د. عبد العزيز المقالح*
ماذا أكتُبُ!
صار الحِبرُ دَماً
والماءُ دَماً
والكلماتُ دَماً
والعالَمُ غابَةَ قَتلٍ ومقابرْ
أين أوَاري وَجهِي
أدفِنُ كلماتي
خَجَلًا مِن أطفالكِ يا غزَّة
يا أمَّ الأبطالِ المَنذورين لِتَحريرِ الأرضِ
وقَتلِ الوَحشِ الصّهيونيِّ
الغادر؟
٭ ٭ ٭
أيُّها الحُزنُ..
خُذني بعيداً بعيداً
عن الناسِ
عن أمةٍ تَتخَثَّرُ
في زمنٍ يَتخَثَّرُ
لا شيءَ يُمسِكُ أوصالَها
مِن جُموعِ التَّفسُّخِ
والانحلال.
هل شَياطينُ أمَّتِنا مِن بَنِيها؟
سُؤالٌ أطال الإقامةَ في كلِّ ذاكرةٍ
وانطوى خلفَه ألفُ جُرحٍ
وألفُ سُؤالْ.
٭ ٭ ٭
لا بأسَ بأن يَقتلَنا الأعداءُ
وأن تَمشي دبّاباتُ الغازي
فوق جَماجِمِنا
لكنَّ البأسَ الفاجعَ
أن يَقتلَنا الأهلُ
وأن لا تُخجِلَهم جُثَثُ الأطفالْ..
في أيّ زمانٍ نحيا، نَتآكلُ
وإلى أيّ مكانٍ وَصَلتْ بالأمةِ
حالاتُ الإذلال؟
٭ ٭ ٭
أيّها الحُزنُ خُذني إليها
إلى غزّةَ الدَّمِ والجُوعِ
كي أستَردَّ وُجُودي
وأخرجَ مكتملاً صامداً مثلها
ويُطَهّرُني لهبُ الاشتعالْ.
٭ ٭ ٭
أيّها الحُزنُ خُذني بعيداً
عن اليأسِ
عن أمّةٍ تتباهى رُؤوسُ قياداتها
بالمَزيدِ مِن العارِ
والانحناءِ لأَحذيةِ الاحتلالْ.