وكالات:
قتلت قوات إسرائيلية خاصة الشاب الفلسطيني أحمد جميل فهد، فجر اليوم الثلاثاء ، في الضفة الغربية المحتلة، ليتبيّن لها فيما بعد أنها قتلته بالخطأ، وأنه لم يكن الرجل المطلوب لديها، لتحرم عائلته من الفرح بزفافه الذي كان يجهز له.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدر أمني فلسطيني قوله إن “وحدة إسرائيلية دخلت مخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين (قرب رام الله) لاعتقال أحد المطلوبين، ولكنها قتلت شاباً آخر من أقربائه”.
يبلغ فهد من العمر 24 عاماً، وهو من مخيم الأمعري، وقالت أسرته إن “ضابطاً إسرائيلياً اتصل بالعائلة بعد عميلة القتل، وقال لهم إن أحمد لم يكن المقصود”.
من جانبها، قالت شقيقة فهد، رزان، وهي تقف خلف والدتها التي كانت تحتضن صورة كبيرة له “ماذا سيفيدنا اعتذارهم، هل سيعيد الاعتذار له الحياة؟”، وذكرت عائلة الشاب أنه كان ينوي الزواج بعد 15 يوماً.
وقالت إحدى شهود العيان، وتدعى صابرين أبو لبن: “قتلوه داخل سيارته، وهذا يعني أنهم كانوا يستطيعون اعتقاله، لكن قدموا للقتل وليس للاعتقال”.
كذلك يدور الحديث في المخيم حول أن الوحدة الإسرائيلية الخاصة كانت تستهدف اعتقال محمد أبوعرب، وهو خال القتيل، والمتهم بإطلاق النار باتجاه الجيش الإسرائيلي خلال تظاهرة في رام الله قبل حوالي أسبوع.
أبوعرب قال من جهته للوكالة الفرنسية وهو يشارك في جنازة أحمد: “كنت أنا وأحمد وشباب آخرون في مكان قريب من المخيم، شعرت أن هناك تحركات مشبوهة، طلبت من أحمد أن يأخذ السيارة وأنا سأتبعه في سيارة ثانية”، وأضاف بحزن “لكن للأسف قاموا بقتله”.
وانطلق موكب تشييع أحمد جميل الفهد (23 عاماً)، من أمام مجمع فلسطين الطبي برام الله، تجاه مخيم الأمعري، مسقط رأسه، حيث ألقت عليه عائلته نظرة الوداع الأخيرة، قبل أن تتم الصلاة عليه ويوارى الثرى في مقبرة المخيم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول.
كان شهود عيان من المخيم قد قالوا إن الجيش الإسرائيلي كان يستخدم سيارة مدنية عليها لوحة ترخيص فلسطينية.
من جانبه، أكد مصدر أمني إسرائيلي أنه “خلال محاولة اعتقال نشطاء إرهابيين في رام الله قُتل شخص من الذين كانوا يساعدونهم، على يد قوات خاصة من حرس الحدود الإسرائيلي”، وفق تعبيره وزعمه.
يأتي ذلك بينما بدأت السلطات الإسرائيلية حملة اعتقالات واسعة في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين والوسط العربي داخل إسرائيل، بعد اندلاع مواجهات وأعمال عنف خلال تصعيد استمر 11 يوماً مع حركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة.
في هذا السياق، قال نادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي) في بيان إن “الاحتلال اعتقل، الليلة الماضية، 19 مواطناً من الضفة”، وأوضح أن من بين المعتقلين سيدة وابنتها من مخيم الجلزون شمالي رام الله (وسط)، لافتاً أيضاً إلى أن حملة الاعتقالات طالت كافة محافظات الضفة الغربية، بما فيها القدس.
يُشار إلى أن إسرائيل تعتقل نحو 4400 فلسطيني، بينهم 39 سيدة، ونحو 155 طفلاً، وقرابة 350 معتقلاً إدارياً، حسب مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.