج سابوشنيك يقدّم هذا الفيلم من إنتاجات الشركة العملاقة “آبل” وبمشاركة منتجين آخرين، وهو فيلمه الثاني بعدما كرّس مسيرته في المسلسلات التلفزيونية، وقد أخرج العديد منها وتميّز في ذلك، وخاصة بانضمامه إلى فريق إخراج المسلسل ذائع الصيت “لعبة العروش”، حيث أخرج عدة أجزاء منه.
الوجود المهدّد للكائن البشري يحيلنا إلى نوع من نعي الطبيعة والحياة والناس، البيئة مقفرة ولم يبق من حياة البشر إلاّ آثارهم، طرقات محطمة تتناثر عليها سيارات يغمرها التراب ودكاكين ومدارس ومطاعم ومكاتب وغيرها، كلها مهجورة دون أن يفصح الممثل الرئيسي توم هانكس عمّا جرى ويجري، ولماذا آلت الأمور إلى ما آلت إليه؟ إذ يكتفي فينتش بالقول “إنها قصة طويلة”.