الوحدة نيوز/ أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن ذكرى الهجرة النبوية، تحمل الكثير من الدروس والدلالات وتعد من المناسبات التي يعتز بها أبناء الشعب اليمني.
وأشار رئيس الوزراء في الفعالية التي نظمتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء اليوم، احتفاءً بذكرى الهجرة النبوية الشريفة على صاحبها وآله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم، إلى أن هذا الحدث كان فارقاً بين قرية وقف أهلها في وجه الدعوة الاسلامية في مهدها وبين مدينة وقف أهلها من الأوس والخزرج مع الدعوة وناصروها بمختلف الوسائل.
وهنأ قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير مهدي المشاط وأعضاء المجلس وأبناء الشعب اليمني والأمة الاسلامية بهذه المناسبة الدينية المهمة في حياة الأمة.
وأوضح أن اليمنيين يُحيون هذه المناسبة منذ القدم وجعلوها محطة للتوعية والتذكير بأهدافها ومعانيها وغاياتها الكبيرة .. لافتاً إلى أن التاريخ الهجري سيكون حاضراً في المذكرات والمعاملات الرسمية للحكومة ومختلف الجهات التابعة لها ابتداءً من هذا العام.
كما أكد الدكتور بن حبتور أن الالتزام بالتاريخ الميلادي ونسيان التاريخ الهجري أمر ينبغي تصحيحه .. منوهاً بأدوار اليمنيين الكبيرة والمبكرة في حمل راية الدين الاسلامي وقيمه المثلى إلى أصقاع الأرض.
وتطرق إلى الموجهات التي تضمنها خطاب قائد الثورة بهذه المناسبة .. مبيناً أن حكومة الإنقاذ تعمل عليها في مهامها اليومية وتترجمها عملياً على الواقع.
وذكر أن ثبات الأمة اليمنية وصمودها الأسطوري ووقوفها المشرف في وجه التطبيع من المواقف التي يُعتز بها .. وقال” هذا الصمود والثبات كان استثنائيًا وأمراً صعباً على الأعداء الذين لم يتوقعوا هذا الصبر بعد أن عمدوا على قتل شعبنا وحصاره وإحداث معاناته الكبيرة”.
وأضاف “إن كل القيادات التي عملت في فترة العدوان يستحقون الثناء والتقدير وكذلك كل موظف وعامل صمد في عمله وموقعه أكان مدنياً أو عسكرياً أو أمنياً “.
وشدد رئيس الوزراء على أن جميع أبناء الشعب اليمني الحر مشاركون في تحقيق هذا الانتصار الضخم، إضافة إلى حققه الجيش واللجان الشعبية والأمن من بطولات في كافة الجبهات.
وعبر عن الشكر للأمانة العامة لمجلس الوزراء على تنظيم الفعالية وكل من حضر وشارك فيها.
وكان نائب رئيس مجلس النواب عبدالسلام هشول، توجه في بداية كلمته بالشكر والتقدير لرئيس الوزراء على اهتمامه ورعايته لاحتفالية ذكرى الهجرة النبوية.
وأشار إلى أن ذكرى الهجرة النبوية، مناسبة عزيزة على الجميع، نقلت الأمة إلى النور وطريق الهداية .. داعيا إلى استلهام الدروس والعبر للاستفادة منها في واقع الحياة لما لها من تأثيرات روحانية على طريق الهدى والخير للبشرية.
ولفت هشول إلى أن أعداء الأمة يعملون جاهدين على استبعاد هذه الذكرى بمبررات واهية .. وقال” نراهم اليوم يتمسكون بإحياء مناسبات خاصة بالمجتمعات الغربية، لا تمت لديننا الاسلامي الحنيف بأي صلة، ويتجاهلون الاحتفاء بمولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وهجرته الشريفة”.
وأضاف “تمثل لنا هذه الذكرى مصدر فخر واعتزاز، كما نعتز بأننا من أحفاد الأنصار وأبناء الأوس والخزرج الذي ناصروا الدعوة ورسولها في أدق فتراتها”.
