رغم أن شبكة فيسبوك تعتبر من أشهر منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت حاليا، فإنها تشهد تراجعا ملحوظا في أعداد المستخدمين النشطين أو اجتذاب أعضاء جدد، مما جعل البعض يطرح التساؤل التالي: هل سنقول وداعا لفيسبوك قريبا؟
وللإجابة عن هذا السؤال قال الصحفي دانيال فينه، إن أهمية شبكة فيسبوك حاليا تتمثل في كونها منصة لإدارة جهات الاتصال والاستعلام عن الفعاليات والأحداث المختلفة.
قاعدة بيانات كبيرة
من جانبه، أضاف خبير الإعلام تيا آدامز أن شبكة فيسبوك تستفيد من قاعدة البيانات الكبيرة الموجودة لديها، والتي تمثل الميزة الكبرى لها مقارنة بمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى؛ حيث تستهدف شبكة فيسبوك جميع الفئات من المستخدمين، وأكد آدامز ذلك بقوله “لا يزال بإمكان المستخدم مقابلة أكبر عدد ممكن من الأصدقاء والمعارف على شبكة فيسبوك”.
وثمة سبب آخر يدعو المستخدم حاليا لمواصلة استعمال شبكة فيسبوك، وهو الوظائف الكثيرة المتوفرة، وأوضح آدامز أن شبكة فيسبوك “توفر أكبر مجموعة من الوظائف مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي الأخرى؛ حيث يمكن للمستخدم الدردشة مع الأصدقاء أو نشر الموضوعات أو الانضمام إلى المجموعات والتواصل مع الآخرين”.
وتعتبر وظيفة الأحداث من ضمن الوظائف التقليدية والأكثر استخداما؛ حيث يمكن للأفراد أو الشركات إنشاء أحداث خاصة بهم، والإشارة إلى الاهتمام بحدث ما أو المشاركة فيه، وأضاف آدامز “يمكن للمستخدم معرفة أصدقائه المهتمين بحدث معين، ومن ثم مشاركة المعلومات معهم حول الحدث”.
وعلاوة على ذلك، لا تزال مجموعات فيسبوك من الوظائف المهمة بشبكة التواصل الاجتماعي، وقال تيا آدامز “يمكن للمستخدم العثور على مجموعة لأي موضوع على شبكة فيسبوك”.
وتظهر بعض نقاط القوة الأخرى في مجموعات فيسبوك، خاصة القدرة على التحديد بحسب المكان الجغرافي؛ حيث يسهل على المستخدم العثور على المجموعة المناسبة لاهتماماته، والموجودة في النطاق المحيط به أيضا.
وظائف جديدة
وقد شهدت السنوات الأخيرة قيام شبكة فيسبوك بإضافة الكثير من الوظائف الجديدة مثل الألعاب والبث الحي للفيديو والمتاجر، والتي تعمل بطريقة مشابهة للإعلانات المبوبة على موقع إي باي (eBay).
وتبحث شبكة فيسبوك عن موطأ قدم لها في الاتجاه العام نحو الدردشة الصوتية من خلال الإعلان عن وظيفة سوند بايتس (Sound Bites)، وهي عبارة عن صيغة جديدة للمحتويات الصوتية الإبداعية وغرف الدردشة الصوتية المباشرة.
أوجه قصور
تظهر المشكلات وأوجه القصور في النطاقات الأخرى، فهناك بعض الوظائف الأساسية لم تعد تعمل بصورة سليمة مثل وظيفة آخر الأخبار (Newsfeed)، والتي تعتبر الوظيفة الأساسية بشبكة فيسبوك، وغالبا ما تغطي المنشورات الأخرى على الموضوعات والمنشورات الخاصة بالأصدقاء، وبالتالي لم تعد وظيفة آخر الأخبار جذابة للكثير من المستخدمين.
وقد تعرضت شبكة فيسبوك في السابق للانتقادات بسبب الإعدادات الافتراضية غير الشفافة والتصميم المضلل لواجهة المستخدم.
وأوضح ماتياس كيتيمان، من معهد لايبنيز لأبحاث الميديا بمدينة هامبورغ الألمانية قائلا “يجب أن تتيح شبكة فيسبوك للمستخدم من خلال التصميم إمكانية اتخاذ قرارات جيدة”.
ودائما ما ينتقد الخبير الألماني ما يعرف باسم الأنماط المظلمة، من خلال توجيه المستخدم للكشف على البيانات الخاصة والمعلومات الشخصية أو قضاء وقت أطول على منصة التواصل الاجتماعي أكثر مما يحتاجه.
وبسبب المبادرات القانونية في السنوات الأخيرة قامت شبكة فيسبوك بإجراء بعض التحسينات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات، فبعدما كانت إعدادات الخصوصية على مستوى منخفض في البداية فقد تم ضبطها على مستوى أعلى ضمن الإعدادات الافتراضية حاليا.
وبشكل عام يرى تيا آدامز أن شمس شبكة فيسبوك لن تغيب قريبا؛ نظرا لأنها أصبحت متشابكة ومترابطة بالكثير من مهام الحياة اليومية، كما أن مجتمع المستخدمين سيظل مستقرا، حتى إذا تم استبعاد الفئات العمرية الأصغر سنا؛ لأنه لا تزال هناك مجموعات محتملة من المستخدمين الأكبر سنا.