لم يُتّهم معاذ العلوي قط بارتكاب أي جريمة لكنه مع ذلك أمضى أكثر من 19 عاما في معسكر الاعتقال العسكري الأميركي في غوانتانامو بكوبا. وفي فيلم وثائقي قصير جديد، يتحدث العلوي عن أعماله الفنية الإبداعية وأهمية منحه فرصة مشاركتها مع العالم.
وفي تقريرهما الذي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، قالت الكاتبتان دارا كيل وفينا راو إنهما صادفتا أعمال معاذ العلوي الفنية أول مرة عندما سمعتا عن معرض في كلية جون جاي للعدالة الجنائية بعنوان “قصيدة للبحر”، عرض أعمالا أنجزها معتقلون حاليون وسابقون في غوانتانامو. وعندما شاهدتا نموذج سفن معاذ العلوي، ذُهلتا بمدى دقتها وجمالها الخلاّب لا سيما بالنظر إلى محدودية المواد المتاحة داخل السجن.
قضى العلوي نحو نصف حياته في السجن، ويقول إن أعماله الفنية كانت تجعله ينسى حقيقة أنه لا يزال مسجونا.
وكان العلوي يعتمد إلى حد كبير على المواد المتاحة في السجن، وفي كثير من الأحيان كان يطلب من زملائه الآخرين وحتى الحراس أشياء مختلفة يمكنه تحويلها إلى عناصر فنية.
وقال العلوي إنه كان يعمل أحيانا يومين متواصلين دون نوم، مصمما على المضي قدما في تحقيق رؤيته.
قضى العلوي نحو نصف حياته في السجن، ويقول إن أعماله الفنية كانت تجعله ينسى حقيقة أنه لا يزال مسجونًا.
وفي أعقاب افتتاح المعرض في كلية جون جاي، منع البنتاغون الأعمال الفنية التي صنعها السجناء من مغادرة خليج غوانتانامو. وتقول الكاتبتان إن حقيقة أن العلوي لم يعد مسموحًا له بمشاركة أعماله مع العالم الخارجي كانت سببًا في إصدارهما هذا الفيلم، وباعتبارهما من صانعي الأفلام الوثائقية المستقلين، فإنهما تؤمنان بأن قوة عملهما تتحقق بالكامل فقط عندما تتمكنان من مشاركته مع الجمهور.
ويصادف العام المقبل الذكرى الـ20 لافتتاح السجن، وسيكون العلوي بذلك قد أكمل عامه الـ20 هناك أيضا. وبإنتاج هذا الفيلم، برز العلوي باعتباره أحد المتعاونين الفنيين، على الرغم من أنه لم يُسمح لهما مطلقا بلقائه أو التحدث معه مباشرة.