وكالات:
صعدت سلطات الاحتلال، بشكل غير مسبوق عمليات الاعتقالات اليومية في مدينة القدس، سواء الاعتقالات الميدانية، من الأقصى وطرقاته، الشيخ جراح، وباب العامود والشوارع المحاذية له، أو الاعتقالات بعد اقتحام المنازل في كافة البلدات والأحياء في المدينة.
وحسب ما رصد مركز معلومات وادي حلوة-القدس، الذي يوثق الانتهاكات الإسرائيلية، فقد استخدمت قوات الاحتلال “القوة المفرطة” خلال الاعتقالات الميدانية وخلال الاحتجاز داخل مركبات الشرطة، حيث لم يميز الاحتلال باعتقال الفتية والشبان والنساء، وهو ما أدى إلى إصابة العديد من المعتقلين بكسور “اليد، الأنف، ريش الصدر”، إضافة إلى جروح في الوجه والرأس والظهر، ونقل عدة معتقلين من مراكز التحقيق إلى المستشفيات لتلقي العلاج، ومنهم من بقي رهن الاعتقال، ومنهم من أخلي سبيله بشرط العودة للتحقيق بعد العلاج.
677 حالة اعتقال
وحسب المركز، وجهت عدة شبهات للمعتقلين أبرزها “الاشتراك بالمواجهات، إلقاء الحجارة، العلب، المفرقعات، الزجاجات الحارقة، رفع العلم الفلسطيني، التكبير في الأقصى، تمزيق علم إسرائيل، تحطيم كاميرات المراقبة، حرق على خلفية قومية، اعتداء على شرطة، اعتداء على مستوطنين”، وقدمت للعشرات من المعتقلين لوائح اتهام، فيما يقبع بعضهم بالتحقيق، وأفرج عن المئات بشروط وقيود مختلفة، حيث رصد المركز 677 حالة اعتقال من المدينة خلال شهر مايو بينها: 116 قاصرا، منهم حوالي 20 حالة اعتقال لأطفال تتراوح أعمارهم بين 13-14 عاماً، إضافة إلى 32 من الإناث، بينهن 8 قاصرات.
وأضاف المركز أن بين المعتقلين 6 من طلبة المدارس، اعتقلوا خلال توجههم إلى مدارسهم أو بعد انتهاء دوامهم المدرسي في طريق العودة إلى منازلهم، فيما توزعت الاعتقالات الميدانية، بين الأقصى وأبوابه 117 حالة اعتقال، باب العامود والمناطق القريبة منه 138، ومن حي الشيخ جراح بتسجيل 79 حالة اعتقال، كما سجلت مئات حالات الاعتقال من البلدات والأحياء المختلفة.
وضمن سياسة العقاب الجماعي ضد الأسرى والأسرى المحررين، قطعت سلطات الاحتلال حق “التأمين الوطني الصحي” عن 19 فلسطينيا وعائلاتهم، بينهم 3 أسرى في السجن وزوجة أسير فلسطيني، والبقية هم من الأسرى المحررين، الذين تعرضوا على مدار السنوات الماضية للاعتقال والاستدعاءات المتكررة والإبعاد عن الأقصى أو عن مدينة القدس بالكامل أو بمنع دخول الضفة الغربية وحجز على حساباتهم البنكية، حيث فوجئت العائلات بقطع التأمين الصحي لها خلال توجهها للعلاج في المراكز الصحية، دون أي إنذار أو توضيح قانوني.
677 حالة اعتقال وأكثر من 1000 إصابة خلال شهر واحد
كما حولت سلطات الاحتلال خلال أيار الماضي، 11 فلسطينيا للاعتقال الإداري بقرار من وزير الجيش، لفترة تتراوح بين 3-6 أشهر، ومن بينهم أسرى قطع عنهم التأمين الصحي.
الإبعادات
وقال مركز معلومات وادي حلوة إن سلطات الاحتلال صعدت من إصدار قرارات الابعادات خلال شهر أيار الماضي، ورصد مركز المعلومات من خلال طاقم محاميه وحسب ما أوضحوا أن أكثر من 270 قرار إبعاد أصدر شهر مايو منها إبعاد عن “الأقصى أو مدينة القدس أو البلدة القديمة، ومنع دخول الضفة الغربية، أو منع منطقة باب العامود والشوارع المحاذية لها، ولفترات متفاوتة بين أسبوع حتى 6 أشهر، وصدرت القرارات من خلال المحاكم أو تمت بعد ساعات من التحقيق في المراكز المختلفة، خاصة في مركز القشلة في القدس القديمة ومركز شارع صلاح الدين، وأضاف المركز أن سلطات الاحتلال أبعدت العشرات من الشبان والفتيات الذين اعتقلوا من منطقة الشيخ جراح عن الحي، كما أبعدت عددا من الشبان عن مناطق سكناهم “الطور، العيسوية، وجبل المكبر”.
