عبدالله محمد صالح
128عامًا على رحيل الجيش البريطاني عن الأراضي اليمنية عام 1967، وحرصت بريطانيا إبان سنوات الاحتلال في عام 1839 م ،على تقسيم اليمن وسلخ هوية الأجزاء الجنوبية والشرقية عنه، عن هويتها التاريخية والجغرافية، عبر تغليب الثقافات والهويات المحلية وتغذية النزعات الانفصالية وتعميق هوة الخلافات والصراعات البينية.
واستمرت مقاومة اليمنيين ضد الاحتلال البريطاني في عدن والمحميات منذ بداية الاحتلال وحتى قيام ثورة 14 أكتوبر1963م وتوّجت بالنصر وتحقيق الاستقلال في نوفمبر1967م بقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وتوحيد الجنوب في دولة واحدة قوية ومهابة في المنطقة ليس فيها مكان للثأر والكراهية والطائفية.
ورغم ما تمر به دولة اليمن من أزمات قاسية، يحتفل اليمنيون في الـ 14 من أكتوبر بهذه الثورة المجيدة التي مثلت الركيزة الأساسية لطرد الاستعمار البريطاني من جنوب الوطن، بما سطره رجال اليمن من ملاحم بطولية في مواجهة الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس، ومواجهتها بسلاح الإيمان وقوة الحق، حتى إجبارها على الرحيل تجر أذيال الهزيمة.
وتأتي هذه المناسبة في ذكراها الـ58، واليمن يعيش عدوانا غاشما على اليمن بقيادة تحالف الشر “السعودية والإمارات”، وبدعم دولي.
ومن المؤكد اليوم أن ثورة الـ14 من أكتوبر تقدّم للقوى اليمنية المواجهة للعدوان والحصار ما تحتاجه في هذه المرحلة من تاريخ اليمن من دروس، لاستلهام عظمة الإنجاز الثوري الأكتوبري حتى تحقيق الاستقلال، واستعادة السيادة على كامل الأرض اليمنية من صعدة إلى المهرة، واستعادة الدور الحضاري الذي اضطلع به اليمنيون منذ فجر التاريخ.