أكد عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، الحرص على حماية أموال وممتلكات الأوقاف والحفاظ عليها.
وقال عضو السياسي الأعلى في اختتام ورشة العمل الأولى بعنوان ” إدارة واعية وتخطيط حكيم”، نظمتها الهيئة العامة للأوقاف اليوم بصنعاء ” ما حصل خلال الفترة الماضية من عبث بأموال وأراضي وممتلكات وأصول الأوقاف وصرفها في غير مصارفها مؤلم”.
وأضاف ” لا يمكن على الإطلاق أن يتم توجيه بالمخالفة لأي لائحة أو قانون بأخذ أموال الوقف”.. لافتا إلى أنه كان هناك تدهوراً كبيراً في ما يتعلق بالوقف واليوم هناك حرص واهتمام بالأوقاف ومقاصد الواقفين.
وأكد أهمية إطلاق حملات توعوية شاملة بأهمية الأوقاف والحفاظ عليها والتذكير بمخاطر الوقف على من يعتدي عليه .. مستغرباً من قيام بعض التجار ورجال الأعمال وعدد من المسؤولين بشراء أراضي الوقف وملاحقتها بدلاً من شراء أراضي حرة.
وحث محمد علي الحوثي على استكمال حصر أموال وممتلكات الأوقاف .. وقال” الأوقاف كثيرة منها للمساجد والبعض منها في بيوت متعددة، نحن إلى جانب قيادة وكوادر الهيئة في استخراج أموال وأراضي وممتلكات الأوقاف”.
وشدد على ضرورة أتمتة العمل الوقفي وأرشفة البيانات والمعلومات المتعلقة بأصول الأوقاف والعمل على إيجاد برامج لحماية معلومات الأوقاف وأصولها وفهرسة ما يتعلق بالأوقاف.
وقال” هناك أشخاص ممن عبثوا بالأوقاف، يجب استدعائهم، لإعادة ما تم أخذه من الأوقاف، خاصة من العاملين في الأوقاف، ومن يرفض يتم إحالته إلى مباحث الأموال العامة، والتحقيق معه ليأخذ جزاءه”.
وأضاف” قوانين الأوقاف التي لا تجرّم من يأكل أموال الوقف، يتم البحث عن تعديلات لها، حتى يكون الجميع في مستوى واحد، وهناك إشكالات حصلت في الماضي يجب أن لا تعيق العمل الوقفي في المستقبل، ما يتطلب فهرستها وتوضيحها للمجتمع”.
كما حث عضو السياسي الأعلى، على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوقف ومعرفة حرمة أموال الأوقاف والعمل على حفظها وحمايتها .. مشدداً على ضرورة التنسيق مع وزارة الإرشاد لتعزيز الوعي بأهمية الوقف وسبل الحفاظ عليه وعدم العبث بممتلكاته.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالمساجد والعناية بها، بما في ذلك المساجد الأثرية .. مؤكداً الحرص على إشراف الهيئة على بناء المساجد الجديدة.
وقال” لا يتم السماح بإنشاء أي مسجد إلا عبر التنسيق مع الهيئة العامة للأوقاف، للإشراف على بنائها والترتيب لوضعيتها من مختلف الجوانب، خاصة ما يتعلق بإقامة المسجد وتوفير كافة متطلباته واحتياجاته”.
وعبر عن الثقة في قيادة الهيئة لإدارة شؤون الأوقاف والاهتمام بالمساجد وتنمية وتحصيل الإيرادات الوقفية والمضي بالعمل الوقفي إلى المسار الصحيح، بما يحقق مقاصد الواقفين.
وأضاف” قبل الحديث عن الإنجازات، يحتاج الوقف إلى عمل وجهد مضني، وستكون الأوقاف رافداً للاقتصاد الوطني، وبتعاونكم سيكون لذلك الأثر الإيجابي على الأوقاف والواقفين والوطن بصورة عامة، خاصة توفير فرص عمل للعاطلين”.
كما عبر عن الأمل في أن يكون للهيئة العامة للأوقاف مدن سكنية يتم استثمارها من إيرادات الأوقاف، لتسكين الفقراء بإيجارات أو التمليك بالتقسيط والفرصة متاحة أمام الهيئة وقياداتها والعاملين فيها لإنجاز المشاريع الوقفية التي تخدم الوطن والمواطن.
واختتم محمد علي الحوثي كلمته بدعوة مدراء مكاتب هيئة الأوقاف في المحافظات إلى التحرك الجاد والمسئول للنهوض بالعمل الوقفي والاهتمام بأموال الأوقاف والحفاظ عليها واستثمارها بطرق سليمة تسهم في تعزيز العمل الوقفي.
من جانبه اعتبر رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، انعقاد الورشة الأولى لقيادات الهيئة ومكاتبها في المحافظات، خطوة إيجابية على طريق مسيرة نجاح الكوادر العاملة في قطاع الأوقاف بالأمانة والمحافظات.
وأشار إلى أن الأوقاف، مشروع ريادي وحيوي للشعب اليمني، تم تضييعه وإهماله خلال الفترة الماضية، والاستيلاء على مقدرات الأوقاف، ما أفقد البلاد الكثير من الخيرات.
وقال” قائد الثورة حرص على إنشاء هيئة الأوقاف والصرح الوقفي، للاهتمام بأموال وممتلكات الأوقاف والعناية بها والحفاظ عليها”.
ولفت العلامة عبد المجيد الحوثي إلى أن الأوقاف جمع ثلاث صفات كما في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له”، فهناك وقف للعلماء والمتعلمين وينتفع به الناس ويلحق أصحابه الواقفين إلى قبورهم وتبقى صحيفة أعمالهم مفتوحة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وبين أن الوقف الشرعي لا يجب بيعه ولا الاستيلاء عليه ولا تحريفه .. وقال” الأوقاف مر بمرحلة كان عٌرضة للنهب والعبث، ولم نعد نسمع اليوم أن هناك من يوقف من حر ماله، لأن الوقف أصبح سلعة للمتنفذين وهوامير الفساد ولا يصل إلى المدارس وبيوت الله والمصارف الشرعية المحددة”.
وحث رئيس هيئة الأوقاف، قيادات مكاتب الهيئة في المحافظات على العمل الوقفي المنظم وتعزيز الأداء في قطاع الأوقاف وتنمية إيراداته وتحصيلها .. مشدداً على عدم السماح لأي كان، الاستيلاء على أموال وأراضي وممتلكات الأوقاف مهما كانت وجاهته وسلطته.
بدوره أشار مدير مكتب هيئة الأوقاف بأمانة العاصمة عبدالله عامر، في كلمة المشاركين بالورشة، إلى أن الورشة تأتي في إطار مناقشة أداء العمل الوقفي خلال المرحلة الراهنة والصعوبات التي تواجهه وسبل وضع المعالجات والحلول اللازمة لها.
وأوضح أن المشاركين في الورشة جسدوا روح العمل الجماعي في طرح الإشكالات التي تعترض العمل الوقفي والالتزام بالمبادئ والأحكام الدينية في هذا المسار.
وأكد عامر الاستعداد لتطبيق مخرجات الورشة على الواقع الميداني بالاستفادة من نقاط الضعف ومواجهة التحديات .. معتبراً الورشة برنامج عملي، سيتم بلورته إلى خطط لتطبيقها على الواقع الميداني.
سبأ