اثار فوز رياضي ايراني ينتمي للحرس الثوري بميدالية ذهبية في أولمبياد طوكيو ضجة كبيرة، معرضة اللجنة الأولمبية الدولية لانتقادات، فيما دعت اللجنة الى ارسال الدليل.
وكان الإيراني “جواد فروغي”، الممرض العامل في أحد المستشفيات التي يديرها الحرس الثوري الإيراني، فاز، السبت، بذهبية مسدس الهواء المضغوط 10 م في دورة طوكيو 2020، مانحا بلاده ميدالية أولمبية “تاريخية” في هذه المسابقة.
وأعرب الرامي الكوري الجنوبي جين جونغ أوه، الحاصل على ست ميداليات أولمبية، عن خيبة أمله لمنح فروغي الميدالية الذهبية.
وقال جونغ أوه في تصريحات أوردتها صحيفة”كوريا تايمز“إن هذا يعتبر “محض هراء”، مضيفا “كيف يمكن لإرهابي أن يفوز بالمركز الأول في الأولمبياد؟ هذا هو الشيء الأكثر تفاهة وسخافة”، على حد تعبيره.
وجاءت تصريحات الرامي الكوري الجنوبي بعد أن أصدرت منظمة حقوق إنسان رياضية إيرانية بيانا عقب فوز فروغي، اعتبرت فيه منح ميدالية ذهبية أولمبية لفروغي بأنه “ليس فقط كارثة للرياضة الإيرانية، ولكن أيضا للمجتمع الدولي، وخاصة سمعة اللجنة الأولمبية الدولية”.
ودعت المنظمة إلى إجراء “تحقيق فوري من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، وتعليق الميدالية إلى أن يتم الانتهاء من التحقيقات”.
في المقابل، قالت اللجنة الأولمبية الدولية في تصريح، إن “الرياضيين الذين يترشحون للأولمبياد بناء على المعايير الرياضية الحالية للاتحادات الدولية واللجنة الأولمبية الدولية يمكنهم المنافسة في حال تم اختيارهم من قبل اللجان الأولمبية في بلدانهم”.
وأضافت، أن “هناك العديد من الرياضيين من عدة لجان أولمبية حول العالم، أعضاء في القوات المسلحة لدولهم”.
ودعت اللجنة الأولمبية الدولية النشطاء لإظهار أي دليل على أن الرياضي الإيراني الحاصل على الميدالية الذهبية هو عضو في الحرس الثوري”.
وقال المتحدث باسم اللجنة الأولمبية مارك آدامز في تصريح أورده موقع صحيفة “The Republic” إن “اللجنة الأولمبية “تشجع أي شخص يمتلك الدليل على إرساله لنا”.
وكانت عدة صحف إيرانية احتفت بفوز فروغي، الذي ظهر وهو يؤدي التحية العسكرية خلال عزف النشيد الوطني الإيراني بعد تقليده ميداليته.
وكتبت صحيفة “إيران” الحكومية، إن “فروغي كتب التاريخ برمية من ذهب”، مشيرة إلى أنها المرة الأولى تحرز فيها الجمهورية الإسلامية ميدالية في هذه المسابقة خلال الألعاب الأولمبية.
وأشادت بـ”ميدالية غير منتظرة ولم يتوقعها كثيرون، لممرض من الحرس (الثوري) هو في الوقت ذاته مدافع عن الصحة، ومدافع (عن) حرم”.
وتستخدم عبارة “مدافع حرم” في إيران، للإشارة إلى الذين أدوا مهام لصالحها في سوريا والعراق، البلدين اللذين يضمان مراقد شيعية مقدسة عدة، وساندتهما طهران خلال نزاعات الأعوام الماضية، لا سيما في مواجهة التنظيمات المسلحة.
وتصنف الولايات المتحدة منذ عام 2019 الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وهي المرة الأولى التي تصنف فيها واشنطن رسميا جيش دولة أخرى جماعة إرهابية.
وتأسس الحرس الثوري عام 1979 لحماية النظام الديني الحاكم، وهو أقوى منظمة أمنية إيرانية ويسيطر على قطاعات كبيرة من اقتصاد الجمهورية الإسلامية والقوات المسلحة ولديه تأثير هائل على نظامها السياسي.
وفي مطلع ايار الماضي، تحدث فروغي في حوار مع قناة “سلامت” الصحية التابعة للقنوات الرسمية الإيرانية، عن تطوعه للعمل في “مستشفيات ميدانية” أقيمت في مناطق نزاع في سوريا، خصوصا خان طومان وتدمر.
وبعيد فوزه السبت، بث التلفزيون الرسمي تقريرا مباشرا من مستشفى بقية الله الذي يديره الحرس الثوري في طهران، وعبر زملاء لفروغي عن فرحتهم بـ”فوز أول ممرض” إيراني يشارك في الألعاب.
وتلقى فروغي تهنئة القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي الذي أبدى “افتخاره” بما حقق الرامي الإيراني، كما وأجرى الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي الذي يتولى منصبه رسميا مطلع أب، اتصالا بفروغي لتهنئته على ميداليته الذهبية.