وكالات:
استولت حركة “طالبان” (المحظورة في روسيا) على قاعدة باغرام الجوية، التي سلمتها القوات الأمريكية إلى الجيش الأفغاني الشهر الماضي، حسبما قال شاهد محلي لوكالة “سبوتنيك”، اليوم الأحد.
وتقع المنشأة شمال كابل، وكانت القاعدة العسكرية الرئيسية للولايات المتحدة منذ عام 2001، وتعد أكبر قاعدة جوية في أفغانستان.
وغادر أفراد عسكريون من الجيش الأمريكي وقوات حلف الناتو، القاعدة الجوية في 2 يوليو/ تموز تماشيا مع اتفاق انسحاب القوات. ومن المقرر أن يكتمل انسحاب الولايات المتحدة بحلول 11 سبتمبر/ أيلول.
على جانب آخر، أطلق المسلحون سراح سجناء من أحد السجون المحلية. فيما ذكرت وسائل إعلام أن سلطات باغرام سلمت القاعدة الجوية إلى “طالبان” عمدا.
خلال الأيام القليلة الماضية، احتفى مقاتلو “طالبان” بالسيطرة على عدد من المواقع العسكرية الحيوية والاستيلاء على معدات عسكرية ثقيلة وتكتيكية، بما في ذلك طائرات ومركبات همفي.
وفي حين يحاصر مقاتلو حركة طالبان العاصمة الأفغانية، يجري قادتهم مفاوضات مع الرئيس أشرف غني وكبار المسؤولين في الدولة لتسليم كابل، والانخراط في عملية نقل سلمي للسلطة.
من جهته ، قال حلف شمال الأطلسي “الناتو”، اليوم الأحد ، إنه سيحتفظ بالوجود الدبلوماسي الخاص به بالعاصمة الأفغانية، كابل، على الرغم من تقدم حركة “طالبان”.
وأشار مسؤول بالناتو لوكالة “رويترز” إن حلف شمال الأطلسي يحافظ على وجوده الدبلوماسي في كابل ويساعد في استمرار تشغيل مطار المدينة، بينما دخل مقاتلو طالبان العاصمة الأفغانية.
وتابع بقوله “إن أمن أفرادنا أمر بالغ الأهمية، ونحن نواصل التكيف حسب الضرورة. نحن ندعم الجهود الأفغانية لإيجاد حل سياسي للصراع، الذي أصبح الآن أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.”
يشار إلى أن حركة طالبان (المحظورة في روسيا) سيطرت على معظم المدن الكبرى ذات الأهمية الاستراتيجية، وتواصل تقدمها في ظل تراجع القوات الحكومية أمامها على كافة الجبهات.
وبالأمس نقلت شبكة “سي إن إن”، عن مصدر دبلوماسي أن أحد التقييمات الاستخباراتية يشير إلى أن كابل قد تصبح معزولة من قبل “طالبان” في غضون أسبوع وربما خلال الـ 72 ساعة القادمة.
وقال عضو مجلس إقليمي محلي، إن الحركة سيطرت أمس السبت على مدينة بل علم الأفغانية، التي تبعد حوالي 70 كيلومترا عن العاصمة كابل.
وكانت مصادر في الجيش الأمريكي قد قدرت أن كابل يمكن أن تتعرض لهجوم المتمردين في غضون 30 يوما وأن حركة طالبان قد تجتاح بقية البلاد في غضون بضعة أشهر، إلا أن مسلحي الحركة سيطروا خلال أيام فقط على جزء كبير من شمال وغرب البلاد.
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين قوات الأمن الأفغانية ومسلحي حركة “طالبان”، تزامنا مع بدء انسحاب القوات الأمريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مطلع مايو/ أيار الماضي، والمقرر اكتماله بحلول 11 سبتمبر/ أيلول المقبل.