ممارسة الإبداع أو تجريبه لا تعني بالضرورة التغريب الحاد أو البذاءة المفرطة، ولا التنكر الفاحش للمقدس، ولا هي أيضا المغايرة للمغايرة ولفت الأنظار فحسب، ولا تعني بحال ركوب صهوة الغرور الأجوف العصابي دون امتلاء، ولا اجترار للهذيانات المغرقة في سرياليتها، ولا هي استعراض لعلل النفس المحبطة المفرغة من المعنى النائية عن رسالة أو فكرة.
الإبداع الحقيقي ذروة امتياز الإنسان وتساميه، وهو اختراق للمألوف نعم، لكنه اختراق مؤسس يغامر برقي، ويشرد برؤية، ليخلق مألوفة الخاص في فضاء متجاوز فخم، يسمو ويؤثر ليرتقي بالروح والشعور والمعنى في سماوات علا..
الرتابة عقم وعجز أيضا، كما ان الانحطاط اللفظي أو التقعر التصويري المنفر ليس من الفن في شيء، وإن تصور مرتكبوه أنهم على شيء!
فرفقا يا أحبتنا المشتغلون بالتصدع والصداع فحسب رفقا، فلا إبداع دون حلم أبيض أو مشرط محفز ينشد الحياة، أو غوص في عمق الإنسان الثر العبقري، ورفقا بأرواح ظامئة للمعنى وعقول وأذواق تنشد الخلاص أو لذة البوح، وتخفيفا من غيابات الإسفاف الممل والانغماس الموغل في قارعة الهذيان البعيد والمسكون بالوحشة والفراغ.
من صفحته بـ “فيسبوك”