عادل عبد الإله العصار
كانت القمرية وما تزال قمرا أسكنه اليمنيون نوافذهم وجوهرة تتزين بها منازلهم وميراثا يتوارثونه جيلا بعد جيل حتى تخلدت وأصبحت الأثر التاريخي الذي لم يبلى منذ آلاف السنين.
القمرية كرمزٍ فريدٍ من رموز الفن المعماري الأصيل وهوية وبصمة خاصة ينفرد بها المعمار اليمني، اشتقت تسميتها من اسم القمر سواء من خلال الشكل الهندسي الدائري (قديما) أو من خلال لون الضوء الذي ينبعث وينساب عبرها إلى داخل الغرف أو إلى الخارج من الغرف المضاءة ليلا والتي تتحول نوافذها إلى أقمارٍ مضيئة تسكن جدران المنازل.
قديما كانت القمرية تصنع من المرمر أو الرخام الأبيض الطبيعي أو ما يسمى بـ #الرخام_القمري والذي يتم تقطيعه بالمنشار (كما في الصورة) وصقله حتى يصبح ألواحا شفافة بسماكة (1سم) ثم يتم قصها لتتناسب مع أغراض ومقاسات النوافذ إما بشكل دائري وهو النموذج المعتمد قديما أو نصف دائري بقاعدة مستطيلة قليلا وهو الشكل الذي استقر عليه شكل القمرية حديثا.
احتفظت القمرية -أو بالأصح منحوتة اليمنيين- بشكلها ومادة صناعتها (الرخام القمري) عصورا طويلة، لكنها خلال الـ150 عام الأخيرة شهدت تطورا وتغييرا كبيرا، بدأ بإحلال ألواح ما يسمى بـ #الزجاج_المشجر بدلا عن ألواح المرمر والرخام.. تلا ذلك ادخال مادة الجص والذي بدأ استخدامه كإطار مقسم لثلاثة أو أربعة أقسام تضم ألواحا زجاجية وانتهى بتحول القمرية إلى منحوتة وجوهرة متعددة الألوان يتزين بها المعمار اليمني.
