الاستمرار في مواجهة العدوان بجدية، وعلى كافة المستويات، والمضي في تطهير مؤسسات الدولة من العملاء والمدسوسين، موجهات رئيسة أكد عليها قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه بمناسبة رأس السنة الهجرية.
خصص قائد الثورة المحور الثالث من خطابه للحديث عن الشأن المحلي، وما آل إليه الوضع في اليمن في ظل استمرار العدوان والحصار الأمريكي- السعودي.
اعتبر قائد الثورة الإصرار على مواجهة العدو والدفاع عن اليمن مسألة مبادئ، طالما وأن العدوان والحصار مستمران على البلد، وهذا لا يعني أن اليمنيين هواة حرب بل إنهم يرحبون بأي حل أو توجّه يفضي إلى وقف العدوان والحصار، وإنهاء الملف الإنساني والاقتصادي، وعدم التدخل في شؤون اليمن.
ونبّه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في هذا السياق، إلى أهمية التسلح بالوعي في كافة المستويات، لأن الأعداء مستمرون في عدوانهم في كل المجالات، ما يحتّم على الجميع المضي قدماً والتركيز على كل تفاصيل المعركة.
وأشار إلى أهمية تعزيز الجبهتين الإعلامية والسياسية لتقومان بدورهما في كشف مخططات العدوان وحملاته التضليلية إلى جانب الاستمرار في المواجهة على المستويات الأمنية والعسكرية والاقتصادية، وكذلك الاجتماعية، والثقافية والفكرية.
وحذّر من الوقوع في مؤامرات الأعداء والشتات، من خلال ما يتم بثه في وسائل الإعلام التابعة للعدو، التي قد تدفع البعض للتركيز على قضايا ثانوية ومشاكل ثانية، مقابل إغفال القضايا الجوهرية والأهم.
في المجال العسكري، دعا قائد الثورة إلى الاستمرار في رفد الجبهات، وأن يكون هناك نشاط في عملية التحشيد، وفي تطوير الأداء العسكري بشكلٍ مستمر.
ولفت إلى تعزيز الأداء لإفشال مؤامرات الأعداء على المستوى الأمني، مثلما تم إفشال الكثير من مؤامراتهم الرامية لتنفيذ الاغتيالات والتفجيرات في الفترة الماضية بجهود الجهات الأمنية.
واعتبر مواجهة التحديات والحرب الاقتصادية معركة الجميع، على المستوى الشعبي، وكذلك الحكومة بمؤسساتها المختلفة، ووفقا لخطط ومسارات تشمل كل المجالات.
في الجانب الاجتماعي، حذر قائد الثورة من مساعي العدو لإثارة المشاكل بين أبناء المجتمع، وتفريق صفهم، وتغذية النزاعات فيما بينهم، إما قبليا أو مناطقيا، ما يستوجب أن يكون هناك نشاط على المستوى الاجتماعي، للحفاظ على السلم الأهلي، وتعزيز الجهود باتجاه المعركة الأهم.
ووصف معركة التصدي للأعداء على المستوى الثقافي والفكري بالمهمة جدا، من خلال العناية بالجانب الثقافي، والمجال التعليمي، وعدم الاكتراث بالحملات الإعلامية للعدو.
ركز السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه أيضا، على أهمية الوعي وتحمل المسئولية في مواجهة العدوان بنفس القوة والثبات والعزم، وبالتوكل على الله والاعتماد عليه.. محذرا في الوقت ذاته من الضعف أو الاستسلام لما له من خسارة في الحاضر والمستقبل وكلفة كبيرة في كل المستويات.
وتحدث عن مفهوم السلام على الطريقة الأمريكية والإسرائيلية، الذي يريده العدوان للشعب اليمني، والذي يعني محتواه الاستسلام، والقبول بالاستباحة الدائمة، واحتلال الأرض، والبقاء تحت الحصار والتهديد، وهذا غير مقبول بالنسبة للشعب اليمني.
