د. عبد العزيز المقالح
كنتُ في شغفٍ أترقبها أن تجيءَ
-قصيدةُ عمري-
على شفقِ اللاّزورد
وساعةَ فاجأْتِني بحضوركِ
أدركتُ أنكِ أنتِ التي
انتظر القلبُ،
أنكِ أنتِ.. القصيدةْ.
* * *
جسدٌ دافئٌ كالنهار
وعينان صافيتان
تضيئان ليلَ الزمان
وليلَ المكان،
وفي لحظةٍ تكتبان على صفحةِ الروح
أَوَّلَ فصلٍ
لقصةِ حبٍ فريدةْ.
* * *
في ربيعٍ من العمر -عمريَ-
آليت ألاّ أحب،
وأن أترك القلب أبيضَ
يأخذه الشعر مني بعيداً
يطوف به في فضاءاتهِ الساحرات
ويلقي به خالياً
في الفيافي البعيدةْ.
* * *
وانتظرتُ، انتظرت
جلستُ بعينيينِ ذاويتينِ
على حافةِ العمر أَطلبها،
خاب حُلمُ انتظاري
كما خاب حُلمُ كثيرٍ من الشعراءِ
الذين على بُعْدِ فاصلةٍ من سماواتها
لمحوا طيفَها في الغيوم الشريدةْ.
* * *
ضاع عمري سدى
قبلها،
وتناثَر في كلماتٍ
على ورقٍ شاحبٍ
وكأضغاث أحلامٍ انكسرتْ لغتي
ونداءاتُ روحي
على صخرةٍ من وعودٍ بليدةْ.
* * *
فجأةً مثلما نجمةُ الصبح
شعشع في جسدي نورُها
وتلقّفها القلب في شغفٍ،
لم أكن أبداً أنا من صاغها،
إنه الله سبحانه
صاغها جسداً فاتناً
تنتشي في ربيعِ صباهُ مرايا جديدةْ.
* * *
قلت إن الذي كتب الأرضَ
والشمسَ والبحرَ
كان الذي كتب الجسدَ الباذخَ المتمرد
وهو الذي صاغ أشكالَ فتنتهِ
ثم قال له: كن
فكان كما شاء سبحانَه
امرأة وقصيدةْ.
——————————-
23 مايو 1990م.
* من ديوان (كتاب الحب)