واعتبر نائب رئيس مجلس النواب، هذه المناسبات محطات لتوحيد الصف الوطني لمواجهة العدوان وأدواته وكل أعداء الوطن .. مؤكداً أن الوحدة وتقوية النسيج الاجتماعي تصب في الصالح العام للجميع وتجسد التأسي بالقدوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، التي يحث عليها قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي.
وطالب الجميع بالعمل بالموجهات القيمة التي يطرحها قائد الثورة في خطاباته وترجمتها سلوكيا في الحياة اليومية.
وفي الفعالية التي حضرها نائب رئيس مجلس الشورى عبده الجندي ونواب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي والرؤية الوطنية محمود الجنيد، وأعضاء من مجالس الوزراء والنواب والشورى، أشار وزير الدولة نبيه أبو نشطان إلى مراحل الدعوة الإسلامية وما تعرض له الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من أذى من قبل المشركين.
وأكد أهمية الاستفادة من دروس وعبر هذه المناسبة التي مثلت نقطة تحول في حياة المسلمين ونقلتهم من مرحلة الضعف إلى مرحلة القوة وتأسيس الدولة الاسلامية .. مشيراً إلى ضرورة تعزيز عرى الأخوة والتلاحم، لتعزيز استقرار المجتمع.
بدورهم تحدث مستشار المجلس السياسي الأعلى عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد الشيخ محمد طاهر أنعم ووكيل وزارة الإرشاد وشئون الحج والعمرة الشيخ صالح الخولاني ومفتي محافظة تعز العلامة علوي سهل بن عقيل، عن الأبعاد الدينية للهجرة النبوية ودلالتها وأثرها في مسار الدعوة الاسلامية.
حيث أوضح أنعم أن الهجرة النبوية حدث عظيم وجليل وكانت هجرة القلب والمشاعر وترك المكان المألوف والمحبب والانصياع للأمر الإلهي .. وقال ” نبينا هاجر وكانت هجرته سنة وعلينا كمسلمين أن نهجر الذنب والمعصية ونتوب إلى الله تعالى وأن نهجر التخلف إلى النهضة والفساد إلى الصلاح والإخلاص في أعمالنا وحياتنا “.
وذكر أن المجتمع اليمني اليوم يهاجر من الوصاية والهيمنة التي كبلته عقوداً من الزمان إلى الحرية و العزة والكرامة.
فيما بين الشيخ الخولاني أن من دروس هذه المناسبة، أن النصر والتمكين هو من الله وحده مهما حاول الأعداء أو جمعوا من عدة وعتاد لوأد أيما مشروع حق .. مشيراً بهذا الخصوص إلى أن الشعب اليمني المتمسك بحبل الله، أفشل حلفاً دولياً مدججاً بأسلحة وإمكانيات كبيرة.
من جانبه أكد العلامة بن سهيل، أن تحقيق الأهداف السامية والعظيمة لا تأتي إلا بتضحيات جسيمة .. لافتاً إلى المحاولات المستمرة لمشركي قريش لوأد الدعوة الاسلامية وكيف تصدى لها الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بصلابة وثبات.
وأوضح أن الرسول الكريم الذي أوجد دولة من العدم، سادت العالم بعدلها ونهجها القويم، علم الأمة كيف تنشئ دولة ذات قيم ومبادئ عظيمة .. مؤكداً أن عزة الأمة لن تتحقق إلا بإتباعها للإسلام وتعاليمه الربانية قولاً وعملاً.
وقال “نقول للعالم أننا أمة تتمسك بدينها وفي نهجها وتعتز بمناسباتها ومنها هذه المناسبة التي مثلت علامة فارقة في مسار التاريخ الإنساني”.
تخللت الاحتفالية قصيدة للشاعر معاذ الجنيد، عبرت عن المناسبة وأهميتها في حياة الأمة ومكانة صاحبها صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في قلوب ووجدان اليمنيين، إضافة إلى فقرة إنشادية بعنوان “شعّ الهدى” لفرقة الإنشاد التابعة لوزارة الإرشاد.
حضر الاحتفالية عدد من وكلاء الوزارات والمسئولين في الجهات ذات العلاقة.