وحثّ مؤسسات الدولة على اتخاذ خطوات حاسمة لتطهير نفسها من المدسوسين والخونة، الذين يعملون لصالح الأعداء، ويسعون إلى إعاقة كل جهد حقيقي لخدمة الشعب .. واصفا الإجراءات التي اتخذها البرلمان في هذا السياق ب “الخطوة الحرة والشجاعة”.
السيد القائد كشف عن مبادرة سلمتها صنعاء لوفد الوساطة العماني، أثناء زيارته لصنعاء في يوليو الماضي، حول متطلبات السلام في اليمن.
وفي هذا الاتجاه، خاطب السيد القائد دول العدوان والمرتزقة وكافة الأطراف الأممية والدولية الوسيطة بأن عليهم أن يثبتوا جديتهم في السلام، من خلال البدء بمعالجة الملفين الاقتصادي والإنساني، وإزالة الضرر الذي لحق بملايين اليمنيين، نتيجة الحرب العدوانية الشاملة، قبل الخوض في أي تفاصيل أخرى.
يرى قائد الثورة أن الحديث عن أي توافقات سياسية، في وقت يعاني الشعب اليمني من الفقر والأوبئة وانقطاع الرواتب وانهيار الأوضاع المعيشية والإنسانية، إنما هو مضيعة للوقت، ولا يخدم سوى الأطراف المعتدية على اليمن، والمتسببة في استجلاب العدوان، وتدمير البلد.
ولفت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إلى الدور الأمريكي والبريطاني الرئيس في إدارة الحرب الاقتصادية وتشديد الحصار على اليمن، امتداداً لمخططاتهم الهادفة لإشعال الحروب وتأجيج الصراع في المنطقة العربية، ولكي لا تقوم للشعوب العربية والإسلامية قائمة.
وأكد أن الطرف الأمريكي هو من يقف وراء معاناة الشعب اليمني والحصار المفروض على إمدادات الغذاء والدواء والوقود، وغيرها من الإجراءات التعسفية، وأوجه الحرب الممنهجة التي كانت ولازالت تضرب في عمق الاقتصاد اليمني، حصارا وتدميرا، وتستهدف كل اليمنيين شمالاً وجنوبا.
واعتبر سيطرة العدو على المنافذ والموانئ، والثروات، ومنعهم وصول المشتقات النفطية، والمواد الغذائية والطبية، وكل احتياجات المواطن، استهدافا شاملا للشعب اليمني بأكمله، وليس لفصيل أو مكون بعينه، بل إن ذلك يؤكد الأهداف الحقيقية للعدوان على اليمن.
وأوضح بهذا الخصوص أن فشل العدوان الأمريكي – السعودي في تحقيق أهدافه الخبيثة، المتمثلة في احتلال اليمن وإخضاعه والسيطرة على كل ما فيه من ثروات بعد قرابة سبعة أعوام، دفعه لتشديد الحصار والتركيز على الحرب الاقتصادية وكل ما يتعلق بمعيشة المواطنين.
لم يعد خافيا ضلوع الجانب الأمريكي في تدمير العملة اليمنية والبنك المركزي، وتمكين المرتزقة من طباعة وتزوير العملة بكميات كبيرة، أفقدت الريال اليمني أكثر من ثلاثة أرباع قيمته الشرائية، وغير ذلك من الأساليب التي لجأت إليها لفرض العقاب الجماعي على الشعب اليمني، التي كان آخرها مضاعفة زيادة الرسوم الجمركية على السلع والمنتجات المستوردة.
لم يغفل الخطاب ما تتعرض له ثروات البلاد من نهب وعبث على أيدي قوات تحالف العدوان وكبار المرتزقة، وفي مقدمتها نفط وغاز مارب وشبوة وحضرموت، دون أن يستفيد منها الشعب اليمني شماله وجنوبه وشرقه وغربه، كونها لا تسخر في دفع الرواتب وتوفير الخدمات الضرورية للمواطنين.
سبأ