صنعاء – سبأ :
دُشن اليوم بالعاصمة صنعاء، مهرجان ومعرض ثورة البن تحت شعار ” تنمية وحماية البن مسؤوليتنا جميعاً “.
يهدف المهرجان الذي تنظمه على مدى يومين، اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري واتحاد جمعيات منتجي ومصدري البن، إلى تدشين ثورة البن التي تمكن هذا المحصول الاستراتيجي والنقدي الهام، من استعادة مكانته التاريخية والوطنية والنهوض به ليكون رافداً مستداماً للتنمية في اليمن .
وعقب التدشين اطلع عضوا المجلس السياسي الأعلى محمد النعيمي وجابر الوهباني ورئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، على محتويات المعرض الذي اشتمل على نماذج للمنتجات ومحاصيل البن اليمني بمسمياته وأنواعه المختلفة وجانب من الصناعات المتصلة به والتي تمثل اتحاد جمعيات منتجي البن والقطاع الخاص والمنشآت الصغيرة.
واستمعوا إلى شرح من القائمين على المعرض، حول أهميته دوره في رفع الوعي لدى المزارعين والمنتجين والمجتمع بأهمية البن اليمني ومدى ارتباطه بالهوية اليمنية.
وتكمن أهمية المعرض الذي يشارك فيه مزارعو ومنتجو البن والمصدرون والمؤسسات والهيئات والقطاع الخاص والجهات ذات العلاقة، في جمع المهتمين بالبن والعمل على توحيد الجهود للنهوض بزراعة وإنتاج هذا المحصول.
وفي الحفل الذي أقيم بالمناسبة بحضور أعضاء المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي ومحمد النعيمي وجابر الوهباني، ألقى رئيس الوزراء، كلمة توجه في مستهلها بالشكر لوزارة الزراعة والجمعيات التعاونية الزراعية المختصة والقطاع الخاص، على تنظيم هذه التظاهرة الزراعية التي تتصل بأحد أهم المنتجات السلعية المتصلة بهوية وتاريخ اليمن.
واعتبرها من أهم الفعاليات التي تعتز بها قيادة الدولة ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى ، الذي يحرص على دعم هذا النوع من المحاصيل ذات القيمة الاقتصادية العالية .. لافتا إلى أن البن اليمني من المنتجات التي يتباهى بها الشعب اليمني على مر التاريخ لمردوده الاقتصادي وجودته العالية التي لا يضاهيها أي منتج مماثل حول العالم .
وأشار الدكتور بن حبتور، إلى أن الشعب اليمني إذا ما أولى العناية اللازمة لهذا المحصول النقدي عبر التوسع في زراعته في المناطق الملائمة واعتنى بعملية تسويقه والترويج له داخليا وخارجيا، لأصبح من مصادر الدخل القومي الرئيسية من العملة الصعبة.
وأكد أهمية البحث عن مصادر بديلة للنفط والغاز الذي كانت موازنات الدولة السابقة تعتمد عليه بنسبة75 بالمائة، وذلك في ظل المؤشرات المتراجعة عن الإقبال العالمي على استخدام الوقود الاحفوري بسبب تأثيراته السلبية على البيئة والتسبب في الاحتباس الحراري.
ولفت إلى أن سلعتي البن والعسل وسمعتهما المتميزة إقليميا ودوليا، تؤهلهما لأن يكونا من المصادر الهامة لدعم الاقتصاد الوطني.
وقال ” يجب أن نفخر كثيرا بشبابنا الذين يجتهدون لخلق فرصة حقيقية في مجال استثمار البن إضافة إلى الأجهزة الحكومية المعنية، فهناك طاقة شبابية متحمسة تعمل من أجل إحداث ثورة حقيقية في إنتاج وتسويق هذا المحصول النقدي وللمساهمة في حل إشكالية تواجهها الدولة حاليا نتيجة شحة الصادرات ” .
وأضاف” لمسنا تفاعلا كبيرا من قبل المنتجين سواء في القطاع التعاوني أو القطاع الخاص يقابله حرص حكومي أكبر ممثلا بوزارة الزراعة والري لمساندة هذا التفاعل ومراعاة مصالح الطرفين التي كفلها الدستور والقوانين النافذة ” .
وطالب الأطراف الثلاثة بعمل الأبحاث وإعداد الدراسات والمشاريع والاتفاق على الصيغ المناسبة للتنفيذ مع رفع صيغة موحدة للإشكاليات والتحديات التي يواجهها قطاع البن ومقترحات الحلول لمناقشتها من قبل مجلس الوزراء .