على مدار شهر أيار الماضي، شهد حي الشيخ جراح تواجداً واعتصاماً بشكل يومي، رفضا لقرارات الإخلاء التي تهدد العشرات من السكان بحجة “ملكية اليهود للأرض”، وقوبلت الاعتصامات بقمع قوات الاحتلال بالضرب والقنابل الصوتية ورش الغاز والمياه العادمة والتفريق بفرق الخيالة، وتنفيذ الاعتقالات العشوائية، والإبعادات عن الحي، وصولا إلى إغلاق مداخل الحي بالسواتر والحواجز الشرطية ثم وضع المكعبات الإسمنتية، ومنع الدخول إلا لسكان الحي.
وتصاعدت الأحداث في حي الشيخ جراح بعد تاريخ السادس من الشهر الماضي، بعد أن هاجم عشرات المستوطنين، المواطنين الفلسطينيين بغاز الفلفل والحجارة، حيث اندلعت مواجهات عنيفة داخل الحي، وكذلك لم تهدأ ساحة باب العمود والشوارع المحيطة به، حيث شهد باب العمود المواجهات اليومية بين الشبان والقوات، التي لاحقتهم وحاولت منعهم من الجلوس والتواجد في المنطقة، وخلال قمع القوات للمواجهات استخدمت القنابل بصورة عشوائية متعمدة إلقاءها باتجاه المنازل والأراضي خاصة في بلدة سلوان والشيخ جراح، مما أدى إلى احتراق المركبات والأشجار خاصة في سلوان، كما شهدت كافة بلدات القدس مواجهات ليلية يومية.
إصابات وشهداء
وخلال شهر مايو سجلت مئات الإصابات بين الفلسطينيين، وبحسب الطواقم الطبية المختلفة وخاصة الهلال الأحمر الفلسطيني –الذي أصدر بيانات يومية حول الإصابات في القدس- فتم تسجيل أكثر من 1000 إصابة، نصفها نقلت إلى المستشفيات للعلاج، ووصفت العديد منها بالخطيرة، وتركزت الإصابات في الوجه، الرأس، والصدر، حيث سجلت في يومي السابع والعاشر من شهر مايو أعلى الإصابات، حيث سجلت أكثر من 600 إصابة، وقال مركز معلومات وادي حلوة إن قوات الاحتلال استهدفت الطواقم الصحافية والمسعفين، خلال قيامهم بعملهم في المدينة خاصة في الأقصى، الشيخ جراح، باب العامود، بالضرب ورش المياه العادمة باتجاههم والاعتداء والدفع، وعرقلة وصولهم الى مكان الحدث، إضافة الى اعتقال الصحافيين زينة الحلواني ووهبة مكية من حي الشيخ جراح، وأفرج عنهما بعد 5 أيام من التوقيف بشرط الإبعاد عن الحي، كما اعتقلت مسعفا من الحي مطلع شهر رمضان.
كما لم تسلم احتفالات للمسيحيين بعيد الفصح المجيد من الاعتداءات الإسرائيلية، حيث تم الاعتداء على الرهبان وعلى عدد من الشبان خلال مسيرة سبت النور في البلدة القديمة بالضرب والدفع، خلال محاولتهم الوصول إلى كنيسة القيامة للمشاركة بالطقوس الدينية والاحتفالات الخاصة بالعيد.
ورصد المركز استشهاد الشاب شاهر أبو خديجة يوم 16 مايو، وهو من بلدة كفر عقب، والفتى زهدي الطويل 17 عاماً، من بلدة كفر عقب بتاريخ 24 مايو.
وتصاعدت خلال الشهر الماضي وبشكل ملحوظ اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في المدينة المحتلة، وسجلت عدة إصابات، بسبب استعمال المستوطنين لأسلحتهم وإطلاق الرصاص باتجاه الأهالي في حي الشيخ جراح وسلوان وشعفاط، وقال مركز المعلومات إن الاعتداءات تصاعدت أواخر رمضان وخلال أيام عيد الفطر، فيما سجلت عدة اعتداءات من قبل المستوطنين بالحجارة على المقدسيين عند مدخل العيسوية، والشيخ جراح، سلوان، شارع يافا، بيت حنينا، شعفاط، وأدت إلى إصابة الأهالي بجروح ورضوض، في الثامن عشر من الشهر الماضي، اعتدى المستوطنون بالضرب على عدد من رهبان بطريركية الأرمن في البلدة القديمة، قرب كنيسة القيامة، وأصيب أحد رجال الدين بجروح في عينه.