أمل باحكيم
منذ القدم واليمن محطة للأطماع بسبب ما تحظى به من موقع استراتيجي في قلب العالم وبما تحمله أرضها من ثروات من معادن ونفط واسماك وزراعة وغيرها …
ان الحرب على اليمن لم يكن من اجل الدفاع عن شعبها كما يدعي تحالف العدوان بقيادة السعودية والإمارات بل من اجل التحكم في المواقع المهمة في اليمن والسيطرة عليها.
فقد قامت الإمارات وحليفتها اسرائيل بسيطرة على جزيرة ميون وبداءات في بناء قاعدتها العسكرية منذ بداية 2016 ” أي بعد عام فقط من عدوانها على اليمن ” ثم أعلنت انسحابها من العدوان ليس حبا في اليمن ولا لإحساسها بظلم ولكن من اجل أن تضع خيوطها العنكبوتية وتتحكم بجزيرة ميون بشكل كامل .
فقد أظهرت الأقمار الصناعية في 22 فبراير” أن الإمارات أنشأت مدرجاً للطائرات العسكرية و مبانٍ عسكرية وثلاث حظائر للطائرات في الجزيرة”.
ما أهداف الإمارات من السيطرة على جزيرة ميون؟
- التحكم في باب المندب وقناة السويس ( من يتحكم في هذه الجزيرة يتحكم في الملاحة في قناة السويس، التي تمر عبرها ممرات الطاقة والشحن التجاري العالمي).
- التعاون الإسرائيلي الإماراتي في مسألة إيجاد منافسين أو بدائل لقناة السويس.
- الطموحات الإستراتيجية الإماراتية (حيث ترى الإمارات نفسها إمبراطورية بحرية ويجب عليها ان تسيطر على الموانئ الرئيسية وطرق التجارة البحرية في المنطقة).
- تأييد الإمارات لأثيوبيا لسد النهضة (يهدف إلى إيجاد منافسين أو بدائل لقناة السويس).
- تستطيع الإمارات من هذه الجزيرة تشكيل تهديد للنفوذ التركي المتصاعد في الصومال.
- بناء قاعدة جوية ثانية في أثيوبيا إلى جانب القاعدة الجوية في جزيرة ميون (الأمر الذي يجعلها تسيطر بشكل كامل على طرق التجارة في باب المندب وقناة السويس).
- مشروع خط أنابيب “إيلات-عسقلان” بين الإمارات وإسرائيل (الذي يمكن أن يقلل حركة المرور عبر قناة السويس بنسبة تصل إلى 16% بحسب ما قال رئيس هيئة قناة السويس المصرية، أسامة ربيع).
- تعتبر الإمارات نفسها وكيلا للدول الغربية في المنطقة (ترفع الحرج والأثقال عن الغرب).
- تعتبر إسرائيل الإمارات أداة لاختراق المنطقة العربية ليس فقط على الصعيد الدبلوماسي والسياسي وإنما أيضا على الأرض وفي الميدان..
ما أهم ما يميز جزيرة ميون؟
موقع استراتيجي:-
تتتمتع جزيرة ميون بموقع استراتيجي هام في ” البحر الأحمر وخليج عدن، ومقابل جيبوتي وإريتريا” و تسيطر الجزيرة بموجب موقعها على أضيق نقطة عبور في مضيق باب المندب الاستراتيجي للتحكم بطرق التجارة العالمية وكذلك السيطرة على طرق نقل المواد الهيدروكربونات إلى القارة الأوروبية.
تقسيم مضيق باب المندب:-
تقسم جزيرة ميون مضيق باب المندب الى قسمين “المضيق الصغير”: الذي يفصل جزيرة ميون عن منطقة الساحل العربي “المضيق الكبير”: الذي يبلغ عرضه حوالي واحد وعشرين كيلومترًا
قناة السويس:-
تمثل الجزيرة المدخل الجنوبي الوحيد لقناة السويس، كما إن موقع الجزيرة يوثر على الملاحة في قناة السويس.
