مصطفى قصقصي*
أحبّ الذين لا يجدون مكانَهم
يصطدمون بحياتهِم كحادثٍ عرضيّ متكرِّر بين غيمةٍ و جِدار
يقطعون كلّ صباح جذورَهم
ثمّ يخيطونَها إلى الأرض من جديد
كجروحٍ واعِدة
كشفاهٍ معتذِّرة عمّا فاتَها من قبلات
كأشجار أرقٍ سحريّة
لا يعنيها إغماضُ أغصانِها أو تعديلُ انحناءةِ قلبِها بعد كلِّ عاصفةٍ
أُحبّ تردّدَهم في لفظِ أسمائِهِم
أُحبّ بذاءَة مُزاحهِم مع أشباحِهِم
أُحبّ عدم انسجامِهِم في المناسبات العائليّة
أُحبّ تهوّرَهم وهُم يعبرون الشارع إلى حدائق النسيان العامّة
أُحبّ وضعيّة الطيران التي تتخذُها أجسادُهم
وهم يقفون على باب هاوياتِهم المفضّلة
أُحبّ تحديقَهم في الوداعات التي تضيء الكون
كحرّاس ليل غلبَهم الذهول،
أو كأجراس حبٍّ عظيم ضلّ طريقَه فصار مكاناً.
- شاعر من فلسطين