د. بلقيس محمد علوان
ذات لحظة نكتشف أنا غير حقيقيين
هي ذات اللحظة التي تسقط فيها عنا أوراق التوت.
هنا نصبح وجها لوجه مع ذواتنا بلا حاجز.
كل المتضادات تتجسد حينها.
تتكشف لنا زوايا كانت مختبئة في ركن قصي مظلم في أعماقنا.
إنها لحظة فارقة أن تری ذاتك وأعماقك بدون تفاصيل مخفاة.
ساعتها إما أن تختار الاستمرار علی ما أنت
أو أن تعيد ترتيب الذات كيما تصبح ذاتا من طراز أنيق.
هذا يحتاج منك أن تتعامل مع روحك كقلم رصاص يحتاج البري ليكتب ويكتب ويكتب.
لعل روحك ترسو علی شاطيء لم يكن في الحسبان
لكنه الشاطيء الأخير
هنالك تكون كزجاجة شفافة لا تخفي شيء
ولا يشوبها شيء!
ساعتها لا تستغرب أن تجد نفسك كريشة أو فراشة تجيد التحليق حول النور
لكنها فراشة لا تحترق
لأنها صديقة النور.
تلك أزمنتك!
عشها وسافر نحو شاطئك الأخير
حيث لن تبرح الفرح والحياة
لأنك حينها زجاجة لا تنكسر وفراشة صديقة النور لا تحترق!