أنتاج الفحم :-
تعتبر جزيرة ميون محطة لتموين السفن بالفحم لما تمتلكه من مخزون كبير من الفحم ففي عام 1884 تم إنشاء محطة تابعة لشركة” Eastern Lightning Company” التي امدت اسلاكها الى أعماق البحر ثم امتد هذه الاسلاك الى عدن ومن ثم امتدت هذه الاسلاك الى افريقيا, استمرت هذه الشركة بدعم السفن والمؤانى بالفحم حتى عام 1936م ويعود تأسيس شركة الفحم من قبل الهند” من قبل السلطة التجارية التي كانت تسيطر عليها بومباي” تم اصبحت تحت سيطرة لندن.
الصخور: –
جزيرة ميون هي جزيرة بركانية صخرية في مدخل مضيق باب المندب تسمى (بالإنجليزية: Perim) وتعتبر من اهم الجزر اليمنية وتنقسم الى قسمين: المضيق الصغير والمضيق الكبير.
ميناء ومطار الجزيرة:–
تمتلك جزيرة ميون العديد من المؤانى أهمها ميناء ميون بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الخلجان الصغيرة أهمها (ميناء شاند , خليج ليان , جيمس باي , خليج ميري ,خليج فلوس الذي يقع عليه ميناء شاند) .بالاضافة الى ميناء الفنارالذي يعد من أهم المؤانى في الجزيرة المبني فوق حصن قديم له جبليين ” المنهل وميون” حيث يضيء المنطقة كلها بعد ان أدخلت الكهرباء في 1947م.
وفي شمال الجزيرة مطار استراتيجي هام وبهذا تمتلك الجزيرة مقومات السيطرة على مدخل البحر الأحمر الجنوبي
ما علاقتها بقناة السويس؟
موقع جزيرة ميون يجعلها تسيطر بشكل كامل على مضيق باب المندب، الذي يعد طريق التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب، وهو يتكامل بشكل كامل مع قناة السويس، فإذا توقفت الملاحة به توقفت قناة السويس، والعكس صحيح.
ما أهمية باب المندب؟
يستطيع من يتحكم في باب المندب ان يتحكم بشيئان أساسيان هما العمليات العسكرية, وإمكانية التحكم والمراقبة المباشرة لخطوط ومواصلات ممر الملاحة البحرية الدولية الرابط لعبور المياه البحرية لخليج عدن والبحر العربي شرقاً، والبحر الأحمر وحتى قناة السويس غرب
المطامع بالجزيرة :-
- عام 1513 غزا البرتغاليين الجزيرة ولكن لم يبقوا فيها كثير بسبب ” العثمانيين”.
- عام 1738 م احتلت فرنسا جزيرة ميون.
- عام 1799م احتلت الجزيرة شركة الهند الشرقية البريطانية ” لفترة قصيرة تمهيدا لغزوا مصر”.
- عام 1857م احتلتها بريطانيا وربطتها بمستعمرة عدن حيث قامت بريطانيا ببناء فنار في الجزيرة مع افتتاح قناة السويس عام 1869م كمحطة لتمويل السفن بالفحم.
- عام 1916م حاول العثمانيون الاستيلاء عليها لكن فشلوا.
- عام 1967م انضم الجزيرة الى اليمن.
- حاولت إسرائيل في فترة لاحقة في السبعينات، احتلال جزيرة ميون اليمنية الاستراتيجية للسيطرة على باب المندب، لمنع تكرار الحصار الذي تعرضه له خلال حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، لكنها واجهت ردة فعل مصرية فورية تمثلت في “إرسال مدمّرات إلى منطقة بريم لمواجهة أيّ حالة طارئة”.
الجدير بداكرأن جزيرة ميون تتبع إداريا لأحدى العزل التابعة لمديرية ذباب بمحافظة تعز و تبعد عن ميناء عدن 100 ميل بحري وعن جزيرة كمران أحد عشر ميلاً بحرياً، ، وتبلغ مساحتها 13 كم² وترتفع إلى منسوب 65 م ويبلغ تعداد سكانها 221 نسمة (حسب التعداد السكاني في اليمن لعام 2004) والأمر الذي أعاق استيطانها بسبب قلة الخضرة وقلة المياه العذبة وقد سميت الجزيرة بعدد من الاسماء فعند الأجانب عرفت باسم جزيرة بريم واطلق عليها البرتغال اسم جزيرة فيراكروز, اما العرب اطلقوا عليها اسم جزيرة مايون وكانت تعرف بجزيرة بديودورس .