يتزايد انتشار تطبيق كلوب هاوس في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يوفر منصة للنقاش المفتوح حول “موضوعات محظورة مثل جرائم الشرف في مصر والهوية الجنسية في العراق”، ولكن بعض الدول تقيد الاستخدام والبعض الآخر حذر بشأن التطبيق، بحسب تقرير لـ”مؤسسة طومسون رويترز”.
ويسمح التطبيق الذي أطلقته شركة مقرها سان فرانسيسكو العام الماضي للأشخاص بمناقشة مواضيع متنوعة في غرف الدردشة، حيث ارتفعت شعبيته بعد استخدامه من قبل إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ، وازداد استخدامه الآن في الشرق الأوسط.
وقالت فتاة من العراق إنها “شعرت بالقدرة على استكشاف حياتها الجنسية غير التقليدية فقط عندما غادرت الشرق الأوسط”.
ومع لجوء عدة مستخدمين عرب للتطبيق كوسيلة لطرح الأفكار التي نادرا ما يتم مناقشتها علنا، يخشى البعض من قمع واسع النطاق من قبل “الحكومات الاستبدادية” في المنطقة، وفقا لرويترز، خاصة بعد أن منعت الأردن وسلطنة عمان الوصول إلى التطبيق الشهر الماضي.
وفي فبراير الماضي منعت الصين الوصول إلى التطبيق بعد أن انضم الآلاف من المستخدمين إلى مناقشات خاضعة للرقابة في كثير من الأحيان بشأن قضايا حساسة مثل معسكرات الاعتقال في شينجيانغ واستقلال تايوان وقانون الأمن القومي في هونغ كونغ.
وحذرت تايلاند في فبراير أيضا مستخدمي التطبيق من خرق القانون بعد أن استخدم كلوب هاوس كمنصة لمناقشة النظام الملكي، وحذرت إندونيسيا من إمكانية حظره إذا لم يمتثل للوائح المحلية.
وقال مارك أوين جونز الأستاذ المساعد في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بجامعة حمد بن خليفة في قطر إن “شهر العسل” للتطبيق قد ينتهي قريبا في الدول العربية مع استمرار ارتفاع عدد المستخدمين.
وأوضح جونز أن “الحداثة تخلق شعورا لدى الناس بالحرية في قول أشياء لا يقولونها عادة خوفا من انتقام الدولة”.
وأضاف أن “الناس تخلوا عن حذرهم وربما ينسون أن السياق السياسي الذي يعيشون فيه لم يتغير، وبعض حالات تدخل الدولة يمكن أن يكون لها تأثير مخيف”.
ومنعت سلطنة عمان التطبيق الشهر الماضي قائلة إنه لا يمتلك تصريح التشغيل الصحيح. وأفادت وسائل إعلام محلية في الأردن أن البلاد اتخذت خطوات مماثلة لتقييد الوصول إليه، ولم ترد وزارة الإعلام الأردنية على طلب للتعليق.
وتم إطلاق التطبيق أوائل عام 2020، ونما بسرعة في الدول العربية “المحافظة اجتماعيا” وكان التطبيق الأكثر تحميلا في المملكة العربية السعودية في فبراير الماضي.
وفي مصر، التي تقول جماعات حقوقية إنها شهدت قيودا متزايدة على حرية التعبير، استضاف التطبيق مؤخرا نقاشا حول مشروع قانون مثير للجدل يخشى منتقدوه من أنه سيقيد حقوق المرأة.
وقالت امرأة في غرفة تم إنشاؤها لمناقشة مشروع قانون الأحوال الشخصية “نحن في عام 2021 وما زالت المرأة في مصر لا تتمكن من السفر دون موافقة زوجها أو والدها. يا له من عار”.
وقال فادي رمزي مدرس وسائل التواصل الاجتماعي بالجامعة الأميركية بالقاهرة إن “شعبية التطبيق ربما تكون قد أزعجت الحكومات التي اهتزت بسبب احتجاجات الربيع العربي عام 2011 ، والتي سهلها استخدام فيسبوك وتويتر”.
وأبلغ المستخدمون في الإمارات العربية المتحدة عن مشكلات في الاتصال في الأسابيع الأخيرة، حيث قال كثيرون إنهم لا يمكنهم الوصول إلى التطبيق إلا باستخدام “في بي أن”.
وقال محمد نجم مدير منظمة SMEX ومقرها بيروت، إن منظمته تشتبه في أن التطبيق قد تم حظره في الإمارات أو أن الاتصال به قد أعيق بطريقة أو بأخرى. ولم ترد هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات على طلب للتعليق.
ويتساءل بعض مستخدمي التطبيق عن المدة التي سيستغرقها كلوب هاوس في بلدانهم قبل إغلاقه، بسحب تقرير رويترز.