أطلقت “مؤسسة بيسمنت الثقافية” في صنعاء في كانون الأول/ ديسمبر 2020 مشروعاً بعنوان “مجداف”، يستند إلى إبراز العلاقة بين الفن المعاصر والتراث، حيث اختارت مجموعة من الفنانين التشكيليين والموسيقيين من أجل إنتاج أعمال فنية خاصة باليمن بأفكار خارجة عن المألوف.
في أول نتاجات المشروع الذي يدعمه “صندوق اليونسكو ضمن مبادرة “النقد مقابل العمل” ووكالة سميبس، أقامت المؤسسة معرضها الفني الأول في الحادي والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي تحت عنوان “بين التكرار والاختلاف.. محاولات لعصرنة التراث” بمشاركة ستّة عشر فناناً وفنانةً تنوعت أعمالهم بين الموسيقى، والتصوير، وإعادة التدوير، والنحت، والكولاج، والرسم على الكانفس، والرسم على الزجاج، والحياكة والرسم الإلكتروني.
يتواصل المشروع من خلال عرض أعمال تقدّم العناصر التراثية المختلفة، مثل العمارة اليمنية، والأزياء والملبوسات التراثية، والأساطير والأغاني القديمة، والحروف المسندية على منصّات “بيسمنت” الإلكترونية، كذلك يُعرَض فيلم قصير عن مراحل المشروع وأهم المشاركات فيه.
من بين المشاركات عمل بعنوان “بالقرنين” للفنان التشكيلي أدهم الزكري، الذي رسَم ستّ طبقات على ألواح أكريليك لملكين من ملوك اليمن القديم، هما الملكة بلقيس، والملك ذو القرنين، وقام بتركيبها بشكل ثلاثي الأبعاد، و”صبرية” للفنانة آلاء عارف الحبيب، وهو عبارة عن رسم الزي الصبري الحدناني بالحياكة، من خلال الرسم وحياكة قطعة قماشية وتفريغها على الخشب.
ويُعرض أيضاً “أوام” للفنان التشكيلي أحمد الصايدي الذي يجسد رسماً لتمثال الملكة شوف السبئية التي دافعت عن شقيقها، ما توثّقها حكاية على أحد النصوص المنقوشة في معبد أوام جنوب مدينة مأرب، حيث رسم التمثال في داخل صندوق خشبي منحوت بحروف مسندية قديمة.
إلى جانب عمل بعنوان “يفى” للفنانة التشكيلية مودة الحمادي، حيث جسّدت مفردة حميرية مندثرة بالخط المسند باستخدام ألوان الأكريليك، ومسامير، وخشب خيوط حياكة، و”الدُبا المضيئة” للفنانة التشكيلية أماني الأديمي التي استحضرت صناعة الحقين والسمن البلدي، و”الشيتارة” للفنانة التشكيلية ليلى ياسين التي توظّف نقوش السراويل اليمنية القديمة. وتضمّن المشروع إعادة توزيع أغنيتين يمنيتين، هما “ممشوق القوام” و”خطر غصن القنا” بأسلوب الروك والفلامنكو على أيدي ستّة موسيقيين.
يُذكر أن “مؤسسة بيسمنت الثقافية” بدأت نشاطها منذ عام 2009 باسم منتدى التبادل المعرفي، ومقرّها في صنعاء، وهي في مجال الفنون التشكيلية والأدائية وتقيم ندوات ومعارض وورشاً تدريبية فنية وأدبية ومشاريع تنمية الوعي المجتمعي بهدف إثراء الحياة الثقافية في المجتمع اليمني، ورفع وعيه تجاه الفن ودوره في الحياة، وتهتم أيضاً بمجالات تغطي مساحة معرفية واسعة كالبيئة والتنمية المستدامة والتنمية الثقافية والمعرفية وحقوق الإنسان والحريات وتنمية المجتمع المدني وقضايا الديمقراطية والحوار.