وحيا الدكتور بن حبتور، مبادرة أبناء منطقة حراز الذين قاموا منذ أكثر من عشر سنوات باستبدال أشجار القات بأشجار البن، كمثال حيوي وإيجابي وتحفيزي لبقية المزارعين الذين ينبغي أن يحذوا هذا الحذو في المناطق الصالحة لزراعة البن.. مؤكدا أن العائد المادي السنوي للبن يساوي ثلاثة أضعاف عائد القات.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس الوزراء لشئون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ووزراء الإدارة المحلية علي القيسي وشئون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي أبو حليقة والإعلام ضيف الله الشامي والإرشاد وشئون الحج والعمرة نجيب العجي، أشار وزير الزراعة والري المهندس عبدالملك الثور، إلى أن العالم يستهلك 2 مليار فنجان بن يوميا، لذا فإن العالم يدين لليمنيين بالكثير لتقديمهم هذا المشروب.
ولفت إلى أن تجارة البن تصل إلى حوالي 70 مليار دولار سنوياً، حيث تعد ثاني سلعة يتم تداولها بعد النفط.. وقال” ونتيجة للتغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وارتفاع درجات الحرارة في السنوات السبع الأخيرة، يتوقع كثير من الخبراء إنخفاض إنتاجية البن في عام 2030 م وأن القهوة المتخصصة ستصبح بضعف ثمنها”.
وأكد وزير الزراعة، أن البن اليمني له مميزات ويعتبر أفضل الأنواع في العالم، كما أنه من الصنف العربي ويحتوي على تركيبات جينية لا توجد في أي نوع آخر.. مبينا أن البن ينتج ويتم معاملته تحت الشمس ما يعطيه ميزة مقارنة بأنواع البن الأخرى .
ولفت إلى أنه لدى اليمن فرصة لزيادة إنتاج البن عالي الجودة الذي سيعطي عوائد كبرى للإقتصاد القومي.. حاثا العاملين في مجال البن على تنمية وتطوير زراعته كونه يرتبط بهوية اليمن.
وأكد أن وزارة الزراعة عملت على تعزيز البنية الأساسية لمشاتل الوزارة لإنتاج شتلات البن بغرض زيادة المساحة المزروعة منه حيث يصل إنتاج مشاتل الوزارة حاليا إلى أكثر من مليون شتلة بن في السنة .
وبين أن الوزارة قامت بإعداد استراتيجية لتطوير زراعة البن وتعزيز إنتاجيته كمحصول ومورد اقتصادي هام يسهم في رفد الاقتصاد الوطني .
من جانبه أشار نائب وزير الزراعة نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا الدكتور رضوان الرباعي، إلى أهمية تدشين ثورة البن اليمني والتي تعد إحدى ثمار ثورة 21 سبتمبر، بعد تدشين الثورة الزراعية .
ولفت إلى التغيرات في السياسة الزراعية بعد الثورة والوصول إلى تدشين مرحلة جديدة للاعتماد على المنتجات المحلية والمشاركة المجتمعية أساسا للنهضة الزراعية والتنموية.
وأشار الرباعي إلى أهمية حماية البن اليمني وأصالته، ودعم وتنمية المنتج المحلي وتشجيع المزارعين على التوسع في زراعة هذا المحصول النقدي الهام.
وأكد نائب وزير الزراعة، أن البن من المحاصيل الاستراتيجية لما يمتلكه اليمن من ميزة في زراعته على المستوى العالمي، حيث يعد اليمن الموطن الأصلي للبن.
وشدد على ضرورة توحيد الجهود والعمل على دعم إنتاج البن .. مشيرا إلى وجود رؤية لتسويق واستهلاك البن اليمني وفتح أسواق خارجية لهذا المنتج.
ولفت الدكتور الرباعي، إلى أن هناك قرار بمنع استيراد البن الخارجي، مؤكدا الحرص على تفعيل دور الجمعيات وتشكيل جمعيات جديدة في المناطق التي لا يوجد بها جمعيات وربطها باتحاد منتجي البن وحماية الجينات الوراثية لهذا المحصول كمنتج قومي وهوية وطنية وعمل بصمة وراثية للبن اليمني.
وأشار إلى سعي الوزارة واللجنة، إلى إعداد قاعدة بيانات متكاملة وخارطة رقمية للبن اليمني ووضع سياسات عامة للمساعدة على تنميته.
فيما أشار مسئول وحدة البن باللجنة الزراعية والسمكية العليا، رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان محمد القاسمي، إلى أن الهدف الأساسي من المهرجان السعي لجعل هذا المحصول رافدا أساسيا للتنمية في اليمن ومن أهم الموارد الاقتصادية والانطلاق نحو تنمية المحصول وحمايته.
ولفت إلى أن قطاع البن بحاجة إلى اهتمام ورعاية ليكون الرافد الأساسي للتنمية الاقتصادية في البلاد .. مبينا أن ثورة البن اليمني انطلقت لتستمر وهي تدشين لشراكة مجتمعية، تحقق لهذا المحصول مكانته التاريخية التي عرف بها.
تخلل الحفل أنشودة عن البن اليمني الأصيل ومكانته التاريخية والحضارية.