أية بـلادٍ هـذه
لا تأتيني إلا مصحوبةً
بأنهارٍ من اليباس وسوء الطالع؟
وأيُّ ماضٍ هذا الذي يرفضُ أن يظلّ ماضياً
فكأنّه مصنوعٌ من كوارث لا تصدأ..
وأيُّ شعوبٍ هذه التي تتضرع إلى المتاهات
علّها تنبت ناياتٍ بدل العُصيّ..
٭ ٭ ٭
يضيئني الطينُ، والمجدُ الحزينُ
وذا تأوّهُ الغرينِ الحامي أرى زبَدَهْ
أشـمُّ ذاكرة الأنهـارِ تقرعُ أجـراساً
وتوقـظُ راياتٍ وأوديةً كبرى :
يهيـمُ بها المـاضي الجميلُ،
وطوراً يستبدُّ بها ماضٍ أصمُّ..
لها وقتـانِ
من ذهبٍ، أومن كوارثَ..
بكّاؤونَ أو مَرَدةْ..
٭ ٭ ٭
يا من راهنتَ على أسوأ ما في الماضي :
ها أنت تتعثّرُ بجثثِ ضحاياهُ وجلاديه..
أيها المَفتونُ بما مضى:
هل فكّرْتَ بما يجيءُ به الغد؟
يا من أدمنتَ أفاعي البراري:
عليك بالطوفان ولو مرةً واحدةً..
٭ ٭ ٭
كم قد طغى المـاءُ :
فاضَ الناسُ، وارتبكتْ فُـلْكُ النبـيينَ:
بعضٌ يبتغي جبلاً أو غيمةً..
آخرٌ يختارُ مذبحةً، هل كان أعمىً، أصمَّ ،
ينادي في المتـاهِ على ماضٍ أصَمَّ،
ويُلقي للظلامِ غـدَهْ؟
٭ ٭ ٭
أوروكُ، هـذا غثـاءُ السيلِ
لا حجرٌ ينمو، ولا طيرَ يرتادُ السماءَ..
لكِ الخيارُ :
أرضٌ تعـاني مثلما كرةٌ
أو هذه وردةُ الطوفـانِ متَّـقِـدَةْ..
شاعر عراقي